الحمير تخشي مخاطر الموتوسيكل والصين تترقب
وتراجعت أهمية الحمير في البرازيل مع الانتشار الكبير للبدائل الأقوى والأسرع، مثل الدراجات النارية، فضلا عن أن الحيوانات تلتهم كميات كبيرة من الرقعة الخضراء التي يملكها المزارعون.
وحسب تحقيق لصحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن الحمير التي تولد في البرازيل أصبحت عديمة الفائدة، بل ضارة في أحيان كثيرة.
وكشفت الصحيفة الأميركية عن مساع حكومية برازيلية لتصدير جلود الحمير إلى الصين، المتعطشة لاستخراج مادة جيلاتينية منها تدعى “إيجياو”، لها استخدامات طبية عدة.
إلا أن الخطط البرازيلية الحديثة أثارت صراعا، بين من يرون الحمير ثروة يجب استغلالها، ذبحا وتصديرا، ومن ينادون بحمايتها باعتبارها رمزا للحياة الريفية في البرازيل.
ويعيش في البرازيل نحو مليون حمار، 90 بالمئة منها ترعى في المزارع المنتشرة شمال شرقي البلاد.
ويقول غويزا ليتاو، وهو مدير جمعية معنية بحقوق الحيوانات في ولاية “سيارا”: “الحمير رمز في شمال شرقي البرازيل. نريدهم أن يتركوا الحمير”.
وفي بلدة أبودي التابعة لولاية “ريو غراندي دي نورتي” شمال شرقي البرازيل، تبني الحكومة مذبحا للحمير، بهدف تصدير جلودها إلى الصين، هو الثاني بعد مذبح آخر في ولاية باهيا القريبة.
ويعمل مذبح باهيا منذ العام الماضي، ضمن برنامج تجاري برازيلي صيني يأمل مسؤولو البلدين في توسعته.
وتحدث لويس رانغل، وهو مسؤول في وزارة الزراعة البرازيلية، لـ”وول ستريت جورنال”، قائلا: “نريد أن نفتح الباب لهذه السوق بأقرب ما يمكن. نتطلع إلى منتجات جديدة لأننا بارعون في المنتجات التقليدية”، في إشارة إلى الإنتاج الحيواني الذي تشتهر به البرازيل.
وأدى الطلب المتزايد على جيلاتين “إيجياو” في الصين إلى تراجع حاد في أعداد الحمير هناك، التي تبقى منها نحو 6 ملايين حاليا، نصف ثروة البلاد من الحيوان ذاته عام 1990.
وتشتري الصين سنويا مئات الآلاف من الحمير، لاستخراج الجيلاتين الذي يعتد أنه مفيد في علاج السعال والقضاء على الأرق وتنشيط الدورة الدموية.