د أحمد عرفان يكتب: أمراض سوء التغذية فى الدواجن
رئيس وحدة البيوتكنولوجى بالمعمل المرجعى للرقابة البيطرية على الإنتاج الداجنى- معهد بحوث الصحة الحيوانية
تتطلب تربية الدواجن تواجد العديد من العناصر الغذائية في أعلافها بتركيزات وتوازنات مناسبة، وعادة ما ينقص تواجدكثير من العناصر الغذائية فى الأعلاف المتاحة ، و لذلك يجب إضافة هذه العناصر فى العلائق من مصادر خارجية، و دائما ما نرى ظواهر نقص العناصر الغذائية فى العلائق فى صورة أعراض ظاهرية أو مظاهر تشريحية مميزة فى الطيور، لذلك كان من اللازم مراعاة الدقة فى تركيب العلائق و مناسبتها للعمر و نوع الانتاج.
و أهم هذه العناصر هى:
1- الماء: على عكس حيوانات المزرعة، تحتاج الدواجن لتوفير الماء بشكل دائم حيث أنها تشرب كميات صغيرة فقط في كل مرة. و يمتلك الماء مكانة فريدة في مجال التغذية ويرجع ذلك إلى خصائصه الفيزيائية حيث أنه يعمل كوسيط لنقل المواد الغذائية ونتائج الأيض داخل الجسم ويعزز التفاعلات الخلوية،كما يقوم الماء بتصريف جزء من الحرارة الناتجة من أكسدة الكربوهيدرات والدهون وذلك عن طريق التبخر مما يؤدى إلى التخلص من الكثير من السعرات الحرارية الزائدة من الجسم، و لذلك كان من أهم مخاطر نقص الماء للدواجن هو الاحتباس الحرارى و انخفاض معدلات النمو و إنتاج البيض.
2- البروتينات و الأحماض الأمينية:عادة ما تركب العلائق التجارية لتكون بأقل تكلفة مما قد يؤثر بالسلب على تلبية الاحتياجات من البروتين والأحماض الأمينية، و غالبا ما ينقص وجود بعض الأحماض الأمينية فى الحبوب الشائعة الاستخدام فى تركيب العلائق فعلى سبيل المثال ينقص حمض الليثين (Lysine) فى القمح و الذرة, كما ينقص وجود الميثيونين (Methionine) فى فول الصويا.
وعلى النقيض من العلامات المميزة التى تظهر نتيجة لنقص الفيتامينات أو الأملاح المعدنية، فإن مظاهر نقص الأحماض الأمينية الأساسية تكونغير محددة مثل انخفاض معدلات النمو، وانخفاض استهلاك العلف، وانخفاض إنتاجوحجم البيض، وفقدانوزن الجسمفيالطيور البالغة وذلك نظرا لأن البروتين يعتبر عنصر أساسى فى كل أنسجة الجسم و أعضائه.
3- الدهون: تعتير الدهون من أهم مصادر الطاقة فى علائق الدواجن, كما أنها تمثل مصدر هام للأحماض الدهنية الأساسية مثل حمض اللينوليك (Lenoleic acid)و الأراشيدونيك (Arachidonic acid) و هما الحمضان الهامان فى تركيب عضيات الخلية و أغشيتها. لذلك يؤدى نقص هذه الأحماض الدهنية في غذاء الكتاكيت إلى عدم الوصول لمعدلات النمو المطلوبة و كذلك يؤدى إلى حدوث ظاهرة الكبد الدهني(Fatty liver). أما فى الطيور البياضة يؤدى نقص الأحماض الدهنية الأساسية إلى انخفاض انتاج البيض و نسبة الفقس و صغر حجم البيض.
4- الفيتامينات:تعتبر جميعالفيتامينات ضرورية فى علائق الدواجن باستثناء فيتامين ج (Vitamin C) حيث أن الدواجن تستطيع تصنيعه داخل جسمها. و على الرغم من أنكمياتالفيتامينات اللازمة في علائق الدواجن تتراوح من أجزاء لكل مليون إلى أجزاء لكل مليار، فإن كل منها مطلوب لعملية التمثيل الغذائي و كذلك لصحة الطيور.
و من أهم الفيتامينات التى يؤدى نقصها إلى إحداث مظاهر مرضية فى الدواجن:
* فيتامينأ(Vitamin A):يعتبرفيتامين(أ)ضروري في علائق الدواجن للنمو الأمثل و لقوة البصر وسلامة الأغشية المخاطية، و تظهر أعراض نقص فيتامين (أ) فى الدواجن البالغة فى شكل هزال و ضعف و انتفاش الريش كما يؤدى إلى نقص حاد فى انتاج البيض و ز يادة فترة القلش (Prolonged clutching)و انخفاض نسب الفقس. كما تظهر بعض الافرازات المائية فى فتحة الأنف و العين و قد تلتصق الجفون ببعضها.
و مع استمرار نقص فيتامين (أ) تتراكم افرازات بيضاء متجبنة فى العين, و فى هذه المرحلة من المرض لا يتمكن الطائر من الرؤية إلا بعد إزالة تلك الإفرازات المتجبنة. و قد تظهر بعض البقع الدموية على البيض فى حالة النقص الشديد لفيتامين (أ).
و يتم علاج الحالات باضافة الفيتامين للعليقة بجرعة 1000 وحدة دولية لكل كجم من العليقة, و نظرا لسرعة امتصاص فيتامين (أ) فغالبا ما تستجيب الطيور للعلاج, و ذلك فى أغلب الحالات فيماعدا حالات العمى و التى غالبا ما تكون مستديمة.
* فيتامين د (Vitamin D):تحتاج الدواجن لفيتامين (د) للتمثيل الغذائى للكالسيوم و الفوسفور من أجل بناء الهيكل العظمى و المنقار و المخالب و لتكوين قشرة قوية للبيض.
و على الرغم من تخليق فيتامين (د) تحت الجلد عن طريق الأشعة فوق البنفسجية, إلا أن هذه الكمية لا تكون كافية للطائر. تظهر أعراض نقص فيتامين (د) فى الطيور البياضة فى زيادة حادة فى نسب البيض الذي يحتوى على قشرة رقيقة و لينة, و يتبع ذلك نقص فى انتاج البيض.
و قد تظهر فى بعض الحالات الفردية عدم القدرة على استخدام الأرجل و يظهر الطائر بوضع مميز يسمى وضعية زحف البطريق((penguin-type squat و لاحقا يصبح المنقار و المخالب و عظام الصدر لينة, و لا يتم التعافى من هذه الحالة إلا بعد أن يبيض الطائر بيضة و التى غالبا ما تكون بدون قشرة.
و قد وجد أنه فى حالة علاج الطيور بجرعة 15000 وحدة دولية من الفيتامين تستجيب الحالات للعلاج و لكن يجب الأخذ فى الاحتياط أن الجرعات العالية قد تكون ضارة بالطيور.
* فيتامين ه (Vitamin E): يعتبر فيتامين ه من أهم مضادات الأكسدة كما أنه هام لخصوبة الطيور و لحمايتها من تلين المخ (Encephalomalacia). و عادة تموت الأجنة الناتجة من أمهات تغذت على علائق ناقصة لفيتامين ه.
و يصاحب حالات تلين المخ أعراض عصبية تظهر فى شكل ترنح و شلل جزئى و تراجع الرأس للخلف و سرعة انقباض و انبساط الأرجل و التى تنتهى بالموت. كما يحدث تدمير للخصية فى ذكور الطيور.
و قد يؤدى نقص فيتامين ه إلى ظهور ارتشاحات تحت الجلد (Exudative diathesis) و التى قد تؤدى إلى تباعد أطرجل الكتكوت أثناء الوقوف نظرا لتراكم السوائل تحت جلد الصدر و البطن. غالبا ما تستجيب الحالات المرضية للعلاج و لكن فى حالات تلين المخ قد تشفى الطيور أو لا تشفى حسب المرحلة المرضية التى وصلت لها الطيور.
* فيتامين ك (Vitamin K): يلعب فيتامين ك دورا هاما فى تكوين البروثرومبين (Brothrombin) الهام لتجلط الدم, و لذلك قد يؤدى نقص فيتامين ك إلى وفاة الكتاكيت بعد أى جرح بسيط نتيجة لاستمرار النزيف, كما قد تظهر بعض الأنزفة على الطيور فى منطقة البطن و الأرجل و الأجنحة, كما تظهر علامات الأنيميا على الطيور و يحدث ضمور فى نخاع العظام.
و عادة ما تستجيب الطيور سريعا بعد 4-6 ساعات من الامداد بالفيتامين و لكن حالات الأنيميا تحتاج فترات أطول للشفاء.
* فيتامين ب1 (الثيامين) [Vitamin B1 (Thiamin)]: يعتبر الثيامين عامل مساعد فى كثير من المهام الحيوية فى الجسم مثل أيض الكربوهيدرات و أداء العضلات و الأعصاب. و لذلك يؤدى نقص هذا الفيتامين إلى انخفاض شديد فى تناول العليقة و ضعف فى العضلات.
و عندما تزيد الأعراض تظهر فى شكل شلل بعضلات الأصابع و الأرجل و الأجنحة مما يعطى الطائر شكل مميز و هو الطائر المحدق للنجوم (Stargazing). و نظرا لأن نقص الثيامين يؤدى إلى الإنخفاض الشديد فى تناول العليقة لذا يجب اعطاء الفيتامين فى الفم مباشرة لحين تحسن الحالة ثم يتم إضافته للعليقة.
* فيتامين ب2(الريبوفلافين) [Vitamin B2 (Riboflavin)]: يلعب الريبوفلافين دورا مساعدا للعديد من الانزيمات.
و تظهر أعراضه فى الكتاكيت بسرعة فى شكل اسهال و عدم القدرة على الحركة و قد يمشى على العرقوب بشكل مميز للحالة يسمى شلل الأصابع الملتوية للداخل (Curled toe paralysis). و يتم علاج الحالة باعطاء جرعتين كل منهما 100 ميكروجرام, ثم يتم إضافته للعليقة, و لكن الحالات الشديدة من شلل الأصابع قد لا تستجيب للعلاج.
5- الأملاح المعدنية: لا تقل هذه العناصر فى أهميتها عن البروتينات و الفيتامينات فى الحفاظ على حياة و انتاجية الدواجن و أهمها:
* الكالسيوم و الفوسفور: و اللذان يلعبان دورا هاما فى التمثيل الغذائى و تكوين العظام و قشرة البيض, كما يلعب الكالسيوم دورا هاما فى تجلط الدم. بالإضافة لذلك يدخل الفوسفور فى تركيب الحامض النووى للخلية DNA. يرتبط استخدام الكالسيوم و الفوسفور فى الجسم بتواجد كمية مناسبة من فيتامين (د). لذلك يؤدى نقص هذان العنصران إلى الكساح.
* الصوديوم و الكلور (ملح الطعام): يلعب الصوديوم دورا هاما فى عمليات الانتقال عبر أغشية الخلية كما يعتبر الكلور أهم عنصر منظم للتوازن الأيونى.
يؤدى نقص الصوديوم إلى ليونة العظام و تقرن العين (Keratinizaion) و انخفاض ضخ الدم من القلب, كما يؤدى نقص ملح الطعام فى العليقة إلى انخفاض انتاج البيض و انتشار ظاهرة الافتراس (Cannibalism).
و يظهر أيضا نقص الكلور فى العليقة فى صورة أعراض عصبية مميزة و هى تمدد الأرجل للخلف لفترة ثم عودتها للحالة الطبيعية ثم تعود للتمدد فى حالة إخافتها.
* السيلينيوم: يعتبر هذا العنصر مكون هام فى الانزيمات المضادة للأكسدة. و يؤدى نقصه مع نقص فيتامين ه إلى حدوث ظاهرة الارتشاح (Exudative diathesis) و الاعتلال العضلى للقلب.
* المنجنيز: يعمل المنجنيز كمنشط للعديد من الإنزيمات كما أنه يلعب دورا هاما فى النمو و التكاثر, و لكن أهم دور له هو أنه يمنع تآكل الغضاريف كما أنه هام لتكوين العظام. و لذلك يؤدى نقص هذا العنصر إلى حدوث ظاهرة تآكل الغضاريف(Perosis or Chondrodystrophy), و تظهر هذه الظاهرة فى الطيور الصغيرة حيث يحدث تأخر لنمو العظام و اتساع المفصل بين الساق و مشط القدم و يحدث انزلاق لبعض الأوتار من أماكنها و تتخذ الساق وضع جانبى خلفى مميز للمرض و يطلق عليه الإنزلاق الوترى(Slipped tendon).
كا يؤدى نقص المنجنيز فى علائق الأمهات إلى ظهور أجنة ذات أرجل قصيرة و سميكة و أجنحة قصيرة و بطن بارز و منتفخ كما يؤدى إلى ظهور ارتشاحات فى الجسم قد تصل نسبتها إلى 75% من الأجنة.