الأخبارحوارات و مقالات

عماد ميخائيل يكتب: إحياء تجربة “يوسف والي” في الميكنة الزراعية

رئيس مصلحة الري السابق

نظرا لاهميه مياه الري، فانه كان احد الأهداف الاستراتيجيه لبرنامج بحوث الارز هو استنباط أصناف قصيره العمر، تتراوح مدد بقاءها في التربة ما بين (١١٠-١٢٠) يوم، وعمر المشتل (٢٥-٣٠) يوم وإلا يزيد عن ذلك.

نجح البرنامج نجاحا باهرا في انقاص عمرالارز في الأصناف البلديه القديمه (١٦٥-١٧٠) يوما الي (١١٠-١٢٠)، والآن وبعد ان اصبحنا من الدول الفقيره مائيا، ووصل نصيب الفرد الي٦٠٠ متر مكعب سنويا وعجز في الميزان المائي واستيراد غذاء بما يقدر من مياه افتراضيه ٣٤ مليار متر مكعب مياه افتراضيه .

فوجئنا بأهالينا المزارعين عازفين عن عمل المشاتل ضاربين بعرض الحائط بكل ميراثنا الزاخر وأفضل طرق التوفير والترشيد للمياه في زراعه الارز وكذلك بتوصيات برامج بحوث الارز .

في البدايه كانت استسهالا، وخصوصا في المساحات الصغيره الي |أن أصبحت هي الطريقه السائده بعد تقدم طرق حصاد القمح والمحاصيل الشتويه وخلو “الغيطان” في بداري الوقت، والتي كلفتنا كميات مياه إضافية لري كامل المساحه من أول يوم زراعه بدلا من مساحه المشتل خلال عمر المشتل ٣٠ يوم تقريبا، وغيرت برامج صرف المياه من السد العالي وتغيرات مناوبات الري لمواجه الاحتياجات الزراعيه .

فوجئت هذا العام اثناء مروري علي الاراضي آلتي كانت منزرعه بمحصول البرسيم وأراد اصحابها الحصول علي زريعة ( تقاوي البرسيم) لجوءهم لعمل المشاتل ولاحظت ان طول الارز في المشتل قارب ٥٠سم وذهلت من المنظر وبالاستفسار عن السبب قالوا مش لاقيين “أنفار” ، أي عمالة زراعية باليومية، رغم ان مدة عملهم في هذه المشاتل ساعتين شغل، والأجره ٨٠  جنيه ورغم ذلك “مش موجودين”.

لماذ أهملنا تجربه الميكنة الزراعيه  ( تجربه الدكتور  يوسف والي نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة الاسبق )، وخصوصا ماكينات الشتل وعمل الصواني وكانت ناجحه جدا وكنت أشارك في عمل الصواني بنفسي في ارضي وكانت إنتاجيتها رائعه ولا تحتاج الي عماله كثيره ولا النزول في المياه والتي يهرب منها الكثيرين بسبب نوعيه المياه ومالها اناشد وزاره الزراعه بتفعيل دور محطات الميكنة الزراعيه واحياء زراعه الارز بالميكنه مره اخري.

كذلك هو مجال رائع للاستثمارالخاص بإنشاء محطات ميكنه خاصه وان تقوم المحطه بعمل الصواني وزراعتها بالأصناف المختلفه من الارز. عل ان يقوم المزارع بتسويه ارضه والأفضل بالليزر ثم ملئها بالماء والقيام بعمليه التلويط وينتظر حضور ماكينات الشتل بالصواني والنوع الذي يرغب في زراعته والذي يكون قد تم اعداده وعمل كل المعالجات اللازمه بالمحطه تحت إشراف المهندسين الزراعيين المتخصصين والذين لا يجدون وظائف حاليا.

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى