الأخبارالانتاجخيول

 8  شخصيات أثرت فى تاريخ الخيل المصرى  ضمت أمراء العائلة المالكة وسيدتان من بريطانيا

كان معظم مربى الخيول المصريين من العائلة المالكة مثل الخديوي عباس حلمي الثاني، الأمير أحمد كمال، الأمير محمد على توفيق، الأمير كمال الدين حسين وغيرهم  ، فهناك 9 شخصيات مصرية وأجنبية لعبت دورا كبيرا على مدار السنوات الماضية في إعلاء شأن الخيل العربي وإنتاجه والتي ضمت الخديوي عباس حلمي الاول، الليدي آن بلنت، الليدي وينتورث، والأمير أحمد باشا كمال وابنه الأمير يوسف كمال، والأمير كمال الدين حسين، و الأمير محمد علي، والامير عمر طوسون.

وكان الخديوي عباس الاولي مولعًا بركوبة الخيل والهجن يقطع بها المسافات البعيدة في الصحراء، وله ولع شديد باقتناء الجياد الكريمة؛ حيث كان يجلبها من مختلف البلاد ويعنى بتربيتها عناية كبرى، وبنى لها الإسطبلات الضخمة وأنفق عليها بسخاء شأنه شأن هواة الخيل، وهو المجال الذي أثبت فيه مهارة وتفوقًا كان يحسده عليه كل أفراد عائلته.

ومارس عباس باشا تربية الخيول أكثر من عشرين عامًا، وإليه يرجع الفضل في الحفاظ على الخيل العربية، كما أنه بذل جهودًا جبارة للحصول على أطيب الجياد العربية، ساعده على ذلك علاقته المتينة بالأمراء والقادة العرب، ومات مقتولاً في 1854 بقصره الكائن في بنها.

أما الليدي آن بلنت فقدكانت تحب الخيل حبًّا جمًّا وكانت تركبها بدون سرج. وقد قالت في مذكراتها: إنه كان يحلو لها أن تتخيل نفسها فرسًا تخشى الوقوع في شرك ما، وتفاديًا لهذا فقد كانت تقلد الفرس في الجري السريع. وتذكر أيضًا أنها كانت تتسلل من فراشها عند الشفق صيفًا إلى الإسطبلات؛ لترسم الخيل.

واطلعت خلال  رحلاتها للعدد من دول العالم على الخيل المختلفة الأنساب ودرست أشكالها وتاريخها والفروق الظاهرة بينها. وقد راعها جمال الخيل العربية التي صادفتها، واشترت بعضًا منها وأرسلتها إلى مزرعتها في إنجلترا.

ولما دب الخلاف بينها وبين زوجها قررت على أثره عدم العودة إلى إنجلترا متخذةً من مصر مقرًّا لسكناها. وكان قرارها مستمدًّا من وجود الخيل العربية الأصيلة فيها، بالإضافة إلى كونها بلدًا جميلاً ومنقذًا للخيل العربية الأصيلة بحكم تعلق ملوكها وأمرائها وأغنيائها بحب الخيل، ومحاولتهم جعل مصر الوطن المنقذ للخيل العربية.

واشترت إسطبلات الشيخ عبيد؛ لتربية الخيول العربية الأصيلة، وهكذا بقيت الليدي آن في مصر حتى الثمانين من عمرها الحافل بكل ما من شأنه أن يؤمن الحفاظ على هذا النسل النادر. فشيدت إسطبلات خاصة بتوليد الخيل وجهزت حقول التوليد العائدة لها في إنجلترا من إنتاج خيلها في مصر من جهة ومما اشترته من أصائل الخيل من مصر ومن البلاد العربية من جهة أخرى حتي وفاتها عام 1917، ودفنت فيها، وقد أوصت بإسطبلاتها وخيولها لحفيدتيها، اللتين باعتهما لأمهما ابنة الليدي آن الوحيدة وهي الليدي وينتورث.

أما الليدي وينتورث، وقد تأصل فيها حب الخيل منذ الصغر وليس هذا بغريب على ابنة عائلة اقتنت الخيل مئات السنين. ويكفيها أن تكون ابنة الليدي آن بلنت المشهورة، واشتهرت الليدي وينتورث بنظم الشعر، وتألقت في الكتابة ومؤلفاتها عن الخيل بصورة عامة والخيل العربية بصورة خاصة، تحتل أسمى مكانة حتى أصبحت مرجعًا عالميًّا وحجة يصعب الاستغناء عن الإفادة منها، كما عرفت بمهارتها في فن الرسم

وعلي باشا الشريف فكان مهتمًا بتربية الجياد العربية الأصيلة، ولعب دورًا مهمًّا في المحافظة على خيل عباس باشا من الانقراض من مصر نهائيًا، ثم تلت شخصيات من العائلة المالكة المحبة للخيول مثل الأمير أحمد باشا كمال وابنه الأمير يوسف كمال، حيث إهتم أحمد باشا كمال بن أحمد رفعت بن إبراهيم باشا بن محمد على باشا، واحد من أكثر المتحمسين لجمع أصول الخيل العربية، وقد حصل على معظم خيوله من خيل علي باشا الشريف، والتي جاءت من الصحراء العربية، كما حصل على بعض الخيول من المربيين: أحمد بكري، أحمد سناري أفندي، كان يملك العديد من إسطبلات الخيل، وكان على علاقة بالليدي بلنت أحد أشهر مربي الخيول في مصر، كما ذكرنا سابقًا، وتذكر الليدي بلنت أنها خلال زيارتها لمزرعة أحمد باشا كمال

ويعد الأمير كمال الدين حسين واحد من أكثر المربيين المصريين تأثيرًا في إنتاج الخيل العربية الأصيلة بمصر في أوائل القرن التاسع عشر، ورث عرش مصر، كان والده السلطان حسين كامل سلطان مصر خلال الفترة من (1914-1917م)، فلما مات 1917م، لم يكن للأمير كمال الدين أي طموح لأخذ مكان والده، ولا كان منجذبًا لفكرة، أن يكون ملك موجه من قبل الجنرالات والوزراء الإنجليز؛ فعرض العرش على فؤاد، الابن الثاني لإسماعيل. والأمير كمال الدين كان رجلاً رياضيًّا رائعًا، يملك عددًا من القصور الفخمة، ونزل الصيد في جميع أرجاء مصر.

أما الأمير محمد علي هو أحد أفراد الاسرة الحاكمة وكان أحد أشهر هواة تربية الخيول العربية ذات الأنساب العريقة، وله مؤلفات في ذلك المجال منها: نبذة عن الخيول العربية (جزءان)، تأليف حضرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد علي، ونبذة عن جياد الخيل في مصر، تأليف حضرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد علي.

ويعد الأمير عمر طوسون أبن  الأميرة فاطمة إسماعيل، إحدى بنات الخديوي إسماعيل، وترأس الجمعية الزراعية الملكية سنة 1932م، التي تخصصت في شئون الزراعة في مصر والعمل على تنمية الإنتاج الزراعي والحيواني، والتي أسسها السلطان حسين كامل. وكان له اهتمام خاص بالعناية بالخيل العربية الأصيلة.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى