رغم ان مساحة كوبا تعد من مساحات الدولة الصغيرة وهي مجموعة جزر بالبحر الكاريبي والبالغة 11 الفا و900 كيلو مترات، وعدد سكان لا يتجاوز 11.4 مليون نسمة، إلا أنها تصنف كـ”جنة النحل والنحالين”، وذلك لأن المناخ الاستوائي الدافئ والغطاء النباتي المتميز وموسم طويل لإنتاج العسل إنعكس علي صناعة النحل، حيث تعد كوبا من أعلي الدول في إنتاجية الخلية من عسل النحل بإجمالي 150 كجم سنويا.
ويصل عدد خلايا النحل إلي 200 ألف خلية بإنتاج كلي يصل إلي 7500 طن، ومتوسط 45 كجم للخلية الواحدة.
وقال الدكتور علي خالد البراقي أستاذ علوم النحل والحشرات سابقاً في كلية الزراعة جامعة دمشق ان الميزة النسبية لكوبا في إنتاج النحل يعود إلي تميز مناخها الزراعي، فهو استوائي دافئ، عالي الرطوبة لطيف على مدار السنة، لوقوعها في وسط البحر الكاريبي الذي يحيط بها من كل مكان، متوسط درجات الحرارة بين 22 و 28 درجة مئوية، في شهري ديسمبر وأغسطس، ونادرا ما تنخفض درجة الحرارة إلى أقل من 10 درجات مئوية.
وأوضح البراقي انه يكثر هطول الأمطار من يونيو إلى أكتوبر وشهر أغسطس الأكثر هطولاً، ويقل المطر من ديسمبر حتى ابريل، معدل الأمطار1.200 مم/سنويا، مشيرا إلي أن أمطارها مستمرة في الصيف والخريف، تسمح بنشاط ونمو نباتي وتعاقب نباتي زهري عاسل مستمر، فيوفر الأزهار وفيض رحيقي مستمر لفترة طويلة من السنة، على عكس ما نراه في كثير من مناخات بلدان الشرق الأوسط حيث الجفاف وعدم وجود أمطار صيفية لفترة طويلة من العام، فيسود الجفاف وتنعدم.
وأوضح خبير النحل ان عدد الكائنات الحية بنوعيها النباتي flora والحيواني fauna في كوبا يبلغ نحو 100 الفا و32 نوعا حيا، منها 8 آلاف نوعاً نباتيا، وهذا تنوع حيوي كثيف، لما تحظى به كوبا من مناخ استوائي ، مشيرا إلي أن الإحصاءات الرسمية ضئيلة نوعا ما في قطاع تربية النحل في كوبا، رغم أن هذا القطاع من القطاعات الناجحة والمزدهرة في كوبا، خاصة وأن تربية النحل قديمة على هذه الجزيرة.
ولفت إلي ان الدولة كانت تسيطر وتمتلك كل المناحل تقريبا عبر الشركة الحكومية إلا نسبة ضئيلة، حيث كانت حتى عام 1989 تنتج 70% من العسل في البلد، ولكن بعد الانهيار الاقتصادي الذي بدأ عام 1991 فقد بيعت الخلايا والمستلزمات الحكومية للنحالين وأصبح إنتاج العسل من القطاع الخاص اعتبارا من عام 2000 يشكل نحو 90%.
وأضاف البراقي، إنه بعد بدء الاستثمار الخاص تنوعت المنتجات ولم تبق على إنتاج العسل فقط، فأصبحت بعض المناحل متخصصة بإنتاج الملكات والطرود وبعضها في منتجات الخلية الأخرى، وفي عام 2000 أصدرت مجلة تهتم بتربية النحل وعلوم النحل.