الأخبارالانتاجبحوث ومنظمات

حصاد “الكينوا” في وادي الملوك… والحكومة تخطط لزراعة 500 ألف فدان جديدة

 

>> وكيل البحوث: احتياجات فدان الموز من المياه تعادل إحتياجات 11 فدانا من الكينوا

 

تفقد فريق بحثي من مركزي البحوث الزراعية بحوث الصحراء بوزارة الزراعة، برئاسة الدكتور محمد سليمان وكيل مركز البحوث الزراعية والدكتورة سحر عزمي والدكتورة سحر الشريف والدكتور عمرو شمس و الدكتور حسن الشاعر رئيس مركز الزراعات الملحية التابع لمركز بحوث الصحراء، وخبراء زراعة “الكينوا”، بمركز البحوث الزراعية والصحراء، أحد المناطق الإنتاجية التي يجري زراعة نبات ” الكينوا”،  بمنطقة وادي الملوك بالطريق الصحراوي، المملوكة للدكتورة شكرية المراكشي الخبيرة في زراعة “الكينوا”، فيما أكدت مصادر مطلعة لـ”اجري توداي”، ان الحكومة تخطط لزراعة 500 ألف فدان من الكينوا بمختلف مناطق الإستصلاح الجديدة خاصة إنه من المحاصيل قليلة الإستهلاك للمياه، مشيرة إلي ان زراعة هذه المساحة تستهلك 400 مليون متر مكعب من المياه  وهي لا تتجاوز 25% من الكميات التي تستهلكها نفس  المساحة من المحاصيل الاخري  والتي ملياري متر مكعب مكعب من المياه في حالة زراعتها مثل القمح والذرة والمحاصيل الشتوي الآخري.

ويتلقي الدكتور عبدالمنعم البنا وزير الزراعة وإستصلاح الاراضي اليوم الخميس تقريرا رسمي حول مستقبل زراعة الكينوا في مصر، إعتمادا علي  5 نماذج بمحافظات الظهير الصحراوي تم تطبيق زراعة المحصول بها وهي محافظات بني سويف والبحيرة ومطروح وجنوب سيناء والفيوم ،

وفقا لتقارير رسمي لوزارة الزراعة تعد “الكينوا”، من المحاصيل ذات العائد المادي الكبير، والتي تناسب الموارد المائية التي تعاني منها مناطق الإستصلاح الجديدة وخاصة في المناطق المتأثر بالملوحة والتغيرات المناخية، مشيرة إلي إنه يعد من المحاصيل ذات العائد المادي الكبير 14 دولار للكيلو في حالة تصديره خاما إلي الخارج، في ظل تزايد الطلب عليه في الدول الغنية لتميزه بالعناصر الغذائية الكبيرة.

وتستهدف وزارة الزراعة من التركيز علي الاهمية الاقتصادية والمائية للكينوا، في ظل  التحديات المائية التي تواجهها مصر سواء المائية أو الموارد الارضية الوقوف علي إمكانيات التوسع في التجربة في حالة إعتماد توصيات اللجان العلمية المنفذة للتجربة، تمهيدا لتطبيقها في عدد من مناطق الاستصلاح الجديدة وخاصة في المناطق التي تعاني من إرتفاع معدلات الملوحة في المياه والاراضي.

ومن جانبه قال الدكتور محمد سليمان وكيل مركز البحوث الزراعية إنه تم اقامة يوم حقل لمحصول الكينوا بمنطقة وادي الملوك علي محور الضبعة في الاراضي الجديدة حيث تم زراعة صنف الكينوا وهو من أصناف مركز البحوث الزراعية  تحت ظروف الري بالتنقيط في 3 مواقع بمساحة 10 أفدنة،  علي مساحة 5 افدنة والموقع الثاني علي مساحة 3 افدنة والموقع الثالث علي مساحة فدانين وكان معدل الاستهلاك المائي تحت ظروف الري بالتنقيط 800 متر مكعب بما يعني ان زراعة المياه المستخدمة في زراعة فدان موز تعادل  زراعة 11 فدانا  بـ”الكينوا”.

وأضاف سليمان في تصريحات لـ”اجري توداي”، أن نبات الكينوا  لا تنافس أي محصول شتوي اخر حيث تزرع في الاراضي الجديدة والمتاثر بالملوحة وتحت ظروف الري بمياه بها نسبة ملوحة عالية وفي المناطق الهامشية وهو محصول واعد بالنسبة للمزارعين والمستثمرين في الاراضي الجديدة

وأوضح وكيل مركز البحوث الزراعية، ان نتائج الابحاث العلمية أكدت إمكانية استخدام الكينوا في عدد من المنتجات الغذائية ومنها محافظة الوادي الجديد، حيث تم الاستفادة منه في صناعة الكشري بدلا من الارز ويمكن خلطه حتي 15% مع ديقيق القمح لانتاج الخبز بدون تاثير علي جودة الرغيف، علاوة علي ان نسبة البروتين فيها تتجاوز 16.5  %  بنما لا تتجاوز هذه النسبة 12% في الاقماح المصرية، بينما يتم الإستفادة من ناتج الحصاد “التبن”، في إنتاج الاعلاف اللازمة لتغذية الحيوانات، مشيرا إلي ان المحصول تم زراعته في الوادي الجديد والفيوم وبني سويف وسيناء والبحيرة .

ومن جانبها قالت الدكتورة شكرية المراكشي الخبيرة في زراعة النباتات الملحية، رئيس مجلس إدارة شركة إيروجيت لاستصلاح الأراضي الصحراوية، إن إستراتيجية التوجه نحو هذه الانواع من المحاصيل تسير مع الأهداف الرئيسية للدولة في إستراتيجية التنمية المستدامة 2030، في تعمير الصحراء بالزراعة وإنتاج الغذاء والزراعات غير التقليدية بالاستغلال الأمثل لوحدة الأرض والمياه، من خلال زراعة الكينوا ذات القيمة الغذائية العاليه وظهرت نتائج جيدة للزراعة الى جانب زراعة نباتات الذرة الرفيعة والخروع والقرطم، وأن  العمل فى الارض يسير بأسلوب علمي يتماشى مع التغيرات المناخية خلال السنوات القادمة، والتي أصبحت الشغل الشاغل لكل المنظمات الدولية، فالزراعات غير التقليدية أصبحت تشكل مستقبل بقاء الإنسان على كوكب الأرض في ظل تنامي ظاهرة الاحتباس الحراري.

وأضافت  “المراكشي”، على أن نبات الكينوا يعد أحد أهم أغذية المستقبل للإنسان لقيمته الغذائية المرتفعة، والأثر الصحي الإيجابي لها فيستخدم كبديل غذائي لمرضى حساسية القمح وخاصة عند الأطفال لخلوها من الجلوتين (الحساسية المعوية للجلوتين)، وتحتوى البذور على نسبة عالية من الأحماض ومضادات أكسدة ونسبة دهون وأوميجا 6 الذي يعمل على رفع التركيز والقدرات الذهنية والنمو للطفل، وتقلل من أمراض القلب وتجلط الدم وترسب الكولسترول والدهون على جدار الشرايين، كما أن محتواها من الكالسيوم والحديد عالي وبالتالي يمكن عمل أغذية خاصة بها نسبة مرتفعة من هذه المواد، إلى جانب فوائد أخرى في مواجهة ضغط الدم والصداع النصفي وتحسين وظائف الكبد.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى