د محمد مكين مصطفي يكتب: خطورة الامراض البكتيرية علي الصحة الحيوانية واثرها السلبي علي الاقتصاد القومي (4)
رئيس بحوث البكتريولوجي بمعهد بحوث الصحة الحيوانية
مازلنا مع هذة السلسلة تحت عنوان خطورة الامراض البكتيرية علي الصحة الحيوانية واثرها السلبي علي الاقتصاد القومي وقد تناولنا في اللقاءات السابقة امراض الالتتهاب الرئوي والتسمم الدموي والتهاب الضرع والنزلات المعوية في العجول الرضيعة واشرنا الي اعراض هذة الامراض وطريقة التعرف عليها في المزرعة والطرق الوقائية منها وكيفية مواجهتها وعلاجها في حالة حدوثها لاقدر اللة.
وفي هذة الحلقة تنناول بمشيئة اللة مرض اخر هام جدا ويسبب خسائر اقتصادية فادحة من النفوق المفاجئ للحيوانات وبدون اي اعراض سابق في معظم الحالات كما سنوضح لاحقا واخفاض انتاج اللحوم والالبان وهو مرض التسمم المعوي والذي يصيب جميع الحيوانات وخاصة الحيوانات الرضيعة.
ويعتبر مرض التسمم المعوي من الامراض الخطيرة التي تهدد الثروة الحيوانية وتسبب خسائر فادحة للمربيين وبالتالي تؤثر علي الاقتصاد القومي بصورة سلبية .
يسبب المرض ميكروب الكلوستريديم بيرفرنجنس وهو من الميكروبات اللاهوائية والتي تنمو في عدم وجود الهواء ويتواجد هذا الميكروب في التربة والرمال والاتربة وبصورة عامة في البيئة المحيطة بالحيوانات وخطورة هذا الميكروب في انة منواجد علي هيئة حويصلات والتي تقاوم الظروف الطبيعية وتمكث في التربة و البيئة المحيطة بالحيوانات لسنين عديدة كما انها موجودة بصورة طبيعية في امعاء الحيوانات ولكن باعداد قليلة وفي حالة اصابة الحيوانات بالامراض الاخري ومنها الامراض الفيروسية وتعرض الحيوانات للاجهاد ونقص المناعة تنشط هذة الميكروبات ويتزايد عددها داخل الامعاء وتفرز سمومها والتي تمتص عن طريق الدم محدثة حالة من التسمم العام ونفوق الحيوانات وغالبا ما ينتقل هذا الميكروب الي الحيوانات الرضيعة من خلال حلمات الامهات الملوثة بهذا الميكروب.
ويشتبه في مرض التسمم المعوي في حالة النفوق المفاجئ وخاصة في الحملان الرضيعة ويسمي مرض الحملان الاصفر وفي بعض الاحيان يلاحظ ارتفاع في درجة الحرارة وظهور البول المدمم وضعف عام وخمول وسرعة التنفس وهي اعراض تمر بصورة سريعة.
ويسمي المرض ايضا عند اصابة الحملان في عمر 1-3 اسابيع بمرض دوسنتاريا الحملان وكما هو الحال فان النفوق المفاجئ للحملان الرضيعة هو العلامة المميزة وفي بعض الحالات نلاحظ اسهال مدمم وبعد مدة قصيرة يتعرض الحيوان لحالة اغماء ونفوق.
وفي الاغنام عند عمر 3-10 اسابيع يسمي المرض بمرض الكلوة الرخوة وتكون الفترة المرضية قصيرة جدا واحيانا لاتستغرق اكثر من ساعة او ساعتين ينفق بعدها الحيوان وفي الحالات الحادة تكون مصحوبة بتقلصات معوية ورغاوي من الفم واعراض عصبية تسبق النفوق مباشرة والحملان التي تقاوم بضع ساعات يلاحظ عليها اسهال لونة اخضر ورغاوي من الفم. ومن اهم الاسباب المهياة لحدوث المرض في الحملان سريعة النمو هو التغير المفاجئ في الغذاء وزيادة كمية مركزات الاعلاف والتي تسبب تخمر الغذاء في الامعاء ونشاط الميكروب وافرازة السموم والتي تمتص محدثة حالة التسمم العام ويسمي ايضا هذا المرض بمرض التغذية حيث انة يحدث غالبا نتيجة التغذية الفجائية علي كميات كبيرة من الاعلاف وبدون تدرج وايضا التغذية علي كميات كبيرة من الالبان احد العوامل المسببة للمرض ويلاحظ في الحيوان النافق وجود الكليتين في حالة رخوة ومن هنا جاء اسم المرض.
وللوقاية من مرض التسمم المعوي يحب علي علي المربيين اتخاذ الاجراءات الصحية في المزارع والتطهير المستمر للحظائر وبصورة منتظمة كما يجب تجنب التغيير المفاجي في التغذية وان يكون ذلك بصورة تدريجية لتفادي امتلاء امعاء الحيوانات بالغذاء وتكاثر الميكروب وافرازة السموم. واهم اجراء وقائي لمرض التسمم المعوي هو التحصين حيث يتوافر اللقاح الميت بالهيئة العامة للخدمات البيطرية والتي تقوم بتحصين الحيوانات بصورة منتظمة وذلك بالحقن علي جرعتين تحت الجلد ويراعي عند تحصين الحيوانات الحوامل ان تكون الجرعة الثانية او المنشطة قبل الولادة باسبوعين لضمان نزول الاجسام المناعية في لبن السرسوب والتي تحمي الحيوانات المولودة حديثا والرضيعة من هذا المرض.
ويجب مراعاة انة في حالة النفوق المفاجئ للحيوان ان لايتم فتح الجثة وان يتم اخظار الطبيب البيطري مع حفظ الحيوان في الثلاجة ويقوم الطبيب البيطري بالفحص اللازم وارسال عينات الي المعمل البيطري لتشخيص المرض لان هناك بعض الامراض الاخري التي تسبب نفوق مفاجئ وتنتقل الي الانسان مثل مرض الحمي الفحمية كما يقوم الطبيب البيطري بعلاج الحيوانات المريضة بالمضادات الحيوية تبعا انتائج الفحص المعملي ويقوم بتحصين الحيوانات اذا لم تحصن من قبل.