يصل إجمالي إنتاج الحليب السنوي في هولندا إلى أكثر من 700 كيلوجرام للفرد الواحد في حين يصل المعدل العالمي للفرد إلى 105 كيلوجرام. وفي عام 2012 أصبحت هولندا خامس منتج للحليب للفرد الواحد في العالم بعد نيوزيلندا وايرلندا والدنمارك وبيلاروس. وكونها دولة صغيرة ومكتظة بالسكان، فقد استثمر الهولنديون دائماً في المعرفة والابتكار من أجل استخدام موارد أقل، في الوقت الذي يقومون فيه بإنتاج المزيد من الحليب ذو النوعية العالية.
منتجات الألبان والصحة
الهولندي. ويشتهر الهولنديون حول العالم بلقب “رؤوس الجبنة” بسبب شغفه وعشقه الكبير للأجبان. وعلاوة على شهرته بتناول كميات كبيرة من الأجبان، فان معدل استهلاك الحليب في هولندا يعتبر من بين أعلى المعدلات في العالم. ووفقاً للاحصائيات تأتي هولندا في المرتبة 30 في استهلاك منتجات الألبان في العالم.
إن منتجات الألبان غنية بالبروتين والدهون والفيتامينات والمعادن مثل الكالسيوم وفيتامين ب2 وب12. كما يزيد استهلاك منتجات الألبان أيضاً من فيتامين دي في الكائنات الحية ويعتبر ضرورياً لصحة الانسان. بالإضافة إلى ذلك فان الكالسيوم لا غنى عنه لصحة العظام والأسنان وتعزيز أداء العضلات والجهاز الهضمي أيضاً. وأظهرت أحدث البحوث مؤخراً التأثيرات الإيجابية الناتجة عن استهلاك كميات أكبر من منتجات الألبان، لاحتوائها على تشكيلة مواد الغذائية أكثر توازناً، وسعرات حرارية أقل نسبياً.
الاستدامة
تحتل مزارع الألبان ما نسبته 60٪ من مجمل الأراضي الصالحة للزراعة في هولندا. وبالنسبة لمنتجي الألبان، تتركز الاستدامة حول قدرتهم على الزراعة لعشر سنوات في المستقبل. ومع ازدياد حجم المزارع يتناقص عددها. ويعكف مزارعو الألبان في هولندا ومن خلال الشبكات التي تدعم عملية التعلم، على تطوير ابتكاراتهم الخاصة. ففي الماضي ركز المزارع على توفير تكاليف العمالة، وأدى ذلك إلى تطوير مفاهيم مبتكرة مستقرة مع توازن عادل بين الكفاءة الكلية للبروتين وطول عمر الحيوان. ويقوم المزارعون الهولنديون المبتكرون في الآونة الأخيرة بإعادة تقييم الارتباط بين الزراعة والطبيعة، والتركيز على دورات التربة والنبات والحيوان والسماد من أجل توفير مواد مغذية شاملة وفعالة وزيادة الكفاءة الزراعية والإيرادات. وبذلك أصبح الهدف الجديد هو تحسين المنتج بدلاً من زيادته.
إن النمو المستمر لسكان العالم وانخفاض الأراضي الزراعية المتاحة في جميع أنحاء العالم يضع أهمية متزايدة وملحّة على الابتكار – “استهلاك أقل، وإنتاج أكثر وأفضل”. ويتحمل القطاع الزراعي الهولندي المسؤولية ويقوم بالاستثمار في البحث وتطوير سياسات المسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR) من خلال التعاون مع معاهد البحوث العالمية المعروفة مثل جامعة فاخنينغن. على سبيل المثال، في عام 2013، قام قطاع الألبان في هولندا بتخفيض استخدام الطاقة في سلسلة الألبان بنسبة 5٪ بالمقارنة مع عام 2012. كما يسعون إلى تحقيق معدل انخفاض قدره 2٪ سنوياً ولغاية عام 2020. وقد ركزت سياسة فريسلاند كامبينا بشأن المسؤولية الاجتماعية للشركات على خمس مشاكل رئيسية: حلول لمكافحة سوء التغذية، والمزيد من الكفاءة في استخدام المواد الخام والمياه والطاقة، ومساعدة المزارع الصغيرة في آسيا وأفريقيا، والحدّ من انبعاثات الميثان وتعزيز صحة ورفاه الحيوان. وباختصار، أصبحت صناعة الالبان الهولندية في موقع الريادة في مجال الإنتاج المستدام، ولها أمثلة ممتازة يتعلم منها العالم.
منتجات الألبان، محرك الاقتصاد الهولندي
يعد قطاع الألبان الهولندي أحد القوى الاقتصادية الأكثر أهمية في هولندا. ففي عام 2014، حققت مزارع الألبان وصناعة الألبان الهولندية إنتاجاً بلغت قيمته الإجمالية 12 مليار يورو، منها 7 مليارات يورو قيمة منتجات تم تصديرها إلى أجزاء أخرى من العالم. وأدى هذا إلى توفير ما مجموعه 45,000 وظيفة في هولندا، أي 1/6 إجمالي الصناعات الغذائية، والتي تعتبر أكبر حجماً من صناعات الأجهزة الكهربائية أو الأدوية أو السيارات في هولندا. كما ان الزيادة في تصدير منتجات الألبان من 3.8 مليارات في عام 2005 إلى 7 مليارات يورو في عام 2014 تعني تحقيق متوسط نمو قدره 7٪ سنوياً. وجنباً إلى جنب مع حقيقة أن هولندا تحتل موقعاً استراتيجياً في أوروبا مع بنية تحتية لوجستية ممتازة، فان هذا ما يجعل الألبان الهولندية سوقاً محتملة إيجابية للغاية في المستقبل.