>> التنفيذ يستهدف توفير مياه الري والتوسع في إنتاج الوقود الحيوي ودعم صناعة الاعلاف
الكاسافا، من المحاصيل ذات القيمة الاقتصادية المرتفعة، يصفه الخبراء بأنه محصول القرن، لأنه الاقل إستهلاكا للمياه، وأكثر تحملا للملوحة في التربة ومياه الري، والأكثر من ناحية العائد الاقتصادي، ووفقا للتقارير الاقتصادية الدولية، فإنه من أهم استخدامات الكاسافا فى الصين وتيلاند ونيجيريا انتاج الايثانول كمصدر للوقود الحيوى.، مشيرة إلي أن خطة الصين تستهدف الوصول الى إنتاج 2مليون طن من الايثانول و200ألف طن من الديزل وهذه الكمية تعادل 10مليون طن من البترول، يتم إنتاجها من خلال تنفيذ مشروعات لإنتاج الوقود الحيوي من الكاسافا.
وتشير الاحصائيات الدولية الى امكانية الحصول على 222.0 كجم ايثانول بتركيز 96% من طن واحد من درنات الكسافا ، وإنتاج 30% من النشا من درنات الكاسافا، مشيرة إلي أن نبات الكاسافا يعد أحد النباتات الهامة لانتاج الوقود الحيوى بديلا عن الحبوب والتى أدى استخدامها فى انتاج الوقود الحيوى الى ارتفاع أسعارها.
يأتي ذلك بينما أعدت وزارة الزراعة وإستصلاح الأراضي تقريرا عن التوسع فى زراعة محصول الكاسافا فى مصر لإنتاج الأغذية و الأعلاف، في ظل التحديات التي تواجهها زراعة المحاصيل التقليدية بالأراضى الجديدة بسبب الإنتاجية الضعيفة حيث ان هذه الأراضى لم تزل ذات خواص ضعيفة بالإضافة الى تعرضها لنقص فى مياه الرى وظروف مناخية قاسية من الحرارة والجفاف. موضحا ان زراعة الكاسافا أكثر ملائمة وتعطي ربحية عالية فى تلك الأراضى ذات الخصوبة المنخفضة فى حين قد تظهر معظم المحاصيل الأخرى بإنتاجية وربحية أقل.
ومن جانبه قال الدكتور إسماعيل عبدالجليل رئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق، إن “الكاسافا” تعد شجيرة معمرة تزرع سنويا للحصول على جذورها الدرنية ذات المحتوى العالي من النشا للحصول على الطاقة وتعتبر غذاء لأكثر من 300 مليون نسمة في العالم. وهي تزرع في اندونيسيا وماليزيا ونيجيريا وزائير وتعد تايلاند اولى الدول المصدرة لمنتجات الكاسافا، حيث تستأثر بـ90 % من التصدير العالي، موضحا ان اصناف الكاسافا عديدة منها اصناف حلوة تستخدم لغذاء الانسان والحيوان واصناف مرة وهي تستخدم لانتاج النشا للاغراض الصناعية ومن الممكن التوسع في زراعة نبات الكاسافا في الاراضي المصرية الجديدة حيث يعطي محصولا كبيرا بأقل التكاليف.
وشدد عبدالجليل علي أهمية تنفيذ مشروعات للتوسع في زراعة نباتات الكاسافا في مشروعات الإستصلاح الجديدة لقدرتها الفائقة علي تحمل التغيرات المناخية وإنخفاض نوعية التربة بسبب ارتفاع معدلات الملوحة بالتربة، فضلا عن تميزها بإنخفاض إحتياجاتها المائية، مشيرا إلي ان أوراق نبات الكاسافا يمكن ان تستخدم كخضار مثل السبانخ والخبيزة للبشر، موضحا إنه يمكن طحنها لتستخدم كعلف للحيوان نظرا لارتفاع نسبة البروتين في الاوراق كما يمكن ان تستخدم الاوراق كذلك كعلف اخضر للحيوانات.
إلي ذلك أعد مركز البحوث الزراعية ممثل في مشروع زراعة الكاسافا تقريرا أعده الدكتور عمرو شمس، إن أنشطة الإنتاج الحيوانى (الطيور والدواجن الأخرى والحيوانات) والتى تعد شريكا اساسيا فى النظم الزراعية المصرية تبدو غائبة بسبب نقص العلف الأخضر والأنواع الأخرى اللازمة لها والتى تعيق عملية التنمية الزراعية فى هذه المناطق، موضحا إن إدخال محصول الكاسافا مفيد ومناسب للتأقلم وموائمة البيئة المصرية والتى من أهمها مقاومة الجفاف وقدرة المحصول مع النمو جيدا فى الأراضى الحدية وقدرتة على مقاومة الحشائش والحشرات والأفات والأمراض.
وأوضح التقرير ان نباتات الكاسافا لها القدرة على النمو فى أراضى فقيرة جدا وحيث كثير من الحشائش لا تستطيع النمو فيها كما ان الكاسافا فى الزراعة التقليدية لا تسمد بأى نوع من الأسمدة. وسوف توفر مصر العملة الصعبة اللازمة لإستيراد علف الحيوان والطيور وتقلل الى حد الكميات المستوردة من القمح وتوفر للعمال غذاء عالى الطاقة كما تقلل البطالة للعمال والعاملات كما ان منتجو القطاع الحيوانى سوف يستفيدون من استخدام اعلاف رخيصة ومفضلة لدى الحيوانات والطيور.
وشدد التقرير علي أن إدخال دقيق الكاسافا فى مخاليط مع القمح فى صناعة الخبز واستخدام النشا المستخرج من درنات الكاسافا فى منتجات الخبز والحلويات وصناعة شراب الجلوكوز، يساهم في إمداد قطاع الصناعة بالمواد الخام لصناعة النشا والجلوكوز للإستخدامات المحلية وأيضا الإستخدامات الأخرى.
وبرر التقرير أهمية زراعة “الكاسافا”، إلي انها تعتبر محصول يحتوي على كمية كبير من النشا حيث تحتوى الجذور على حوالى 25-30% من (الوزن الطازج) . كما تحتوى الأوراق على نسبة مرتفعة من البروتين أكثر من 23% لذا فهى عديدة الاستخدامات، مشيرا إلي ان تقارير منظمة الأغذية والزراعة “فاو” يوزع الانتاج العالمى للكاسافا تبعا لأغراض الاستهلاك المختلفة منها 65% للإستهلاك المحلي، و21% لتغذية الحيوانات، و14% تستخدم في صناعة النشا والصناعات الآخرى ( جلوكوز – البيرة – الكحول)
وأشار “شمس”، إلي إنه يمكن تلخيص استخدامات الكاسافا في 8 فوائد هي أنها :
- تستخدم الجذور الدرنية كغذاء هاما ومصدرا للكربوهيدرات فى مناطق استوائية عديدة.
- تستخدم البذور والأوراق والسيقان فى عمل علائق للحيوان.
- استخلاص النشا الذى له استعمالات عديدة منها.
- يدخل فى صناعة الخبز بعد خلطه بالقمح وقد أمكن انتاج الخبز من دقيق الكاسافا بعد إحلاله جزيئا وخلطه بدقيق القمح بنسب تصل الى 20% حيث أعطي مؤشرا لإمكانية الاحلال.
- غذاء للأطفال لسهولة هضمه (البلدين).
- عمل الفطائر والبسكويت والحلوى.
- صناعة الغراء
ولفت الخبير في زراعة الكاسافا إلي أن مبررات زراعة المحصول فى الأراضى المستصلحة تعود إلي 4 أسباب وهي أنها تجود فى الأراضى محدودة الانتاجية عند زراعتها بمحاصيل الحبوب التقليدية، ولا تحتاج الى كميات كبيرة من الأسمدة، وتتراوح انتاجية الفدان من 12-16 طن درنات، كما يمكن زراعته كعلف للحيوان حيث تصل نسبة البروتين فى أوراقه الى 23% كما يمكن عمل علائق مخلوطة مع سيقان الأرز والقمح.
يأتي ذلك بينما بدأ فريق علمي بمركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة المصرية اجراء الدراسات لادخال نبات الكاسافا كمحصول جديد يصلح لتغذية الانسان والحيوان، وان التجارب التي اجريت حتى الآن اعطت نتائج مبشرة، واثبتت نجاح زراعة الكاسافا في مصر وتشير الى ان نبات الكاسافا يتحمل الظروف البيئية القاسية وينتج محصولا اقتصاديا في الاراضي المجهدة، حيث يكون انتاج المحاصيل الاخرى غير اقتصادي.
إلي ذلك أعد معهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية تقريرا عن إمكانية التوسع في زراعة الكاسافا موضحا ان محصول الكاسافا يمكن ان يسهم في تحقيق الامن الغذائي وسد الفجوة الغذائية في مصر، بصورة مباشرة عن طريق احلاله جزئيا محل دقيق القمح في رغيف الخبز، وان التجارب اثبتت ان نسبة الاحلال يمكن ان تصل الى 15 %، أو بطرق غير مباشرة عن طريق احلال الكاسافا جزئيا أو كليا بدلا من الذرة الصفراء في علائق الحيوان مما يوفر من استيراد القمح والذرة اللازمة لخلطها برغيف الخبز.
وأوضح التقرير ان الجذور الدرنية للكاسافا تمتاز بمحتواها العالي من النشا، حيث تصل النسبة الى 70 و80 % من الوزن الجاف الذي يتراوح ما بين 30 و35 % من الوزن الطازج، كما يدخل مسحوق درنات الكاسافا في صناعة الخبز بعد خلطه بدقيق القمح كما يعتبر هذا النشا غذاء جيداً للاطفال والمسنين لسهولة هضمه ويدخل ايضا في تحضير الفطائر والبسكويت والحلوى والخميرة وكثير من الصناعات مثل الغراء والورق والكحول. كما تعتبر هذه الدرنات مصدرا جيدا للكربوهيدرات ويمكن استخدامها في صورة اقراص جامدة أو رقائق مجففة.