الأخبارحوارات و مقالات

الدكتورة فاطمة احمد تكتب : فوائد جذور “العرقسوس” الصحية

استاذ كمياء النبات ورئيس شعبة البيئة وزراعات المناطق الجافة بمركز بحوث الصحراء

 

“العرقسوس” نبات بري معمر من الفصيلة البقولية، ويطلق على جذوره (عرقسوس) أو (أصل السوس) ويصل إرتفاع هذا النبات الذي ينتشر في كثير من بقاع العالم إلى مترين. وهو مشهور في البلاد العربية منذ أقدم العصور، ينبت في الأرض البرية حول حوض البحر الأبيض المتوسط. والعرقسوس مشروب مصري في اﻷصل، عرف أول مرة في مصر والشام في وقت واحد حسب الدراسات، وبعد ذلك إنتقل إلي تركيا وبلاد المغرب العربي، وإشتهر في هذه البلاد بقدرته على إطفاء العطش، وتنظيم ضربات القلب، وتطهير القناة الهضمية ومعالجة حالات اﻹمساك. كما يعتبر العرقسوس من أكثر أنواع النباتات التي تستخدم على مستوى العالم في الأغراض الطبية، ويحتوي على مكونات من شأنها أنها تمد جسم الإنسان بعناصر مهمة جداً، حيث أنه يفيد في علاج بعض الأمراض.

القيمة الغذائية للعرقسوس: يحتوى العِرقسوس على حوالي 400 من المكونات المختلفة. فيحتوي علي مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية المفيدة مثل الفلافونيدات، مصدر لفيتامين ب 1، ب 2، ب 3، ب 5،  فيتامين هـ والبيتا كاروتين والثيمول والفينول وحمض الفيريوليك . المكوّن الرَّئيسي في العرقسوس هو حَمض الجليسيريزيك glycyrrhizinic acid، حيث يتراوح تركيزُه ما بين 1- 24٪ حسب مصدر النبتة وطريقة قياس هذه المادة. كما يحتوي العِرقسوس على المكوِّناتِ التَّالية ومنها الفلافونيدات والإيزوفلافونيدات والتِّيروكَربانات (pterocarpans) مثل اللِّيكوفلافونول licoflavonol والكوماكينينkumatakenin واللِّيكوريكون licoricone كما يحتوى أيضا على  الشالكونات (chalcones)، وهي صبغات صفراء مثل اللِّيكيريتيجينين liquiritigenin واللِّيكورازيد licuraside والإيكيناتينechinatin ويحتوى العرقسوس على التِّربينويدات الثلاثية(triterpenoids)  مثل حمض اللِّيكيريتيك  liquiritic acid والجليسيريتول glycyrrhetol والجلابروليد glabrolide إضافة إلى بعض اﻷحماض الأمينيَّة مثل (البرولين proline والسِّيرين serine وحمض الأسبارتيك (aspartic acid، والأَمينات مثل الأَسبارجين asparagine والكولين choline، ويحتوى أيضا على النَّشا بنسبة تتراوح من 2-20٪، وبعض السَّكريات بنسبة 3-14٪ ومنها (الجلوكوز glucose والسَّكروز  (sucrose وصُموغ gums وشَمع وزيت طيَّار volatile oil وستيرولات sterols مثل (ستيجماستيرول (stigmasterol، ويحتوى على أملاح معدنية من أهمها الفوسفور، البوتاسيوم، الحديد، الكالسيوم، السيلينيوم، الماغنسيوم، والسليكون ومواد صابونية تسبب الرغوة عند صب عصيره، الكولين ومادة الكلتيسريتسن فضلاً عن مركَّبات أخرى عديدة.

فوائد العرقسوس كثيرة جدا للجسم وهي تشمل علاج إلتهابات الكبد، علاج إضطربات المعدة والقرحة المعدية ومفيد لصحة القلب واﻷوعية الدموية وتصلب الشرايين، السرطان، وفى علاج السعال وأمراض وإضطرابات الجهاز التنفسي ومفيد فى تخفيف أعراض ما قبل الحيض وعلاج تكيس المبايض لدى النساء، كما إنه علاج فعال فى حالات العدوى وتحسين صحة الجهاز المناعى، ولإلتهابات المفاصل الروماتويدي وفى وفى علاج الإرهاق واﻹجهاد، وحالات الإكتئاب والإضطرابات العصبية، ، التخلص من السموم، العناية بصحة الجلد والبشرة، العناية بالشعر، وصحة الأسنان، تحسين الوظائف المعرفية لدى مرضى السكرى.

  1. علاج إلتهابات الكبد وحمايته :يحتوي العرقسوس علي عناصر فعالة في علاج إضطربات الكبد والتخلص من السموم وتنظيم عمل الكبد وأشارت الدراسات البحثية بأن الفلافونويدات الموجودة في العرقسوس تجعلها تمتلك صفات مضادة للأكسدة وتساعد في حماية خلايا الكبد من الدهون العالية والأضرار الناتجة عن الجذور الحرة free radicals . وهناك دراسات حديثة أثبتت قدرة العرقسوس على شفاء أمراض خطيرة مثل إلتهاب الكبد A وإلتهاب الكبد .C ولقد تبيَّنَ أنَّ الشكلَ القابل للحَقن من خلاصة العِرقسوس injectable form of licorice extract له تأثيراتٌ مفيدة تجاهإلتهاب الكبد C في التجارب السريرية. ولكن، ليس هناك معطَيات موثقة عن أشكال العرقسوس التي تُعطى عن طَريق الفم في معالجة هذا المرض ويحتاج هذا إلى المزيد من الأبحاث قبلَ التوصُّل إلى أية إستِنتاجات.
  2. علاج إضطربات المعدة والقرحة المعدية: يساهم العِرقسوس في شفاء قرحة المعدة ويزيل الشعور بالحرقة عند حدوثها، وذلك نظرا ﻹحتوائه علي حمضglycyrrhizinic وهو مادة فعالة في علاج قرحة المعدة وتحمي الجسم أيضا من نمو البكتريا وعلاج عسر الهضم. وقد أثبتت الدراسات البحثية المختلفة بأن العرقسوس يساعد في علاج  القرحة دون أن يتسبب في أي آثار جانبية  مثل زيادة الوزن .وكثيراً ماتم إقتراح العرقسوس الخالي من مادة الجلسريزين DGL كعلاج لقرحة المعدة، على الرغم من أنه ليس من الواضح ما إذا كان يعمل. وقد وجدت بعض الدراسات أن العرقسوس DGL ومضادات الحموضة ساعدت في علاج القرحة وكذلك بعض الأدوية. فقد وجدت دراسة واحدة على حيوانات التجارب أن الأسبرين المغلف مع العرقسوس يخفض عدد القرح في الفئران بنسبة 50٪. بينما الجرعات العالية من الأسبرين غالبا ما تسبب قرحة في الفئران. وفي دراسة واحدة إستخدم شراب العرقسوس لعلاج 100 شخص يعانون من قرحة المعدة، 86 منهم لم يتحسنوا مع العلاج التقليدي وبعد فترة ستة أسابيع إختفت القرحة في 22 شخصا. أى أن حوالى 90٪ من المشاركين قد تحسنوا.
  3. العرقسوس مفيد لصحة القلب واﻷوعية الدموية وعلاج تصلب الشرايين: لأن العرقسوس يحتوي علي مواد مضادة للأكسدة  لها تأثير فعال في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية حيث يعمل الفلافونويد الموجود في جذور العرقسوس علي حماية الأوعية الدموية من إرتفاع نسبة الجلوكوز وتراكم الدهون في الشرايين. وبذلك يحفز من تدفق الدم عند مرضي السكري. ونظرا ﻹحتواء جذور العرقسوس على مادة الجلسرهيزين الأكثر حلاوة من السكر بـحوالى 50 مرة، حيث تعمل مادة الجلسرهيزين، ومادة حامض الجلسرهيزين المتوفرة بكثرة في العرقسوس وهى مواد مضادة للأكسدة وبالتالى تساعد على توازن مستويات الكوليسترول الضار بالدم من خلال تحسين تدفق الصفراء. تعمل جذور العرقسوس أيضًا على تحسين صحة الشعيرات الدموية . بالإضافة إلي أن الفلافونيدات والمركبات الأخري تساعد في منع تراكم البروتين الدهني مما يساعد في تقليل  مخاطر الإصابة بأمراض تصلب الشرايين. وتعمل جذور العرقسوس أيضًا على تحسين صحة الشعيرات الدموية والمساعدة على منع الإصابة بأمراض القلب و الأوعية الدموية.
  4. علاج السرطان :يمتلك العرقسوس مواد كيميائية فعالة تساعد في الوقاية من مرض السرطان وقد أثبتت الدراسات بأن له تأثيرات مضادة لنمو الخلايا السرطانية حيث تعمل مركبات الفلافونويدات علي مقاومة سرطان القولون ويمنع من إنتاج خلايا الورم. كما وجد أيضاً أن العرقسوس مفيد جداً في علاج سرطان البروستاتا.
  5. مفيد فى علاج السعال وإضطرابات الجهاز التنفسي :نظراً لأهمية العرقسوس الطبية الكبيرة، فقد إستخدمته شركات صناعة الأدوية في تحضير بعض أدويتها كالأدوية المضادة للسعال وغيرها. فيستخدم فى علاج حالات السعال المزمن ويفضل إستعماله كثيفا أو فى صورة محلول بالماء الساخن للوقاية وعلاج نزلات البرد وإلتهابات الحلق والحنجرة وإلتهاب الشعب الهوائية وأمراض الرئة. كما أنه يعالج إلتهاب الجهاز التنفسي العلوي الذي يحدث نتيجة الفيروسات والبكتريا. ويلعب العرقسوس دور فعال فى طرد المخاط الموجود في القصبة الهوائية والرئتين وعلاج الربو حيث يعد العرقسوس العلاج التقليدي للسعال والربو، وإلتهابات الحلق. وقد وجدت إحدى الدراسات أن الغرغرة بالعرقسوس قبل الحصول على التخدير خفض معدل الإصابة ﺑإلتهاب الحلق بعد العمليات الجراحية بمقدار النصف.
  6. مفيد فى تخفيف أعراض ما قبل الحيض وعلاج تكيس المبايض لدى النساء :العرقسوس غني بالإيزوفلافونات وهذا يساعد علي توازن مستويات الإستروجين والبروجستيون في الجسم. وقد أظهرت نتائج إيجابية بأن العرقسوس حد في تخفيف اﻵثار النفسية وتحسين الصحة البدنية لأن الإستروجين النباتي يساعد في رفع مستويات البروجستيون في الجسم  مما يعمل علي تهدئة تقلصات الرحم  أثناء فترة الحيض. كما أنه فعال في علاج مشكلة إحتباس الماء الناتجة عن التأثيرات الهرمونية .وقد تعاني بعض النساء من مشاكل التخصيب مثل تكيس المبايض، فيساعد العرقسوس في تنظيم إفراز هرمون اﻹستروجين وعلاج مضاعفات الخصوبة عند النساء. وفعال جداً في تنظيم الدورة الشهرية. ويساعد في توازن التبويض كما أثبتت الدراسات بأن العرقسوس يساعد في الحد من هرمون التستوستيرون لدى النساء.
  7. مفيد فى علاج حالات العدوي وتحسين صحة الجهاز المناعى: يحتوي العرقسوس علي حمض  glycyrrhizinic وهو عنصر فعال جداً في علاج العديد من الإلتهابات الفيروسية، الفطرية، البكترية، ﻷنه يمنع نمو البكتيريا والفيروسات والفطريات ولذا فإنه يعمل على تنقية الجسم من السموم كونه مضادا للفطريات، كما يقلل من عمليات الأكسدة بالجسم. وقد كشفت الدراسات بأن له تأثير مضاد للفيروسات. كما أن مكونات العرقسوس تثبط نمو فيروس الهيربس وبالتالي منع نمو الخلايا السرطانية وقد أثبتت الدراساتالعلمية فعالية العرقسوس في تدمير فيروسات الهربس، التي تظل كامنة في الجسم البشري حتى تضعف مناعته، وذلك بفضل المركب الطبيعي الموجود في العرقسوس والذي يعرف بحمض glycyrrhizinic “جلاسيرايزيك”، والذى يقتل الخلايا التي يعيش فيها الفيروس من دون أن يسبب أية تأثيرات سامة على اﻷنسجة. ويساعد العرقسوس على تحسين صحة الجهاز المناعي لأنه يعمل علي رفع مستوي الأنترفيرون وهو عنصر مضاد للفيروسات بالإضافة إلي إحتوائه على حمض     glycyrrhizinic والذي يحفز من عمل الخلايا المناعية ومكافحة الفيروسات المعدية.
  8. مفيد فى علاج إلتهاب المفاصل الروماتويدي: حيث تمنع مادة الجلسرهيزين، ومادة حامض الجلسرهيزين الموجودة بكثرة في العرقسوس من تقليل الكورتيزون في الجسم، الذي يقلل من اﻹلتهاب والألم المصاحب والتورم في موقع الإصابة. كما يمتلك العرقسوس  خصائص مضادة للإلتهابات لذا فهو فعال في علاج إلتهاب المفاصل الروماتويدي. وقد أشارت الأبحاث بأن العرقسوس يقلل من مستويات السيتوكينات التي تعالج التورم .ويفيد العرقسوس في شفاء الروماتيزم ﻹحتوائه على عناصر تعادل الهيدروكورتيزون ويساعد أيضا في تقوية جهاز المناعة في الجسم.
  9. مفيد فى علاج الإرهاق واﻹجهاد وحالات الإكتئاب والإضطرابات العصبية :يساعد العرقسوس في منع حدوث خلل في الغدة  الكظرية المسئولة عن إنتاج الهرمونات مثل الكورتيزول التي يسيطر علي الإجهاد. كما تحتوى جذور العرقسوس على حمض الأمينى هليونين الذى يعمل على الحفاظ على توازن الجهاز العصبى؛ فشرب كوب واحد من العرقسوس مرتين يوميا هو أمر مهم لعلاج الاكتئاب, والقلق, والصداع النصفي الناتج عن اﻹجهاد. والإعتدال في تناوله يؤدي إلي تحفيز مقاومة الجسم للإجهاد، وخصوصاً في فترة النقاهة بعد إجراء العمليات الجراحية. وقد أثبتت العديد من الدراسات العلمية بأن العرقسوس يساعد في علاج الإكتئاب عند النساء خصوصاً بعد إنقطاع الحيض نظرا لأنه يحتوي علي المعادن اﻷساسية مثل المنجنيز والكالسيوم والبيتا كاروتين بالإضافة إلي الفلافونويدات التى تساعد في علاج الإكتئاب . كما أن العرقسوس فعال جداً في علاج الإلتهابات العصبية مثل الشلل ويساعد في منع تطور أعراضه. ويحتوى العرقسوس علي حمض الجلايسيرزيك الذي يساعد علي قيام  غدد الأدرينالين بوظائفها، ويخفض من حدة التوتر والقلق.
  10. التخلص من السموم: يساعد العرقسوس في التخلص من السموم الموجودة في القولون والدم فهو يقوم بالتخلص من السموم والإنزيمات المضادة للأكسدة والتي تساعد الجسم في التخلص من النفايات الضارة في الجسم .
  11. مفيد للعناية بصحة الجلد والبشرة والعناية بالشعر: العرقسوس عنصر مفيد جداً في علاج الأمراض الجلدية المختلفة مثل الإكزيما والقدم الرياضي والصدفية ويجدّد خلايا الجلد الميت فيها، ويكسبها النّضارة والشباب، ويشفي البثور والحبوب. وقد أظهرت الدراسات بأن التطبيق الموضعي لمسحوق العرقسوس  يساعد في تخفيف التورم والحكة. ويعالج مختلف المشاكل الجلديّة، مثل الصدفية، وذلك بأخذ كميّةٍ قليلةٍ من مطحونه ومزجه مع الفازلينن، ودهن المناطق المصابة.كما أن العرقسوس له تأثير جيد علي تفتيح البشرة وحمايتها من آثار أشعة الشمس الضارة لتواجد مواد مقشّرة فيه، والحد من الإلتهابات التي تؤدي إلي إحمرار الوجه ويخلّصها من البقع الداكنة الموجودة فيها، والتصبّغات الجلدية .وفي دراسة واحدة تم إستخدام جل يحتوي على العرقسوس على الجلد، وساعد في تخفيف أعراض الحكة والتورم، واﻹحمرار واﻹكزيما. والعرقسوس فعال جداً في الحصول علي شعر صحي لأنه يحد من إفرازات الزيوت ومنع حدوث قشرة الرأس. ويعمل في كبح هرمون ديهدرتستورن الذي يحفز من نمو الشعر . ويقوّي بصيلات الشعر، ويُكسب الشعر التّرطيب، ويحدّ من تساقطه، وتقصّفه، ويخلّصه من الجفاف، والتّلف، وقشرة الرأس، ويحدّ من ظهور الشّيب المبكّر، ويقي من مشكلة الصّلع.
  12. مفيد لصحة الأسنان: حيث يساعد العرقسوس في الحد من تسوس الأسنان وإلتهابات اللثة وقد تم إستخدام العرقسوس كمكون أساسي لبعض منتجات العناية بالفم مثل معجون الأسنان، وكغسول الفم .
  13. مفيد فى تحسين الوظائف المعرفية لدى مرضى السكرى: قامت الدراسات علي توضيح تأثير العرقسوس علي الأعصاب وكيف يؤثر في الوقاية من الضعف الإدراكي  حيث يعمل علي تعزيز وظائف التعلم والذاكرة لدي مرضي السكري.
  14. فوائد العرقسوس فى التخسيس: حيث يُسهم في حرق الدّهون المُتراكمة في الجسم ويخفّض من نسبة الكولسترول الضار في الدّم. وكشفت إحدى الدراسات أن تناول ثلاثة و نصف جرام من جذور العرقسوس يوميًا جنبًا إلى جنب مع ممارسة التمرينات الرياضية بإنتظام يساعد علىالتخسيسوخفض نسبة الدهون فى الجسم.
  15. إستخدامات أخرى للعرقسوس :قد يتم إستخدام العرقسوس كمادة منكهة في المعجنات كما أنه تم إستخدام العرقسوس منذ العصور القديمة في صناعة التبغ وصناعة السجائر. ويستخدم العرقسوس كمدر للبول ويفتح الشهية ﺑإستعماله أثناء الطعام ويسهل الهضم ﺑإستعماله بعد الطعام.

اﻵثار الجانبية والتحذيرات: يمكن أن يؤدِّي شرب العِرقسوسُ بالكمِّيات الكبيرة إلى إرتفاع معدلات ضغط الدم وإحتِباس الصوديوم والماء، وإنخفاض مستويات البوتاسيوم، ممَّا يمكن أن يؤدِّي إلى مشاكل في القلب. ولكن، يُعتقَد أنَّ مُنتَجات العِرقسوس الخالية من خُلاصته تُسبِّب آثاراً جانبية أقل. كما ينصح النساء أثناء فترة الحمل بعدم اﻹفراط فى تناول العرقسوس ﻷنه قد يؤدي إلي عواقب وخيمة مثل الولادة المبكرة أو الإجهاض. ولا يوجد  بيانات كافية عن تأثير تناول العرقسوس للنساء خلال الرضاعة الطبيعية وكذلك الأشخاص الذين يعانون من إرتفاع ضغط الدم والمصابين بالسكري أو قصور كلوي أو مرضى القلب والكبد أو الذين يتعاطون مدرات للبول أواللاتوكسين ينصحون بتجنب إستهلاك العِرقسوس بكميات كبيرة. كما يمكن أن يؤدِّي إستعمالُ العِرقسوس مع المدرَّات، أو الأدوية الأخرى التي تقلِّل من مستويات البوتاسيوم في الجسم، إلى إنخفاض مستويات البوتاسيوم بشكلٍ خَطير.

قد يكون العرقسوس آمن نسبياً بالنسبة لمعظم الناس عندما يستهلك بكميات موجودة في الأطعمة. العرقسوس أيضاً آمن نسبياً عندما يستهلك بكميات أكبر للأغراض الطبية وعند تطبيقه على الجلد لفترة قصيرة من الزمن. ومع ذلك، فمن غير المأمون إستخدامه بكميات كبيرة لأكثر من 4 أسابيع.     ويمكن أن يزيد العرقسوس من خطر عدم إنتظام ضربات القلب وفى الحالات الحساسة للهرمونات مثل سرطان الثدي وسرطان الرحم وسرطان المبيض وبطانة الرحم، أو الأورام الليفية الرحمية لأن العرقسوس قد يتصرف مثل هرمون اﻹستروجين في الجسم. والإفراط في إستخدام العرقسوس يمكن أن يجعل أمراض الكلى تزداد سوءا.

يحتوى العرقسوس على المادة الفعالة الجليسريزين والتي يمكن أن يكون لها آثار جانبية خطيرة. فالكثير من مادة الجلسريزين يسبب حالة تسمى نَقْصُ الأَلْدُوسِتيْرونِيَّةِ الكاذِب والذي بدوره يمكن أن يتسبب للشخص أن يصبح مفرط الحساسية لهرمون الألدستيرون في قشرة الغدة الكظرية. هذه الحالة  يمكن أن تؤدي إلى الصداع، والتعب، وإرتفاع ضغط الدم، وحتى النوبات القلبية. ويمكن أيضا أن تسبب إحتباس الماء في الجسم، مما قد يؤدي إلى تورم الساق وغيرها من المشاكل. كما أن الأشخاص الذين يتناولون بإنتظام كميات كبيرة من العرقسوس أي أكثر من 20 جرام  في اليوم، قد يرفع مستويات الدم من هرمون الألدوستيرون، والتي يمكن أن يتسبب في آثار جانبية خطيرة، بما في ذلك الصداع، وإرتفاع ضغط الدم، ومشاكل في القلب. بالنسبة للأشخاص الذين لديهم بالفعل إرتفاع ضغط الدم أو القلب أو أمراض الكلى، ما لا يزيد عن 5 جرام / يوم يمكن أن تسبب هذه الآثار الجانبية.

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى