ننشر تفاصيل الحكم بإعدام ديك والقطط التي برأت الفئران
قال الدكتور عبد العليم دسوقي المنشاوي استاذ علم الحيوان الزراعي كلية الزراعة جامعة سوهاج، ان الحيوانات والطيور والحشرات لم تسلم من محاكمات البشر سواء بتسببها في وفاة السكان أو تهديدهم ، وان القرون الماضية شهدت غرائب من إقامة محاكمات للحيوانات .
وأضاف المنشاوي ان تفسير محاكمة الحيوانات في العصور الوسطي هو أن السبب الرئيسي خلف هذه المحاكمات كان نفسياً من الدرجة الأولى، لأن الناس عاشوا في هذا الوقت أوقاتاً عصيبة من الشك وعدم اليقين والتخوف من كل شيء، لأن الخوف كان عاملاً مشتركاً وصفة سائدة بين شعوب أوروبا في العصور الوسطى، وكان الخوف الأكبر هو انعدام القانون، وغياب المحاكم التي كانت مهمتها نشر العدالة على الأرض . واعتبرت العدالة واجبة على أي كائن، بشر أو غير ذلك، وكان الهدف تحقيق العدالة بين البشر و بعضهم، والبشر والحيوانات
وسرد الخبير في علم الحيوان عددا من المحاكمات لحيوانات وحشرات وطيور منها الحكم بالإعدام على ديك : في عام (1474) في مدينة بال بسويسرا حيث تم رفع دعوى قضائية ضد ديك لأنه باض و في هذا العصر كان الساحرة يبحثون عن بيضة ديك من أجل استخدامها في السحر الأسود و في المحاكمة تقدم محامي للدفاع عن الديك قائلاً كيف يكون الديك مسؤولا عن واقعة لا حيلة له فيها؟ و لكن القضاة لم يقتنعوا بحديث المحامي و قاموا بإصدار حكم بالإعدام على الديك .
وأضاف المنشاوي إنه تم الحكم على خنزير بالإعدام عام (1494) بفرنسا، حينما تم القبض على خنزير و تقديمه للمحاكمة بتهمة قتل طفل ، حيث أن أم الطفل تركته في مهده خارج الكنيسة و في هذا الوقت كان يتم إطلاق الحيوانات في المدينة بدون أي حذر فجاء الخنزير الجائع و هجم على الطفل و حاول أن يأكله ، و بعد أن استدعت المحكمة الشهود الذين شاهدوا بما فعله الخنزير حكمت المحكمة عليه بالإعدام شنقاً في ساحة عامة حتى يكون عبرة لغيره !
وأشار المنشاوي إلي ان الفئران لم تسلم أيضا من المحاكمة خلال القرن الخامس عشر في بلدة”أوتون” بفرنسا حيث تم اتهام مجموعة من الفئران بالتجمهر في شوارع القرية بطريقة تسببت في القلق و الإزعاج للمواطنين و لكن كان هناك محامي يختلف عنهم في التفكير فأراد أن يسخر من جهلهم فتقدم من أجل الدفاع عن الفئران و في المحكمة كان القضاة في انتظار المتهمين من أجل المثول أمامهم فطلب المحامي تأجيل القضية و ألتماس العذر إلى الفئران لأن الاستدعاء لم يصلهم بعد لذلك لم يتمكنوا من الحضور وفقت المحكمة ، و عندما جاء موعد الجلسة الثانية أنتظر القضاة و لكن الفئران أيضاً لم تأتي فقدم المحامي عذراً أخر بأن المكان بعيد و الفئران بهم أطفال و كبار بالسن لم يتمكنوا من الحضور ، و في المحاكمة الثالثة حدث نفس الشيء فقال المحامي أن الفئران لم تأتي بسبب خوفها من القطط المنتشرة في المدينة و لذلك طلب من القاضي أن يأمر الناس أن يحبسوا قططهم بمنازلهم حتى يتمكن المتهمين من المثول أمام المحكمة و لكن الأهالي رفضت أن تلتزم بهذا الأمر فتم إلغاء القضية و أنتصر المحامي في السخرية من الجهل و الجنون .
ولفت إلي رفع دعوة قضائية ضد حشرات السوس : تعد هذه القضية الأكثر غرابة في عام (1495) أيضاً بفرنسا و تحديدا في مقاطعة “سان جوليان ” رفع أحدى مزارعين العنب دعوى على حشرات السوس بتهمة أنها أتلفت كرومهم وقضت على أشجارهم وصناعتهم وتجارتهم و قام أثنين من أكبر المحامين في هذا الوقت من أجل الدفاع عن حشرات السوس و الأغرب من كل هذا أن هذه القضية استمرت أربعون عاماً و في نهاية المطاف شعر أصحاب الكروم بالملل من التأخير في القضية فاتفقوا على أن يعطوا للسوس قطعة أرض خاصة ليأكل فيها ما يشاء من زروع وأشجار .