اخبار لايتالأخبارالصحة و البيئة

إختفاء الجميز … فاكهة الفقير  وكلمة التقديس وعلاج الالم تاهت مع إختفاء “قعدة التوتة والجميزة”

>> مطالب بمشروع أهلي لإحياء شجرة الجميز وثماره كلمة السر في الوقاية من الامراض

“قعدة التوتة والجميزة والترعة”… مشاهد إفتقدناها مع ضياع الزمن الجميل، حيث كانت شجرة الجميز والتوت مأوي للفلاح خلال فترات القيلولة وقت الظهيرة مع إرتفاع درجات الحرارة،  ومعاودة النشاط بعد عناء العمل في الزراعة.

 ساعة القيلولة ، يستظل الفلاح بأوراق وجذوع الجميز وأوراق التوت أمام شاطئ الترعة بعد ان يتوضأ لصلاة الظهر، يعقبها أداء الصلاة، يستريح بعدها لبرهة من الوقت من نسائم هواء الترعة مصافحا أوراق الجميز والتوت.

ومع زخم الحياه تغيرت عادات الفلاحين، ضجيج الحياه الضاخبة حولت الافراح إلي أحزان تاهت معها الام الحياة بتعقيداتها، فزادت الالام الآما ، حيث انهمك الفلاحون في متابعة القنوات الفضائية وإتصالات هاتف المحمول وشبكات الانترنت، فعزف عن الاهتمام بأشجار كانت رمزا لحياة الفلاحين وبساطتها، ومشاهد سينمائية في أفلام الزمن الجميل “الابيض والاسود”، ومع ألم تجاهل الفلاح بثوبه الجديد بدلا من جلبابه الرث وخفة دمه وحبه لأرضه، تحولت الالم شجرة الجميز والتوت إلي الانتحار سواء بعمل أبن آدم أو الجفاف إنتحارا لما تمر به من مجتمع ضل حب الارض إلي حب المال فكان قبول الوفاه أفضل من الاستمرار علي ذكريات الماضي.

كل هذه الظروف دفعتنا للبحث عن حلاوة الماضي فطانت البداية مع شجرة الجميز، وثمرة الجميز التي تشبه في الشكل ثمرة التين، لكنه أقل حلاوة نظرا لأن نسبة السكريات به قليلة ما يجعله الفاكهة المفضلة لمرضي السكر والباحثين عن الرشاقة “الريجيم “، وتعد أخشاب الجميز من الانواع المميزة، حيث تم إستخدامها في صناعة توابيت الموتي من الفراعنة.

 وأستخدم الفراعنة الجميز في علاج الامراض الجلدية، وأمراض الكبد نظرا لاحتوائه علي العديد من العناصر الغذائية، وهي من الأشجار المعمرة التي يصل طولها إلي حوالي 8 أمتار، فهي من الأشجار دائمة الخضرة الظليلة.

 وطالب خبراء بساتين بإطلاق مشروع أهلي لزراعة شجرة الجميز علي الترع والقنوات وشواطئ نهر النيل، مشيرين إلي ان إحياء هذه الشجرة يساهم في الاستفادة من منتجاتها في تصنيع منتجات طبية، فضلا عن ددورها في الحد من مشاكل التصحر بسبب إرتفاع معدلات التعديات علي الاراضي الزراعية وأراضي ولاية وزارة الري.

ووفقا لتقارير معهد بحوث البساتين تعد أقدم شجرة جميز في مصر منطقة المطرية، وتعرف باسم شجرة مريم العذراء، وهي معمرة وتتحمل التعرض لأشعة الشمس الشديدة والرطوبة العالية وكان قدماء المصريين يستخدمون أخشابها في صناعة التماثيل وكانت تستخدم في عهد محمد علي كقواعد للمدافع إستعدادا للحروب.

التقارير الطبية توضح أن شجرة الجميز  لها فوائد كبيرة منها  إستخدام  لبن الجميز في علاج العديد من الأمراض الجلدية مثل مرض الصدفية، فهو يحتوي علي العديد من المضادات الحيوية وفقا لتأكيدات البحوث والدراسات الحديثة، كما يساعد علي التئام الجروح وإبادة الجراثيم التي تصيب معدة الإنسان، كما يستخدم كملين ومنبه جيد للمعدة والأمعاء فهو طارد جيد للغازات ويعمل علي علاج التهابات اللثة ومطهر، ولعلاج النزلات المعوية وانتفاخات البطن، وأكل ثمار الجميز علي الريق يعالج الإمساك بحيث يتناول الفرد كوبا من العصير كما أن مضغه لأطول فترة ممكنة في الفم يساعد في علاج التهابات وترهلات اللثة، كما يستخدم لخفض ضغط الدم المرتفع وتنشيط الجهاز العصبي المركزي.

وتتوافر في ثمرة الجميز العديد من العناصر الغذائية، فهي تحتوي علي مادة الزنك التي تساعد علي تقوية جهاز المناعة عن الإنسان ولها القدرة علي معالجة فقدان الشهية والتئام الجروح وأوراقها المجففة تعد غذاء مفيدا للماعز والأغنام.

ووفقا لتقارير وزارة الزراعة فإن شجرة الجميز كانت تزرع للزينة لكنها تطرح ثمرة، كانت تزرعها المجالس المحلية علي شواطئ الترع للظل وكان الفلاحين يسترحون تحتها وقت الظهيرة نظرا لعناء العمل في الحقل، لكن اختفت الآن نظرا لردم الترع والبناء علي الأراضي الزراعية، هذا فضلا عن وجود أشجار التين الذي يتميز بأنه أكثر حلاوة عن الجميز وبه نفس فوائده لافتا النظر إلي أنها شجرة تتحمل الأمراض وجذوعها قوية، فالأشجار القديمة منها طرحها جيد.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى