الأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالات

د حسام مغازي يكتب: بحيرات مصر …. أمن مصر الغذائي (1)

وزير الموارد المائية والري السابق

رئيس قسم هندسة الري والهيدروليكا – هندسة الأسكندرية

 

حبي الله مصر بالعديد من الكنوز ومنها البحيرات سواء المالحة منها أو العذبة،والبحيرات العذبة مثل بحيرة ناصر وبحيرة قارون وبحيرات توشكي وبحيرة وادي الريان. أما البحيرات المالحة فالكثيرون لا يعرفون أن هناك 10 بحيرات مالحة منتشرة في ربوع مصر منها البحيرات شمالية من الغرب للشرق وهي بحيرات مريوط وإدكو والبرلس والمنزلة والبردويل علي البحر المتوسط ، وتمثل هذه البحيرات أهمية أقتصادية بالغة حيث يبلغ إنتاجها من الأسماك أكثر من 75 % من إجمال الأنتاج في مصر وهناك البحيرات المرة والتمساح وبورفؤاد علي طول قناه السويس ، وهناك بحيرة نبع الحمراء بوادي النطرون وبحيرة سيوة في الصحراء الغربية.

والبحيرات علي مستوي مصر أهمية بالغة في إنتاج الأسماك والذي يقدر بنحو 170 ألف طن سنوياً وهو ما يمثل حوالي 75 % من الأنتاج السمكي في مصر.

 

وهذه المسطحات المائية الضخمة نادراً ما تتوافر في بلاد المناطق الجافة خاصة في منطقة الشرق الأوسط. وبالتالي هي نعمة من الله لما تحتوية من كنوز من أسماك بأنواعها المختلفة وأملاح ومقومات سياحية تستطيع أن تسد جزء كبير في فجوة الآمن الغذائي وخاصة البروتين ليكون متاحاً بأسعار معتدلة لكبح جماح أسعار اللحوم وتوفير الألاف من فرص العمل في مهن الصيد والسياحة والصناعة ، هذا بالأضافة إلي إتاحة الصيد داخل المياه الأقليمية بدلاً من تعرض الصيادين لمخاطر متعددة عند خروجهم للصيد خارج الحدود الأقليمية نسمع عنها من فترة لأخري.

وتختلف ظروف كل بحيرة عن غيرها من طبيعتها ومساحتها وظروفها الجيولوجية والهيدرولوجية ، وأيضاً تتنوع مصادر تغذيتها ومشاكلها. وقد تعرضت هذه البحيرات لمشاكل عدة منذ عقود طويلة ترتب عليها هجر الصيد منها و نقص الأنتاج السمكي منها وتعرضها لتعديات مختلفة ومأوي للخارجين علي القانون.

وتتعرض البحيرات لتلوث من مصادر مختلفة من أهمها المخصبات الزراعية والصرف الصناعي والصحي والأسمدة والمبيدات وذلك طبقاً لموقع كل بحيرة والنشاط حولها. وتتعرض البحيرات لخطر تناقص مساحتها لأكثر من ثلثي المساحة.

ومن هنا جاءت دعوة السيد رئيس الجمهورية إلي تكاتف جميع الجهات لوضع حلول للمشاكل التي تتعرض لها البحيرات خاصة مع تعدد هذه الجهات من وزارات متعددة. وطبقاً للقانون فإن هيئة الثروة السمكية التابعة لوزارة الزراعة هي صاحبة الولاية علي البحيرات ألا أن هناك جهات أخري مثل وزارات الري والأسكان والبيئة والتنمية المحلية والداخلية وغيرها من الجهات لها أيضاً تعامل بشكل أو بآخر مع هذه البحيرات طبقاً لأختصاصات كل وزارة.

وهناك جهود مخلصة وجبارة حالياً من كافة جهات الدولة لإعادة البحيرات إلي سابق عهدها وإزالة التعديات بأنواعها وخاصة مع حملة الأزالات علي أراضي الدولة حالياً التي تضرب بيد من حديد علي كل معتدي.

ولذا نبدأ بمشيئة الله تخصيص سلسلة مقالات لتوصيف حالة كل بحيرة من هذه البحيرات من المشاكل التي تتعرض لها وظروفها وتنمية ثرواتها وتقديم المقترحات والحلول من خلال تحليل علمي لكل بحيرة من خلال الرسائل العلمية التي نشرف عليها لطلاب الدراسات العليا أو أبحاث علمية بالجامعات المصرية والتي تبذل جهوداً مخلصة  إيماناً منها بدورها الوطني من خلال خبرتنا التنفيذية خلال فترة تولي مسئولية وزارة الموارد المائية والري. آملين من المولي عز وجل أن يوفقنا في هذه السلسلة من المقالات في خدمة بلدنا للأستفادة من هذه الكنوز والله الموفق ،،،

حفظ الله مصر وشعبها ونيلها من كل سوء

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى