«البومة»: ليست أصلا للتشاؤم وتتميز بأجمل صورة وخدمة للإنسان والإنتاج…. تعرف علي التفاصيل

من الأخطاء الشائعة ان يتم ربط البومة بالتشاؤم أو ربط البوم بالموت والشر وغيرها من الخرافات في العصور القديمة، فقد اعتبرت العديد من الثقافات البوم كعلامة على الموت الوشيك، على سبيل المثال، قيل إن البومة قد توقعت وفاة يوليوس قيصر، كذلك فقد ارتبطوا بالسحرة والكائنات الأخرى الشريرة، ولا تزال العديد من هذه الخرافات حول البوم موجودة ببعض الأماكن، ويتم قتل البوم على أساس هذه المعتقدات .

ولكن حقيقة الامر ان البومة من الطيور المتميزة، وهو ما تؤكده حضارة اليونان القديمة،  حيث كانت البومة الصغيرة رفيقة أثينا، إلهة الحكمة اليونانية، وهو أحد الأسباب التي جعلت البوم يرمز إلى التعلم والمعرفة، وكانت البومة تعتبر حامي الجيوش التي تدخل في الحرب، فإذا رأى الجنود اليونانيون طائر البومة خلال المعركة، أخذوه كعلامة للنصر القادم .

والبوم يمكنها إدارة رأسهم 270 درجة دون التسبب بأي ضرر مادي، تمتلك البومة حول عنقها 14 فقرة على عكس المعتاد حيث تمتلك الطيور العادية سبع فقرات فقط، وهذا يوفر نطاق الحركة للبوم حيث اكتشف العديد من العلماء أن العظام والأوعية الدموية تسمح للبوم بتحويل رؤوسهم إلى هذا الحد دون قطع وصول الدم إلى الدماغ .

العنب من الفاكهة التي تجذب القوارض والفئران، لذلك يلجأ الفلاحون والمزارعون بناء  عش للبوم، لصيد القوارض وحماية البساتين وبهذه الطريقة، تعمل البوم كمكافح طبيعي للآفات، وهي طريقة صديقة للبيئة في مكافحة الآفات ، ولذلك يعد “البوم”  أكثر الطيور مساعدة للمزارعين كمكافح طبيعي للقوارض، بسبب قدرة السمع الحاد لدى البوم فإنهم يتمكنون من الشعور بالفريسة وهي تحت الأرض، وهكذا فإنهم يأكلون الكثير من القوارض، وفي دورة تربية لمدة أربعة أشهر، تأكل عائلة بومة الحظيرة الواحدة أكثر من 3000 من القوارض، في صمت لذلك يطلق عليها المفترس الصامت.

ومن المزايا الخارجة لـ”البوم”، هي سمعه الخارج، حيث ينشط بشكل عام أثناء الليل، وهم يتمتعون بنظام سمعي فريد، على عكس البشر والطيور الأخرى  ولديهم القدرة على سماع الأصوات بشكل أكثر حدة في بعض الترددات، وهذا يتيح لهذا المخلوق الفريد سماع أدنى حركة للفريسة، كما أنهم يمتلكون وجه اسطواني عميق الذي بدوره يعمل مثل طبق الرادار .

وتتميز البومة عن باقي الطيور في طيرانها أنها تطير في صمت تام بدون إحداث صوت، ويرجع السبب في ذلك إلى الخصائص التي يمتلكها ريش البوم، والتي تعمل على تكسير الهواء المتدفق إليها، مما يعمل يجعل من الصعب على من حولها سماعها ، كما أن البومة لا تملك مقلة عين، ولا ترى البومة تحرك عيونها، فعيونها متصلة مباشرة مع الجمجمة ولكنها تحرك رقبتها بشكل مذهل.

ومن اللافت ان البومة تملك  ثلاثة جفون أول جفن لكي ترمش، والثاني للنوم، الثالث لاختلاس النظر، وبومة الحظيرة تأكل ألف فأر كل عام، يستطيع للبوم أن يرى بوضوح لمسافات بعيدة ولكن يعجز عن رؤية الأشياء القريبة، كما أن البومة تعيش في كل القارات عدا القارة القطبية الجنوبية: تفضل العيش بالقرب من المياه الداخلية ومصبات الأنهار، كما أن إناث البوم، أثقل وأكبر وأكثر عدائية من الذكور.