الأخبارالانتاجالصحة و البيئة

بالصور … الحكومة تنفذ أكبر مشروع بيئي بالبحر الاحمر  وسيناء لزراعة غابات المانجروف بمشاركة 3 وزارات

>> “خليفة”: المشروع يستهدف الحد من مخاطر المناخ وتحويل المنطقة إلي أحد المقاصد للسياحة البيئية

قال الدكتور عبدالمنعم البنا وزير الزراعة وإستصلاح الاراضي، ان الحكومة ممثلة في وزارت الزراعة والبيئة والبحث العملي تنفذ حاليا مشروع بيئي مشترك يساهم في تحقيق خطط الدولة في التنمية المستدامة والحد من مخاطر التغيرات المناخية علي مصر وخاصة في المناطق الواعدة سياحيا بالبحر الاحمر، وذلك بتنفيذ مشروع غابات المانجروف في مناطق متفرقة في جنوب محافظة البحر الاحمر وجنوب سيناء.

وأضاف البنا  في تصريحات صحفية الخميس ان المشروع يعتمد علي رؤية متكاملة للتنمية، وخاصة تنمية الثروة الحيوانية والسمكية إعتمادا علي الميزة النسبية للمنطقة، موضحا ان الجمال والماعز يمكنها أن تتغذي علي الأجراء الخضراء لنباتات المانجروف ومن الممكن أن يعتمد الانتاج المحلي للعسل علي نحل العسل الذي يستخدم أزهار المانجروف وتوفير أشجار المانجروف المكان والمأوي للعديد من الكائنات البحرية مثل الأسماك والمحارات وبيئة جاذبة لتنمية وانتاج “الجمبري”، خاصة إنه تم تجريب إنتاج عسل النحل على غابات المانجروف ، وأعطى نتائج جيدة وعسل ذات جودة عالية ويفيد هذا المشروع من المشروعات الاستثمارية للسكان المحليين .

ومن جانبه شدد الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين ورئيس قطاع الارشاد الزراعي بوزارة الزراعة علي  أهمية التوسع في زراعة “غابات المانجروف” في ساحل البحر الاحمر، لقيمتة الاقتصادية والبيئية الكبيرة، رغم ان الاستخدام المباشر لأشجار “المانجروف” في مصر لايزال محدودا حاليا لكن الاستخدام غير المباشر مثل الخدمات البيئية موجود بشكل واضح نسبياً، مشددا علي ان المنطقة تحتوي علي أهم الانظمة البيئة التي يمكنها تغيير خريطة البيئة إيجابيا.

وقال “خليفة”، خلال ورشة العمل  الاعلامية لمشروع التأهيل البيئي والإستزراع لأشجار المانجروف علي ساحل البحر الاحمر ، وينفذه مركز بحوث الصحراء بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي، بمدينة مرسي علم بالبحر الاحمر، ان التوسع في المشروع يساهم في الحد من مخاطر التغيرات المناخية، ويحول المنطقة إلي أحد أهم الوجهات السياحية والبيئة، خاصة مع إرتباط المشروع بتحسين الاوضاع البيئة لأحد القري الريفية للصيادين والعاملين بمشروع زراعات المانجروف، مشيرا إلي ان قرية “القلعان” تعد أحد النماذج البيئية التي ترتبط بمنظومة الاقتصاد الاخضر التي تحظي بالدعم الحكومي والدولي لآثاره الايجابية علي التنوع البيئي وخاصة في البيئة البحرية للبحر الاحمر.

وأضاف رئيس قطاع الإرشاد الزراعي، الملقب بـ”أبو المانجروف”،  ان المشروع يعمل كمنطقة عازلة بين المنظومات الأرضية والبحرية ويحافظ علي الشاطئ ويحميه من التأكل بالإضافة للحماية من الغمر الناتج من ارتفاع مستوي سطح البحر وعن طريق ارتباط المانجروف بكائنات اخري مثل أعشاب البحر والشعاب المرجانية ويلعب المانجروف دوراً هاماً في الحفاظ علي الاستقرار والاتزان البيئي، موضحا ان الميزة النسبية لزراعة أشجار المانجروف تكمن في أنه ينمو علي الصخور المرجانية الساحلية وأيضاً في الشقوق والفجوات الموجودة بالصخر ويحتل المانجروف ايضاً دلتات الوديان ، حيث تتراكم الرواسب المحمولة بمياه الأمطار.

وأوضح خليفة  ان بيئة المانجروف ترتبط بوجود الكائنات الحية من النباتات والحيوانات المصاحبة  وبالتالي تعتبر مخزون للمادة الوراثية، حيث تعد أشجاره مأوي للطيور وللعديد من الحيوانات البحرية والارضية كما أنه يحمي الشواطئ من التآكل ومن ارتفاع مستوي سطح البحر المتوقع نتيجة إرتفاع درجة حرارة الارض، مشيرا إلي  ان وجود المانجروف يؤدي الي الحد من الملوحة الزائدة وتصل درجة الملوحة للاراضي التي ينمو فوقها المانجروف لحوالي 50 جزء في الالف بينما تزداد بشكل مفاجئ في الأراضي المجاورة مباشرة لحوالي أربعة أمثال هذه القيمة وتتخلص أشجار المانجروف من الملوحة عن طريق الإفرازات والتخلص من الأوراق المسنة و الأعضاء المشبعة بالإصلاح.

وكشف رئيس قطاع الارشاد الزراعي، عن إنه يجري تنفيذ مشروع لإكثار والتوسع في مساحات المانجروف بساحل البحر الأحمر، وتم إقامة 4  مشاتل لإكثار غابات المانجروف بمناطق سفاجا – حماطة – شلاتين بمحافظة البحر الحمر، ومحمية “نبق” بمحافظة جنوب سيناء لإنتاج حوالى 25 ألف شتلة مانجروف فى العروة الواحدة   بمعدل عروتين سنويا، حيث أن نبات المانجروف ينتج بذوره مرتين فى العام إحداها فى شهر مايو – يونيو (الصيف) والعروة الأخرى أكتوبر – نوفمبر (الخريف)  ليصل إجمالي انتاج هذه المشاتل حوالى 50 الف شتلة مانجروف سنويا.

وأوضح  خليفة ان أشجار المانجروف تستخدم في انتاج الأخشاب المنشورة ذات الصفات المرغوبة مثل الكثافة العالية ومقاومة الحشرات الثاقبة وتستخدم أخشابه عن طريق السكان المحليين في صناعة المراكب وبعض أدوات الصيد أما الغير منشور فيعتبر أشهر منتجات الخشب علي المستوي المحلي ويستخدم كوقود أما بشكل مباشر أو عن طريق تحويله لفحم و لا تزال الموارد الدباغية والأصباغ المستخرجة من المانجروف شائعة الاستخدام علي المستوي المحلي خاصة في محافظات الصعيد، لإرتباطها بأنشطة الدباغة.

 ولفت خليفة إلي أنه بالرغم من أن السياحة البيئية لم تستخدم حتى الأن على نطاق واسع إلا أنه يمكن اعتبارها مصدراً هاماً للدخل . إذا ما استخدمت مناطق زراعة “المانجروف” كبقع خضراء لمشاهدة الطيور والتنوع الحيوى الخاصة أن معظم مناطق المانجروف توجد بالقرب من مراكز الجذب السياحى وتعد مناطق المانجروفالموجودة بمحية راس محمد ومحمية نبق بجنوب سيناء من أكثر المناطق المستخدمة فى السياحة البيئية بمصر وقد يكون هناك استخدامات صناعية أخرى محتملة للمانجروف مثل الصناعات الدوائية لكنها لم تنم حتى الأن .

 

زر الذهاب إلى الأعلى