الأخبارالمياهحوارات و مقالات

د أسامة سلام يكتب: تحديات الترشيد الفعال للمياه في مصر

مدير مشاريع المياه في هيئة البيئة ابوظبي

هناك حتمية لترشيد المياه في الاستخدامات المختلفة محليا ودوليا الاأن الترشيد ليكون فعالا يجب أن يكون له خططه التنفيذية بجانب رفع الوعي العام للمواطنين والمتخصصين والمستخدمين للمياه .

هذه الخطط يتم تنفيذها وتشارك فيها الكثير الجهات ذات العلاقة بموضوع المياه وترتبط بتحسين كفاءة استخدام المياه في الزراعة وتحسين منظومة الحصاد والتخزين للمحاصيل الاستراتيجية بالإضافة الى المحافظة على المواد الغذائية.

ولرفع الوعي بهذه المتطلبات الثلاثة السابقة ولتقدير كميات الوفر المستهدفة نرى ضرورة اعتماد مفاهيم المياه الافتراضية والبصمة المائية كأساس عند تخطيط سياسات ترشيد المياه (المياه الافتراضية والبصمة المائية هي أدوات لحساب الاستهلاك الفعلي للمياه سواء كان مباشرا أو غير مباشرا عند انتاج السلع والمحاصيل).

وكمثال مبسط لذلك،فإنتاج لتر واحد من زيت عباد الشمس يحتاج إلى حــــوالي 8 آلاف لتر من الماء وكيلوجرام واحد من اللحوم البقر يحتاج تقريبا في حدود 16 ألف لتر، في حين إنتاج كيلوجرام واحد من الخضار لا تتطلب سوى 250 لتر من الماء. وإتباع نظام غذائي يعتمد على اللحوم والزيوت يعني بصمة مياه أكبر بالمقارنة بالاعتماد على نظام غذائي نباتي، حيث البَصمة المائية اليومية للفرد الذي يعتمد على اللحوم تقدر بحوالي 4 آلاف لتر في اليوم أما الفرد الذي يعتمد على النظام النباتي فتقل عن 1500 لتر في اليوم وفيما يلي شرح مبسط لعناصر الترشيد الثلاثة السابقة والتي نركز الضوء عليها في هذه المقالة.

 

زيادة كفاءة استخدام المياه

محتوى المياه الافتراضية في المحاصيل الغذائية يرتبط ارتباطا وثيقا بكفاءة المحاصيل المختلفة في استخدام المياه، حيث هناك المحاصيل عالية الكفاءة الاستخدام للمياه والتي بالطبع يكون محتواها من المياه الافتراضية منخفضا، وعلى العكس تماما فالمحاصيل منخفضة الكفاءة الاستخدام المياه يكون محتواها من المياه الافتراضية مرتفعا. ولقد تم تقسيم المحاصيل من حيث كفاءة استخدام المياه من خلال تقييم محتوى المياه الافتراضية لبعض المحاصيل الزراعية بمصر إلى ثلاثة أنواع هي:

أولا المحاصيل منخفضة الكفاءة في استخدام المياه والتي تزيد بصمتها المائية عن 2000 متر مكعب لكل طن، ومنها السكر الخام من قصب السكر، والقطن، ودوار الشمس والأرز. وثانيا المحاصيل متوسطة الكفاءة في استخدام المياه والتي تزيد بصمتها المائية عن 1000 متر مكعب، وتقل عن 2000 متر مكعب لكل طن، ومنها القمح والذرة والموز، وثالثا المحاصيل عالية الكفاءة في استخدام المياه: وهذه النوعية من المحاصيل تقل بصمتها المائية عن 1000 متر مكعب لكل طن,ومنها البطيخ والطماطم, والحمضيات, ومعظم الفواكه والخضروات ,بالإضافة الى ان استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة يقلل من القيم السابقة الى حد كبير جدا.

 

تقليل الهدر والفقد أثناء عمليات الحصاد والتخزين

الخسارة والفقد السنوي من المياه الافتراضية يكون بصفة أساسية بسبب فقد وهدر المحاصيل الزراعية أثناء عمليات الحصاد والتخزين،وتشير البيانات السابقة والدراسات المتخصصة في هذا المجال،إلى أن القيمة الإجمالية لخسارة المحاصيل بسبب الفقد أثناء عمليات الحصاد في مصر تُقدر بما يُعادل إنتاجية حوالي 300 ألف فدان تقريبا كل سنة، وهي نسبة تُقدر بحوالي 5% من مساحات الأراضي الزراعية المصرية.ومصر تفقد أكثر 10% من المحاصيل الاستراتيجية بسبب عدم كفاءة منظومة التخزين، وأيضا تفقد من 8 إلى 10% من إجمالي المساحات الزراعية في مصر بسببإهدار مساحات في إنشاءالبتون والمجاري الصغيرة في الحقول.

 

المحافظة على المواد الغذائية.

فقدان المواد الغذائية في صورتها الأولية كمواد خام أو حتى في صورتها النهائية، بعني إهدار في المياه لهذه الفواقد,ومن الضروري جدا المحافظة على المواد الغذائية وعدم هدرها حيث في الغالب يكون محتواها من المياه الافتراضية مرتفع جدا, والجدول يوضح المياه المفقودة نتيجة فقد بعض المواد الغذائية والمُنتجات.

 

المياه الافتراضية المفقودة نتيجة فقد بعض السلع والمُنتجات

المياه باللتر الصنف والكمية المياه باللتر الصنف والكمية
400 كوب منالأرز(200جرام) 75 خبز.القمح(100 جرام)
200 ثمرة موز(150جرام) 54  بقوليات(50جرام)
13 مكعب من السكر(5 جرام) 38 ثمرة بطاطس(150جرام)
80 ملعقة زيت دوار الشمس 30 ثمرة طماطم(150جرام)
66 برتقالة (150جرام) 40 كوب من الشاي (ثلاثة مكعبات من السكر)

المصدر: بيانات منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وشبكة البَصمة المائية

ومما هو جدير بالذكر وطبقا للدراسات فإن إهدار 5% من استهلاك المأكولات والمياه يوميا للأسرة المصرية المكونة من 5 أفراد يعني خسارة 2.4 مليار متر مكعب في السنة وهذه الكمية من المياه تكفي لزراعة 250000 فدان في السنة.

لذا لابد عند مناقشة مسألة ترشيد المياه من التركيز علىتحسين كفاءة استخدام المياه في الزراعة وتحسين منظومة الحصاد والتخزين للمحاصيل الاستراتيجية بالإضافة الى المحافظة على المواد الغذائية وهو يواجه عدد من التحديات منها على سبيل المثال الميزانيات والتنسيق بين الجهات ذات العلاقة بالإضافة الى ضرورة تهيئة المجتمع والعاملين والمستخدمين للمياه ورفع وعيهم. والخلاصة أن الترشيد هو الحل ولكنه يحتاج عمل شاق وليس سهلا ويواجه الكثير من التحديات تبدأ بالوعي والقبول وتنتهي بالكلفة الاقتصادية.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى