اخبار لايتالأخبارالصحة و البيئةبحوث ومنظمات

العلم : الرضاعة الطبيعية تزيد من ذكاء الطفل وتعده لدخول عالم الاغنياء

كشفت دراسة امريكية، أن الرضاعة الطبيعية لفترات طويلة تزيد مستويات الذكاء لدى الأطفال وتطيل أمد تحصيلهم الدراسي، كما تسمح لهم بتحقيق إيرادات مالية أعلى في مرحلة البلوغ، بالاضافة إلي أنها تساعد في تحديد الفكر المالي والوظيفي للطفل عن البلوغ.

وأضافت الدراسة ان جميع الدراسات الصحية العالمية تشجع  على الرضاعة بوصفها “إحدى الوسائل الأكثر فعالية” لضمان صحة الأطفال وبقائهم، موضحة إنه ينصح بالرضاعة حتى سن ستة أشهر، إلا أنها تقر بأن أقل من 40 % من الأطفال في العالم يستمرون في الرضاعة الطبيعية حتى ذلك السن، وهو ما يستوجب إسمترار الرضاعة حتي عامين لتحقيق الاستفادة الكبري من الرضاعة الطبيعية.

ياتي ذلك بينما حثت دراسة، أجريت في البرازيل، حالة نحو 3500 رضيع من كل المستويات الاجتماعية، ووجدت أن هؤلاء الذين رضعوا طبيعيا لفترة أطول سجلوا درجات أعلى، في اختبارات مستوى الذكاء بعد بلوغهم.

ويقول خبراء إن النتائج، رغم أنها ليست حاسمة، يبدو أنها تؤيد النصيحة المتداولة حاليا، بإرضاع الأطفال طبيعيا لمدة ستة أشهر كاملة.

لكنهم يقولون إن الأمهات يجب أن يظل لديهن الخيار لفعل ذلك من عدمه.

ووفقا للنتائج، التي نشرت في مجلة “ذا لانسيت غلوبال هيلث” يؤكد الباحثون أن هناك العديد من العوامل المختلفة إلى جانب الرضاعة الطبيعية ربما تؤثر في مستوى الذكاء، على الرغم من أنهم حاولوا تحييد عناصر أخرى قد تؤدي إلى تضليل النتائج، مثل مستوى تعليم الأم ودخل الأسرة ووزن الطفل عند ولادته.

ويقول الدكتور برناردو ليسا هورتا من جامعة بيلوتاس الاتحادية في البرازيل، وهو المشرف على الدراسة، إن دراسته تقدم رؤية فريدة، لأن الحالات التي درسها تم توزيعا بالتساوي بين كل المستويات الاجتماعية، وليس فقط من فئة الأغنياء والمتعلمين.

معظم الأطفال محل الدراسة، بغض النظر عن مستوياتهم الاجتماعية، رضعوا طبيعيا، بعضهم لمدة أقل من شهر وآخرون لأكثر من عام.

وسجل الذين رضعوا لفترة أطول درجات أعلى، في اختبارات مستوى الذكاء بعد بلوغهم.

كما كسب هؤلاء دخولا أعلى وأكملوا دراستهم لمستويات أعلى.

تأثير طويل المدى

ويعتقد الدكتور هورتا أن لبن الأم قد يعطي ميزة للأطفال، لأنه مصدر جيد للأحماض الدهنية المشبعة طويلة السلسلة وهي ضرورية لنمو المخ.

لكن خبراء يقولون إن نتائج الدراسة غير مؤكدة، وأن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث، لاستشكاف العلاقة المحتملة بين الرضاعة الطبيعية ومستوى الذكاء.

وقال كيفين فينتون مدير الصحة والرفاهية في هيئة الصحة العامة في انجلترا إن هناك دليلا قويا، على أن الرضاعة الطبيعية تجلب بعض الفوائد الصحية للأطفال، مثل تخفيض معدلات عدوى التنفس والجهاز الهضمي خلال مرحلة الطفولة.

وأضاف: “تبقى نصيحة هيئة الصحة العامة في انجلترا هي أن إرضاع الطفل طيلة الستة أشهر الأولى من عمره تجلب له فوائد صحية”.

وقال: “ونعترف رغم ذلك أنه ليس كل الأمهات تختار، أو تكون قادرة على الإرضاع الطبيعي، وأن حليب الأطفال هو البديل الوحيد للبن الأم بالنسبة للأطفال خلال العمر الأقل من 12 شهرا”.

وتقول جانيت فايل من الكلية الملكية للقابلات إن الأمهات الجدد يحتجن توعية ودعما بشأن الرضاعة الطبيعية.

ويقول الدكتور كولين ميتشي مدير الكلية الملكية لطب الأطفال ورئيس لجنة التغذية الصحية للأطفال: “أجريت العديد من الدراسات حول العلاقة بين الرضاعة الطبيعية ومستوى الذكاء خلال السنوات الماضية، لكن شكوكا تحوم حول صدق نتائج الكثير من تلك الدراسات”.

وأضاف: “لكن رغم ذلك فإن هذه الدراسة بحثت في عوامل أخرى، بما فيها الإنجاز في الدراسة ومستوى الدخل عند سن الثلاثين، مما يجعلها، جنبا إلى جنب مع حجم العينة الكبير، دراسة قوية للغاية”.

وقال: “من المهم أن نلاحظ أن الرضاعة الطبيعية واحد من عوامل عديدة، تسهم في تحديد مستوى ذكاء الطفل وأدائه في المستقبل، ورغم ذلك فإن الدراسة تؤكد ضرورة التوعية المستمرة بأهمية الرضاعة الطبيعية لكي تدرك أمهات المستقبل فوائدها”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى