د هاني سويلم يكتب: مستقبلنا إلي اين؟ 

التطور العالمي في الأسواق مذهل من حيث السلع و الخدمات و بالتالي نمط الإستثمار و معطياته … فمثلا نري إليوم وظائف لم نكن نعرفها قبل عدة عقود مثل متخصص سوشيال ميديا أو صيانة موبايل أو تركيب خلايا ضوئية شمسية و غيرهم العديد من الوظائف الأخري …

لقد تغيير نمط الإستثمار و معطياته ليتواكب مع التطور العالمي أو حتي المحلي فمن وجهة نظري الشخصية لم يعد رأس المال يتربع منفردا علي قمة هرم متطلبات الإستثمار..

اكرر هنا مثال شركة“ اوبر“ التي تدير أكبر أسطول سيارات في العالم دون أن تمتلك سيارة واحدة هوخير دليل علي أن المعلومة و البيانات في منافسة علي الصدارة مع رؤوس الأموال كمتحكم في الإستثمار و الإقتصاد و من هنا يتحدث العالم عن إقتصاد المعرفة و مجتمع المعرفة وغيرهم من المصطلحات الجديدة علينا التي يجب ألا نستهين بها و نمر عليها مرور الكرام . فعلينا الاستعانة بالمتخصصين في هذه المجالات (انا لست منهم) لان الامر في تطور مستمر حتي اصبح كل معلومه تساوي نقود فمثلا كل مانفعله عَلِي الانترنت من بحث في جوجل او لايك اوشير علي الفيسبوك يتم الاستفاده منه لتحليل شخصيتك وفهم الكثير عن ما تحب او تكره واعداد عروض المبيعات التي تناسبك حتي دون ان تطلبها اوتبحث عنها وغيرها الكثير من الاستخدامات …

كل هذا  يجعلنا نفكر بشكل مختلف في إعداد الأجيال القادمة من الشباب لا أقول “اعدادهم لسوق العمل” و لكن أفضل أن يكون “اعدادهم لخلق أسواق عمل جديدة” … لماذا؟ …لاننا حاليا لا نعرف الوظائف التي ستستحدث في المستقبل و لا طبيعتها …

حتي الوظائف التقليدية كالمهندس و الطبيب و التاجر و الحرفي و غيرهم لم و لن تبقي كما عرفناها من سنوات فلا توجد إليوم هندسة بالمسطرة حرف T التي كانت رمز المهندس و لم يعد الطبيب بسماعة فقط حتي الميكانيكي بدون معرفة الدمج بين الكهرباء و الميكانيكا و البرمجيات (Mechatronics) لن يستطيع التعامل مع سيارات إليوم ….

لذلك علينا إعداد الجيل الجديد بشكل مختلف و متطور بشكل مستمر..علينا بناء الشخصية و الإهتمام بتركيبتها و ذلك من خلال اكسابهم مهارات الريادة و الإبتكار و التفكير خارج الصندوق و الإبتعاد عن التقليد و الحفظ و لكن الإستنتاج و القدرة على تحليل البيانات للوصول إلي الجديد …

لا أقول أن كل الشباب لابد أن يصبح مبتكرا او صاحب عمل لأننا سنحتاج للمهندس و الطبيب و الموظف و العامل و الحرفي و لكن بمواصفات جديدة متطوره و هذا يعني إن التعليم علي جميع مستوياته لابد أن يكون متطور بشكل مستمر (ديناميكيا) ومستمر بعد التخرج (lifelong learning) علينا أن نعلمهم و ندربهم و نثق أنهم (فقط هم الشباب) من سيفتحوا لنا أسواق وافق جديدة لا نعرفها إليوم .