د عماد مختار يكتب: السل البقرى بين إنتاجية الحيوان والمخاطر الصحية
رئيس بحوث قسم البكتريولوجى معهد بحوث صحة الحيوان
يعتبر الدرن ( السل ) من اهم الأمراض المشتركة التي تصيب الإنسان كما تصيب معظم الحيوانات والطيور بهذا المرض المعدى الخطير بين الآدميين وبين الأبقار والجاموس والخنازير والدجاج كما يصيب المرض ايضا الخيول والحمير والاغنام والماعز لكن بصورة اقل انتشارا
الميكروب المسبب للمرض :
ينتمي الميكروب المسبب للمرض الى عائلة الميكوباكتريم وتوجد ثلاث عترات مسئولة عن احداث المرض وهى ميكوباكتريم تيوبركلوزيس ( النوع الادمى ) والبقرى ((M. bovis
والنوع الداجنى ((M. avian
ويتواجد النوعين الاولين بصورة ونسبة متكررة فى حالات السل فى الإنسان والأبقار وهذا النوع من البكتريا من الانواع شديدة المقاومة للتأثيرات الحيوية للجهاز المناعى سواء فى الانسان او الحيوان مما يمكن الميكروب من التواجد والتكاثر والنمو بوفرة تؤدى الى إصابات جديدة ويستطيع الميكروب ان يعيش فى البيئة الخارجية مثل الهواء ومساقى المياه والأعلاف والفرشة الملوثة تحت الحيوان بالبراز او البول المحتوى على الميكروب لفترات طويلة ويحتاج الميكروب الى فترات طويلة للنمو على الأوساط البييئة المتخصصة والمجهزة للكشف عن الميكروب وكذا التعرف عليهٍ.
أشكال المرض :
تعتبر الإصابة التنفسية بميكروب السل من اكثر الصور المرضية انتشارا وتكون نسبة الإصابة عالية جدا فى الأعمار الصغيرة جدا والكبيرة عنها فى الأعمار المتوسطة.
طرق انتشار العدوى:
الحيوان المصاب هو مصدر العدوى الأساسي حيث تفرز الميكروبات المسببة للمرض في الهواء المحيط ببيئة الحيوان المصاب من خلال البصاق والإفرازات في حالة الإصابة بمرض السل الرئوى أو سل الجهاز الهضمي أو اللبن في حالة الإصابة بسل الضرع أو البول في حالة اصابة الحهاز البولى أو في الافرازات الرحمية في حالة اصابة الجهاز التناسلي.
طرق نقل العدوى :
- استنشاق هواء ملوث علقت بة جراثيم المرض وهو الأكثر احتمالا للإصابة 0
- أكل أعلاف أو شرب مياه ملوثة بالإفرازات المرضية – وتعتبر المياه الراكدة من أخطر مصادر العدوى عندما يتم تلوثها من الحيوان المصاب 0 ويعيش الميكروب في الروث والسبلة والمخلفات وارضية الحظائر الملوثة وينتقل منها ليصيب الحيوان والانسان بسهوله 0
- وتحدث العدوى أحيانا في حالة التلقيح الطبيعي من طلوقة مصاب بسل الجهاز التناسلي.
- أحيانا تحدث العدوى عن طريق الجلد من خلال الجروح عند تلوثها بالميكروب
- كذلك يمكن انتقال العدوى من الام للجنين وهو داخل الرحم أثناء الحمل 0
أعراض المرض:
مرض السل من الأمراض المعدية المزمنة البطيئة فقد يصاب الحيوان ويظل عدة شهور أو سنوات دون أن تلاحظ علية أية أعراض مرضية واضحة تدعو الى الاشتباه في المرض وفي خلال هذه الفترة يكون من اخطر ما يمكن لأنة يكون مصدرا لنشر العدوى الى باقي الحيوانات والى الآدميين لمخالطين ، ومن هنا تأتى خطورة المرض خاصة لأن الأعراض تكون غير واضحة الا اذا تقدمت الإصابة بالحيوان حيث نلاحظ الاتى :
- نقص وزن الحيوان تدريجيا بالرغم من التغذية الكافية 0
- الضعف العام وفقد الشهية والهزال 0
- السعال المستمر من وقت لاخر مع تضخم الغدد الليمفاوية وسرعة التنفس الواضحة في الحالات المتقدمة 0
- وفى حالة الإصابة بالجهاز التناسلي للأنثى قد يحدث الإجهاض أو ولادة لجنين مصاب سرعان ما يموت وقد يصاحب الحالة اضطرابات تناسلية وتأثر الخصومة أما في الذكور فقد يحدث التهاب الخصيتين 0
- عند أصابة الضرع يمكن ملاحظة أجزاء متحجرة بنسيج الضرع 0
- وقد يصاب الحيوان بإسهال لا يجدى معه العلاج ، ويلاحظ أن الأعراض الظاهرة تعتمد أساس على موضوع الآفات المرضية وشدتها ، فاذا كانت هناك غدد ظاهرية مصابة فان ذلك يسهل تشخيص المرض وكذلك ان الإصابة متقدمة فان أعراض الضعف العام والهزال تؤيد الاشتباه وتجعله موضع اعتبار ، وان كانت الإصابة محدودة والآفات صغيرة وفي الغدد الداخلية فانة لايمكن مشاهدة الأعراض ظاهريا بوضوح 0
ويلاحظ ان معظم الإصابات تكون في الرئتين لسهولة انتقال العدوى من خلال الجهاز التنفسي
وأما إصابة الطيور فتكون في الأمعاء والكبد والطحال مع أعراض الهزال الشديد والإسهال
التشخيص الحقلى :
- من الصعب تشخيص المرض ظاهريا الا في الحالات المتقدمة فتشاهد علامات الضعف العام والهزال والإسهال الشديد الذى يصعب علاجة وكذلك السعال المستمر وباقى الأعراض السابق التنويه عنها
- يعتمد التشخيص على اختبار الحساسية اختبار التيوبركلين 0
اختبارات التيوبركلين في الحيوانات :
- أختبار التيوبركلين المفرد في الجلد : ويعتبر الاختبار المفرد في الجلد هو الوسيلة الأساسية كتشخيص ومكافحة مرض السل في الماشية وقد ثبتت دقته في اكتشاف الحالات المصابة بالمرض بين الأبقار والجاموس على السواء حيث ظهرت الافات التشريحية بعد الذبح مطابقة للنتائج الايجابية للاختبار 0
- اختبارالتيوبركلين المقارن : ويجرى هذا الاختبار في حالتين :-
- في تجمعات الماشية التى يكون قد سبق اختبارها دوريا بالطريقة السابقة عدة مرات بدون ظهور نتائج إيجابية ثم ظهرت فجاة حالات إيجابية او مشتبه فيها عند اختبارها بالتوبركلين المفرد – مع التأكد من عدم دخول إصابة وافدة من خارج القطيع 0
- أو عندما يجرى التيوبركلين المفرد في منطقة أو مزرعة وعند ذبح الحالات الإيجابية والكشف عليها يلاحظ عدم وجود آفات مرضية للسل في المذبوحات وذلك بصورة متكررة وفي حالات عديدة
التشخيص المعملى
- اخذ العينات وتجهيزها وزرعها على الأوساط البيئية المختلفة .
- الفحص الميكروسكوبي على العينات.
- عمل بعض الاختبارات الحديثة فى التشخيص مثل اختبار سلسلة البلمرة التفاعلية والاليزا وتلك الاختبارات من الدقة حيث تعطى نتائج سريعة تمكن من سرعة التعرف على المرض واخذ الإجراءات اللازمة.
الصفات التشريحية
وهى العلامات المميزة التى يلاحظها الطبيب البيطري عند اجراء الصفة التشريحية على جثة الحيوان المصاب بعد ذبحة أو نفوقه.
ونلاحظ هذه الآفات في صورة درنات صديدية مختلفة الحجم في نسيج الأعضاء أو في الغدد الليمفاوية ويمكن أخذ عينات من هذه الدرنات للزرع معمليا والعزل التصنيف لتحديد نوعها والتأكد من وجود الميكروب 0
توصيات لمقاومة المرض :
- عمل اختبار التيوبركلين فى المزارع المختلفة بصورة منتظمة ودقيقة للتعرف على حالة المزرعة والتخلص من الحالات الإيجابية بعد عزلها.
- إجراء اختبارات سيرولوجية مثل الاليزا بجانب اختبار التيوبركلين لتأكيد النتائج .
- متابعة الحالة الصحية للقطيع وحيويته ورفع مناعته بصورة منتظمة .
- متابعة العمال والاطباء وعلاج الحالات المريضة بالعلاجات اللازمة لمدة لاتقل عن 3 شهور قبل عودته لمخالطة الحيوان.
- عند وجود حالة التهاب للضرع بميكروب السل ينبغي التأكد على بسترة اللبن بدقة وذلك قبل تناوله او تصنيعه.
- التوعية الصحية اللازمة لكل العاملين داخل المزرعة وتوخى الحذر فى التعامل مع الإفرازات الأنفية وغيرها بصورة آمنة .
- الاهتمام ببعض الصور الاخرى للمرض مثل النوع المعوى والجلدى والبولى حتى لا ينتقل المرض وينتشر من خلال إحدى هذه الإصابات دون متابعة.
- استخدام المطهرات اللازمة داخل المزرعة مثل الفينول والكريزول 5% .