رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي لإنشاء 100 ألف صوبة زراعية جديدة علي مساحة 100 ألف فدان، تتيح الفرص التصديرية الهائلة للمنتجات الزراعية العضوية، والتقاوي، للأسواق الأوروبية، وإيجاد فرص عمل جديدة للشباب، وزيادة معدلات الاستثمار الزراعي، وتوسيع الرقعة الزراعية، وتحقيق الأمن الغذائي، وهو ما تستهدفه خطة الدولة لتنفيذ المشروع.
ويساهم المشروع في إيجاد فرص عمل ومشاريع استثمارية إنتاجية وخدمية جديدة فى مجال الصناعات المغذية للزراعات المحميه مثل صناعة الهياكل الحديدية والبلاستيك وغيرها من مستلزمات الإنتاج، كما أنها ستصبح مصدرا مهما للدخل القومي، وفتح منافذ تصديرية جديدة.
والتوجه نحو برامج الصوب الزراعية يؤدى لمضاعفة حجم المعروض من السلع ، التى تمس المواطن كالخضراوات والفواكه ، كما سيوفر فرص عمل لعدد هائل من الشباب، بشكل مباشر وغير مباشر، ويقلل من الفاقد خلال مراحل تداول الإنتاج الزراعي، خاصة وان الزراعة التقليدية تتسبب في فاقد يتجاوز 30% من إنتاج المحاصيل الزراعية فى دورة تداولها من المزارع إلى المستهلك.
وفي تقرير رسمي أصدره مركز البحوث الزراعية تستورد مصر أكثر من 65% من غذائه، ويتجاوز عدد سكانه نحو الـ 100 مليونا، لم يعد هناك مفر من التوسع الزراعي، سواء كان ذلك من خلال مشروع المليون ونصف المليون فدان، أو من خلال مشروع 100 ألف صوبة زراعية جديدة، فإن ذلك يعنى أن مصر عازمة بقوة على إنتاج غذائها، وترشيد الاستيراد، وإذا كانت الصوبات الزراعية تمثل قفزة على طريق التنمية الزراعية، فإنها من الناحية الفنية- تحتاج تدابير محددة، لكى تنتج غذاء آمنا، خاليا من متبقيات الأسمدة والمبيدات، فضلا عن الأمور المتعلقة بتوقيت الزراعة، والتسويق، ومكافحة الآفات والحشرات، ومن ثم لا غنى لمستثمرى الصوبات الزراعية عن مشورة المتخصصين من خبراء الزراعة بالجامعات ، ومهندسيها، فهم الأكثر دراية بجميع تفاصيل الإنتاج الزراعى الآمن، والنظيف.
وتعاني مصر من عدد من التحديات المرتبطة بالامن الغذائي مثل وجود فجوة بين إنتاج الغذاء واستهلاكه، ويتم علاج المشكلة منذ أعوام عديدة باستيراد الغذاء من الخارج مع مقارنة ظالمة بين الأسعار العالمية للغذاء المستورد منخفض الجودة فى بعض الأحيان، بتكلفة الإنتاج المحلى عالى الجودة.
مزايا استخدام الصوبات الزراعية فى الإنتاج الزراعى ، هي إنتاج محاصيل فى غير مواسمها الطبيعية بإمكان التحكم فى الأحوال المناخية داخل الصوبة، لتتوافق مواسم إنتاجها مع المواسم التصديرية المثلى للأسواق الخارجية ،مع مطابقة جودة المنتجات لمتطلبات التصدير ، بتطبيق التقنيات الفنية الحديثة للإنتاج، بالإضافة لذلك زيادة المعروض من تلك المنتجات لمواجهة فترات الاختناق بين العروات لبعض المحاصيل مثل الطماطم ما يؤدى إلى توازن الأسعار، كما أن زيادة الإنتاج كماً ونوعاً لبعض محاصيل الخضر تؤدى إلى توفير الفرص لإحلال المحاصيل التقليدية فى المساحات التى كانت تشغلها تلك المحاصيل، إلى جانب رفع كفاءة إدارة الموارد الطبيعية، حيث تعانى مصر محدودية عنصرى الأراضى الزراعية والموارد المائية .
بخصوص عنصر الأرض الزراعية فإن معدل الإنتاج لوحدة المساحة فى الصوبات الزراعية يماثل 200 ، 300 % مقارنة بنظيره بالزراعات المكشوفة، حيث يصل معدل الإنتاج للمترالمربع من الصوبة لمحصول الطماطم 15 كجم/ م2، والفلفل ألوان 13كجم/ م2، والخيار 13,5كجم/ م2، والكنتالوب 8-12كجم/ م2، والفاصوليا 3 كجم/ م2 ، وللباميا 1-2كجم/ م2.
وأتاحت الزراعة فى الصوب ، الفرصة للتوسع فى الأراضى الجديدة الصحراوية، وفى البيئات التى لا يمكن الزراعة بها بالطرق التقليدية، اما بخصوص الموارد المائية فإن طرق وأساليب الرى فى الصوبات الزراعية أدت لرفع كفاءة استخدام المياه، حيث توفر ما بين 60و70 % من المياه المستخدمة بالطرق التقليدية للزراعات المكشوفة لاستخدام طرق الرى الحديثة مع خفض معدلات التبخير لظروف التغطية.
ومن مزايا الصوب أيضا، إنتاج التقاوى والشتلات المحسنة لبعض المحاصيل الزراعية ، مثل الطماطم والفلفل والباذنجان وأيضاً الزيتون والموالح والموز وغيرها، مما يسهم فى تنمية الانتاج التقليدى للحاصلات الزراعية، وتوفير فرص عمل لشباب الفنيين فى القطاع الزراعى من خريجى المدارس والمعاهد الزراعية لعدم ملاءمة تلك الأعمال للإمكانات والمهارات التقليدية للعمال الزراعيين التقليديين.
ويوفر المشروع الذى يتكون من عدد 10 صوبات فرص عمل حقيقية لنحو 6 عمال ، فضلا عن طرح مشاريع استثمارية صغيرة تتناسب مع محدودية رءوس الأموال للشباب حيث تتكلف الصوبة التقليدية (540 م2) نحو 30 ألف جنيه مصرى لخدمة 10 سنوات ، وتدر صافى عائد نحو 7 آلاف جنيه سنويا، بعد خصم التكاليف الثابته والمتغيرة أى يمكن استرداد رأس المال خلال 4 أعوام.