تعرف علي أخطر سمكة تهدد حياة المصريين والإنتاج في البحر المتوسط
“البالون” و”الأسد” و”السمكة الصخرية” هي أسماك بدأت تغزو البحر الأبيض المتوسط وتشكل خطرا على ثرواته السمكية والإنسان أيضا وخاصة في دول جنوب وشرق المتوسط وخاصة مصر ولبنان.
تُعَدُّ سمكة ” البالون ” أو ” النُّفَّيخة ” من أهم الأسماك الغازية التي دخلت في السنوات الأخيرة إلى مياه حوض البحر الأبيض المتوسط. وتُسمى كذلك لأنها تنتفخ كالبالون إذا أرادت تخويف الكائنات البحرية الأخرى من حولها. وتسمى أيضا ” السمكة الأرنب” بسبب إقدامها على قرض الشِّباك التي تقع فيها بأسنانها التي تشبه أسنان الأرنب.
وتشكل سمكة ” النفيخة” خطرا على الإنسان وعلى البيئة البحرية المتوسطية. فهي تحتوي على مادة سامة قادرة على التسبب في تعطيل الجهاز التنفسي والجهاز العصبي لدى الإنسان بسرعة. بل غالبا ما يؤدي استهلاكها إلى وفاة مَن يأكلها، وحدث ذلك مثلا في مصرولبنان.
وعلاوة على خطرها على الصحة البشرية، فإنها تتغذى بشكل عام على الأسماك الصغيرة وعلى يرقاتها وبالتالي فإنها تنافس الصيادين في رزقهم ومن شأنها الإخلال بالتوازن البيئي البحري في البيئات التي تستوطن فيها. وهو ما بدأ يحصل في حوض البحر الأبيض المتوسط.
والحقيقة أن سمكة ” النفيخة ” أو ” السمكة الأرنب ” تنتمي أصلا إلى بحر الصين والمحيط الهندي حيث تتميز المياه بدفئها. وقد دخلت إلى مياه المتوسط عبر البحر الأحمر شأنها في ذلك شأن “السمكة الصخرية” التي تُعرف بأسماء أخرى في الشرق الأوسط والخليج منها ” الوحر” وفريال” و” أبو اللبن”. وسميت بـ”السمكة الصخرية ” لأن لونها الرمادي أو البني يشبه إلى حد كبير لون صخور السواحل أو البحار.
وإذا كان المحيطان الهادئ والهندي موطن السمكة الصخرية الأصلي، فإنها وجدت في مياه البحر الأحمر الدافئة بيئة فضلى وتجد اليوم في مياه المتوسط موطنا جديدا يساعدها على النمو بسبب ارتفاع معدل درجاته الحرارية بشكل مطرد. وتحتوي أشواكها على سموم قادرة على التسبب في هلاك السباحين الذين تنغرس في أجسادهم.
ونجد أيضا “السمكة الأسد” ضمن قائمة الأسماك التي دخلت مياه المتوسط. وهي في الأصل تعيش في مياه المحيطين الهادئ والهندي. ومن خاصياتها أن ألوان زعانفها المتعددة زاهية تُذكِّر بألوان الاحتفالات الكرنفالية. ولكنها تستخدمها لإبهار الأسماك الأخرى من حولها والإيقاع بها. وليس لديها اليوم في المنطقة المتوسطية كائنات بحرية تتغذى عليها وتساهم بالتالي في الحد من تكاثرها بشكل يسيء إلى التوازن البيئي البحري المتوسطي لا سيما وأنها كثيرة التناسل باعتبار أن الواحدة منها قادرة على وضع 30 ألف بيضة كل أربعة أيام على امتداد فصول السنة. وهي أقل سمّية من “النفيخة“.