د فاطمة أحمد تكتب : علاج مرض الكبد الدهنى بالفيتامينات
أستاذ كيمياء النبات – رئيس شعبة البيئة وزراعات المناطق الجافة – مركز بحوث الصحراء
يقوم الكبد بالعديد من الوظائف الأساسية، فهو بمثابة نقطة التمثيل الغذائي الأساسية في الجسم. حيث يقوم بتخزين الفيتامينات والمعادن الأساسية ﻟﻺستخدام فيما بعد، كما يقوم بإزالة السموم من الجسم. والكبد الدهني هو عبارة عن تراكم وزيادة نسبة الدهون الثلاثية hyper triglyceridemia وغيرها من الدهون فى خلايا الكبد, ومن الطبيعى أن يكون فى الكبد بعض الدهون، ولكن عندما تكون أكثر من 5 إلى 10%، يمكن إعتبارها مرضا، حيث وجد أن تراكم الدهون فى الكبد يجعله عرضة لمزيد من الضرر، الذى يمكن أن يسبب اﻹلتهاب والمضاعفات والأمراض للكبد. وهناك نوعان من مرض الكبد الدهنى النوع اﻷول الناجم عن الكحول، والسبب الرئيسى فيه هو الإفراط فى إستهلاك الكحول، أما النوع الثانى فهو الكبد الدهنى الذى تتراكم فيه الدهون لأسباب لا علاقة لها بالكحول. كما أن هناك عوامل خطر تؤدى لمرض الكبد الدهنى، منها إرتفاع نسبة الكولسترول فى الدم، إرتفاع ضغط الدم، والسمنة، مرض السكرى من النوع الثانى، إلتهاب الكبد الفيروسى، فقدان الوزن السريع وسوء التغذية. ومن أبرز الفيتامينات المستخدمة فى علاج مرض الكبد الدهنى، والحد من الإصابة به والمساهمة فى علاجه فيتامينE ، فيتامين C، فيتامين B، وبعض المكملات الغذائية الأخرى.
فيتامين E: يعد فيتامين E أحد مضادات الأكسدة القوية، وهو مفيد بشكل خاص للأشخاص المصابين بالتليف الكبدى غير الكحولى، لذلك فهو يصلح لأغلب المرضى بمجتمعنا الشرقى المحافظ والذين لا يتناولون المشروبات الكحولية إطلاقاً أو يتناولونها بكميات قليلة. وفيتامينE يساعد على تقليل اﻹلتهاب المصاحب للمرض. ووفقا لأحدى الدراسات التي أجريت على عدد 84 مريض ممن تناولوا 800 وحدة دولية من فيتامينE بشكل يومي، لوحظ تحسن بأرقام إنزيمات الكبد واﻹلتهاب، على الرغم من عدم وجود تحسن في تليف الكبد. كما أشارت دراسة أخرى إلى أن التليف الكبدى غير الكحولى ينتج غالباً بسبب تأثيرات ما يعرف بالجذور الحرة “Free radicals”، وهى أحد نواتج عملية الأكسدة الضارة التى تحدث داخل الخلايا، وتحدث غالباً عندما يكون مستوى مضادات الأكسدة منخفضاً، ولذلك يعتبر فيتامين “E” هو الحل الأمثل لهذه المشكلة ﻷنه أحد مضادات الأكسدة القوية جداً.
فيتامينC : هو أحد مضادات الأكسدة القوية كما يعتبر أداة مفيدة في حماية الكبد، فتناول جرعة يومية مقدارها 500 ملجم من فيتامين C فعال في الوقاية من تراكم الدهون على الكبد. ويساعد تناول جرعات أعلى من فيتامين C يومياً على تحسن الأعراض المرتبطة بمشاكل الكبد. وقد أشارت إحدى الدراسات أن تناول مزيج من فيتامينE ، وفيتامين C هو آمن ﻷمراض الكبد الدهنية. وإعتبر أن فيتامينE ، وفيتامينC علاجات تجريبية لمرضى الكبد الدهني الغير كحولي، ولكن يتطلب ذلك إجراء المزيد من التجارب السريرية لتحديد فعالية الفيتامينات والمكملات الأخرى في علاج الكبد الدهني.
فيتامين B: تساعد عدة أنواع من فيتامينات B في التأثير على صحة الكبد وتلعب دوراً هاماً في تنشيط عملية التمثيل الغذائي للكربوهيدرات والدهون، ووظائف الجهاز العصبي والهضمي، وإنتاج خلايا الدم الحمراء. ويستخدم الكبد حمض الفوليك (فيتامينB9)، وهو جزء من فيتامين B، في إزالة السموم الإنزيمية والحد من الأكسدة. كما يحتوي فيتامين B على مادة الكولين والتي تساعد على منع الكبد من جمع الدهون وتساعد أيضا في نقلها إلى خلايا الجسم، مما يساعد الكبد على التدفق السليم للدم وإزالة السموم، لحمايته من أضرار إنخفاض تدفق الدم. وأشارت إحدى الدراسات الحديثة أن الحصول على المكملات الغذائية من فيتامين B12 قد يساعد كثيراً على الحماية من الإصابة بالكبد الدهنى والحد من أعراض الإصابة به، ﻷنه يرفع من مستويات أنزيم “Methionine”، والذى يحد من مستويات مادة”Homocysteine” ، والتى ترفع فرص الإصابة بالكبد الدهنى، لذا يُنصح بتناول المكملات الغذائية من حمض الفوليك. وقد يساعد النياسين (فيتامين B3) والمعروف أيضا ﺑإسم حمض النيكوتينيك, والذى يتواجد في العديد من الأغذية, مثل البيض, واللبن, واللحوم, والخضروات ذات اللون الأخضر, والحبوب. ويصنع هذا الفيتامين بالجسم, من خلال تحويل الحمض اﻷميني المعروف باسم التريبتوفان. ويعد النياسين من الفيتامينات الضرورية لصحة الإنسان، حيث يقوم بتحويل الكربوهيدرات إلى طاقة، فيساعد على نشر الطاقة من الخلايا في الجسم كله، ويساعد النياسين أيضا فى الحفاظ على سلامة خلايا الدم، كما أن إستهلاك فيتامين B3 يمنع الكربوهيدرات أن تتحول إلى دهون، ويساعد في مكافحة أمراض الكبد الدهنية. فهو يساعد على خفض مستويات الدهون الثلاثية المرتفعة في الدم. حيث إن إرتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الدم تزيد من خطر الإصابة بأمراض الكبد الدهنية. ومع ذلك، فإن الجرعات العالية من النياسين اللازمة لخفض الدهون الثلاثية في الدم، يمكن أن تؤدي إلى بعض الآثار الجانبية.
المكملات الغذائية الأخرى: نوهت إحدى الدراسات أن السيلينيوم والبيتين تساعدان على تقليل إنزيمات الكبد، وتقليل كمية التليف أو إلتهاب الكبد. وهناك أيضا بعض المعادن الهامة مثل الكالسيوم والماغنسيوم وهما ضروريان لتجلط الدم والذي يمثل مشكلة لمرضي الكبد. وبعض الأحماض الدهنية مثل زيت السمك يقاوم إلتهابات الكبد ويقلل من الدهون في الدم. وهناك أيضا فيتامينات ضرورية لكن أخذها عن طريق الغذاء أفضل كثيرا وهي فيتامينA وهو متوفر في الخضروات والفاكهة ذات اللون الأصفر أو البرتقالي. ويعد التمر مفيد لمرضي الكبد لما يحتويه من سكريات وبوتاسيوم والمعادن سهلة الهضم والتي لا تمثل عبئا علي الكبد. ويمكن تجنب التعرض لمرض الكبد الدهنى بتناول حمية غذائية تحتوي على كميات عالية من الأحماض الدهنية ومنها أوميجا 3 الدهنية مثل الأسماك الدهنية زيت السمك، بذور الكتان، الجوز والتى تعمل على المساعدة في تقليل التعرض إلى الإصابة بمرض الكبد الدهني مع الممارسة الجيدة للرياضة أيضا.
علاج الكبد الدهني بعلاجات منزلية ومنها:
- الشاي الأخضر: شرب الشاى الأخضر مع مضادات اﻷكسدة العالية الكثافة يحسن وظائف الكبد في المرضى الذين يعانون من مرض الكبد الدهني غير الكحولي كما يساعد على منع كمية الدهون المخزنة في الكبد ويقلل من وزن الجسم ونسبة الدهون.
- الكركم: يعد الكركم علاج منزلي فعال لمرضى الكبد الدهني. فهو يساعد على منع مرض الكبد الدهني ويحسن قدرة الجسم على هضم الدهون حتى لا تتراكم في الكبد، كما أنه يساعد في عملية إزالة السموم من الكبد. ولكن لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث والدراسة.
- خل التفاح: هو واحد من أفضل العلاجات لمرض الكبد الدهني. كما أنه يساعد على التخلص من الدهون المتراكمة داخل وحول الكبد ويشجع على فقدان الوزن. علاوة على ذلك فهو يشجع عمل الكبد السليم ويقلل من إلتهاب الكبد.
- الليمون: نظرا ﻹحتواء الليمون على كميات عالية من فيتامين C المضاد للأكسدة التي تساعد الكبد في إزالة السموم وفي تخفيف إلتهاب الكبد.
- عرق السوس: يمكن إستخدام عرق السوس لعلاج مشاكل الكبد مثل مرض الكبد الدهني غير الكحولي. كما يمنع تلف الكبد بسبب المعادن الثقيلة والسموم ولكن يجب تجنبه لمن يعانون من إرتفاع ضغط الدم.
بعض النصائح لتقليل فرص الاصابة بالكبد الدهنى: من أبرز النصائح لتقليل فرص الإصابة بالكبد الدهنى ويمكن بها السيطرة على أمراض الكبد الدهنية هى اﻹلتزام بعادات الأكل الصحية، والتي تحافظ على الوزن الصحي والحرص على التمتع بوزن مثالى وذلك بتناول وجبات متوازنة وبكميات صغيرة، وتناول وجبات صغيرة مقسمة على مدار اليوم لتجنب التعب المرتبط بأمراض الكبد الدهنية مع شرب كميات كافية من المياه وتناول الأطعمة قليلة الملح، تناول وجبات صحية غنية بالخضروات والفواكه الغنية بالألياف الغذائية مثل التفاح والجوافة والحبوب الكاملة والدهون الصحية لتحسين وظائف الكبد وعلاج مرض الكبد الدهني. ويجب الحرص أيضا على تناول الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات للحصول على الطاقة الكافية، لأن الكبد المتضرر لديه صعوبة في تحويل الطاقة المخزنة. كما يجب تجنب تناول الوجبات الدسمة أو الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، مثل الوجبات السريعة والأطعمة الغنية بالتوابل وتقليل إستهلاك السكر والحد من تناول الأطعمة المقلية. كما يجب الحرص أن تكون مستويات الدهون الثلاثية والسكر في الدم تحت السيطرة ولابد أيضا من السيطرة على مرض السكر فى حالة الإصابة به والحصول على الأنسولين والأدوية الخافضة للكولسترول ﺑإنتظام. كما ينصح بعدم تناول جرعات كبيرة من الأدوية لأن بعضها قد يتسبب عند وصول تركيزه إلى مستويات سامة بالدم فى رفع فرص الإصابة بالكبد الدهنى لذا ينصح بالتقليل من تناول الأدوية أو المكملات الغذائية،إلا عند الضرورة وبعد مراجعة الطبيب المختص. والحرص على ممارسة الرياضة البدنية المنتظمة والتى يمكن أن تساعد في علاج مرض الكبد الدهني وتساعد في الحفاظ على وزن الجسم وكذلك محاربة السمنة وأيضا زيادة معدل الأيض والمحافظة على وظائف الكبد سليمة.