د أحمد حسين يكتب: إبتكار نظام جديد لتربية الدواجن تحت الصوب الزراعية
أستاذ تغذية الدواجن- معهد بحوث الإنتاج الحيواني
المزارع المدمجة هى نظام إنتاجى يستفيد من وحده المساحة بأكثر من نشاط إنتاجى ويدمج اكثر من نظام فى نفس الوقت واوصت بتطبيقه الهيئات العالمية مثل منظمة الأغذية والزارعة التابعة للأمم المتحدة “الفاو”.
ومن لا يعرف معلومات عن نصيب المواطن المصري من البروتين الحيوانى، فهو من أهم العناصر الغذائية التى يجب توافرها فى غذاء الإنسان فالحد الغذائي اللازم توافره فى غذاء الإنسان لعمليات النمو والقيام بالأنشطة المختلفة من البروتين الحيوانى يتراوح ما بين 33-40جم/ يوميا فى حين لم يتجاوز نصيب الفرد فى مصر نحو 16جم يوميا .
انعكس هذا النقص على بنية الشاب المصرى الأمر الذى أصبح يمثل قضية أمن قومي خطيرة تمثلت فى تدنى مجاميع القبول فى الكلية الجوية والشرطة بحثا عن الشباب الذى يتمتع بالمواصفات البدنية السليمة . لذلك يجب توفير مصادر للبروتين الحيوانى وتعتبر الدواجن من أهم مصادر توفير البروتين سواء من اللحم او من البيض اللتان ارتفعت أسعارهما بشكل ملحوظ نتيجة إرتفاع مستلزمات الإنتاج مثل الأدوية والأعلاف وأيضا لأحجام المرأة الريفية والمزارع الصغير وصغار المستثمرين عن إنشاء او تخصيص أماكن كحظائر للدواجن حيث يمثل تخصيص ارض كمزرعة والتكلفة العالية لإنشاء مباني أحد أهم هذه المعوقات وحلا لمشكلة توفر المبانى والارض.
نعرض اليوم ابتكارا جديدا يخدم الإنتاج الداجني في مصر هو تربية دجاج اللحم فى الصوب الزراعية العادية التى تستخدم أساسا من اجل زراعة الخضراوات والورود فى خلال فصل الشتاء أى فى غير الموسم الطبيعى وتتكون هذه الصوب من الاتى:
1-هيكل معدنى على شكل نصف دائرة يتمثل بصفة اساسية فى إنصاف الدوائر
2-وصلات معدنية ترتبط بإنصاف الدوائر
3-مادة بلاستيكية على هيئة لفات أو رولات “بكر”.
ولقد تم استخدام الصوبة بالفعل فى تربية دجاج التسمين بعد إدخال بعض التعديلات والإضافات حتى تصبح الصوبة مهيأة لاستقبال الطيور ولن تغير التعديلات من الشكل الاساسى لهذه الصوب وحتى انه يمكن إستخدامها فى زراعة الخضر بعد انتهاء دورة التسمين .
أهم التعديلات الواجب إضافتها عند تربية الدجاج فى الصوب الزراعية: –
- تضاف كميات زائدة من الاتربة على طول أطراف الصوبة فوق اطراف البلاستيك وذلك لزيادة تقوية الصوبة
- نضع سلك معدنى على طول الصوبة وفوق اطراف البلاستيك كل واحد متر فيكون لدينا خطوط طولية ثم نضع خطوطا عرضية فوق الجسور المعدنية بهذا تتكون شبكة من الاسلاك تمنع اقتلاع الصوبة فى حال حدوث عواصف او رياح
- للحماية من تسرب المياه الى داخل الصوبة يحفر خندق بعرض 30سنتيمترا وعمق 50سنتيمترا حول الصوبة الزراعية ويتم توسيع هذا الخندق وتعميقه فى الاماكن المتوقع حدوث تسرب للمياه منها.
وبذلك يكون تم توفير الحماية الجيدة للصوبة الزراعية و التى يتم تحويلها لتربية الدواجن فى
حاله سقوط الامطار الغزيرة او الرياح الشديدة خاصة فى مناطق الساحل الشمالى والدلتا .
تجهيز الصوبة من الداخل لاستقبال الطيور :-
- يتم اولا تسوية الارض بمعنى عدم وجود ميول الى اى جهه من الجهات وايضا تكون الارض خالية من الحفر ويجب الانتباه جيدا لهذه النقطة ففى حالة كانت الارض غير مستوية
وينتشر بها الحفر فسيؤدى ذلك الى تجمع الفرشة (النشارة –التبن) فى المناطق الاكثر انخفاضا كما يؤثر على ارجل الطيور وانتظام وضع المساقى والمعالف على ارضية الصوبة
- بعد تسوية الارض باتقان والتاكد من عدم حدوث ميول بها تمدد طبقة من البلاستيك على الارض و الافضل وضع طبقتين بسمك مناسب وهذا يشكل غطاء بهدف عزل الفرشة المستعملة تحت الدواجن سواء كانت نشارة خشب او تبن عن رطوبة التربة ويمنع انتقالها للطيور
- تبنى غرفة الخدمة والتى يوضع فيها العلف والميزان وبعض الاغراض الاخرى التى تلزم تربية الدواجن حيث يصنع حاجز عرضى من البلاستيك المستعمل على بعد ثلاثة امتار من باب الدخول الى الصوبة ويثبت هذا الحاجز بدقة ويفتح فية مدخل الى داخل العنبر
- يتم بعد ذلك توزيع المعالف والمساقى داخل الحظيرة على أساس عدد الطيور التى تسمح مساحة الصوبة بالتربية فيها (كل متر مربع يسع 10 طائر تسمين ) ويمكن ايضا تركيب معالف الية ( الاتوماتيكى ) ويمكن ان يكون على خط واحد اوخطين وذلك تبعا لمساحة الصوبة المستخدمة وعدد الطيور المرباة وفى حالة استخدام خزان للعلف يجب صب ارضية له على مساحة خزان العلف فقط بسمك 10سم ويمكن ازالتها بسهولة بعد الانتهاء من دورة التربية اما بالنسبة الى المشارب الاتوماتيكية فعند تركيبها يجب الانتباه الى ان يكون خزان المياة المستعمل بارتفاع اربعة امتار عن الارض والهدف من ذلك توفير الضغط الكافى لدفع المياة داخل الانابيب
- الغطاء البلاستيك للصوبة يتصل بالارض بزاوية مائلة وعلية تكون زوايا وجوانب الصوبة مائلة وليست قائمة كما هو الحال فى الحظائر العادية فيجب وضع شريحة من البلاستيك بسمك مليمتر واحد وبارتفاع لا يقل عن 50 سنتمترا (50سم) على طول جانبى الصوبة و بذلك نتجنب احتمال تجمع الطيور فى هذه الزويا وبالتالي احتمال نفوقها
- الإضاءة داخل الصوبة عبارة عن تركيب خطين من اللمبات متوازيين بحيث توفر ضوء قدرة (2وات لكل متر مربع من الصوبة ) على ان تكون اللمبات بارتفاع متريين عن سطح الارض وقوة اللمبة الواحدة 60وات ويجب إزالة اية اضواء خارجية للصوبة لان الطيور ستتجمع فى المكان المضاء ويحدث تزاحم وبالتالي يزداد احتمال النفوق وفى حاله تعذر ازالة
الضوء الخارجى تسدل ليلا ستائر من الخيش على جانبى الصوبة لمنع مرور الضوء من الغطاء الشفاف للصوبة للدواجن .ولحجب اشعة الشمس المباشرة عن الطيور ولتقليل حالات ظهور نقط من بخار الماء المتكثف على السطح الداخلي البلاستيكى لسقف الصوبة وتجنب تساقط نقط بخار المياه على الفرشة والدواجن توضع ستارة علوية من الخيش بعرض سقف الصوبة و على ارتفاع 250سم وعلى طول الصوبة مع ملاحظة ابعادها عن السخانات مسافة كافية لتفادى نشوب حريق.
- للتهوية توضع مراوح أضافية على جانى الصوبة بحيث يكون فى كل 20متر ا مروحة بقطر 50سم على كل جانب ويتم استخدامها فى حالة ارتفاع درجة الحرارة داخل الصوبة فى حالة اذا كانت الصوبة بدون فتحات جانبية
- يتم تذويد الصوبة بالدفايات المناسبة لعدد الطيور المربى تبعا لمساحة الصوبة.
- ايضا يتم تذويد الصوبة بعدد من الترمومترات لقياس درجة الحرارة فوق ظهر الكتكوت وفى جو العنبر.
- وعلى هذا النحو تكون الصوبة جاهزة للتعقيم ويمكن استخدام انواع مختلفة من المعقمات
وتستخدم المعقمات بتركيز 50سم لكل 10لترماء /متر مكعب بواسطة جهاز رش ويتم تعقيم الجدران والارضية ثم نستعمل معقم اخر بالتركيز السابق وذلك بعد مرور 24ساعة من التعقيم الاول وبعد مرور 24ساعة من التعقيم الثانى نستعمل معقم اخر. و يفضل التبخير بواسطة الفورمالين و البرمنجنات وذلك بنسبة 2 كجم فورمالين الى 1كجم برمنجنات لكل 100 م2 من حجم الصوبة وتترك بعدها الصوبة مغلقة لمدة ثلاثة ايام ثم تفتح وتشغل المراوح اوتفتح الشبابيك بهدف تهوية الصوبة جيدا
- نقوم بعد ذلك بوضع الفرشة وتكون اما من التبن او نشارة الخشب او اى مادة اخرى يصلح استخدامها كفرشة للدواجن ويجب الايقل سمك الفرشة عن 20سم حتى نبعد الطائر بقدر الامكان عن رطوبة التربة
- وبذلك تكون الصوبة جاهزة لاستقبال الكتاكيت ويتم تربيتها كما هومتبع فى الحظائر العادية.
ولقد تم استخدام هذه الطريقة بنجاح وكانت نسبة النفوق خلال فترة التربية عادية بمقارنتها بالمزارع الاخرى التقليدية وايضا بالنسبة لاستهلاك العلف ووزن الطيور وايضا من مميزات هذة الطريقة التوفير فى الطاقة حيث يكون الفقد الحرارى فى حالة استعمال الصوب اقل بكثير بالمقارنة بالعنابر التقليدية وهناك بعد اقتصادى اخر حيث يمكن استخدام صوبتين بدلا من واحدة حيث يمكن تربية 20 كتكوت فى المتر المربع فى الاسبوعيين الاوليين فى الصوبة الاولى ثم بعد فترة التحضين ننقل نصف العدد الى الصوبة الثانية وبذلك يصبح هناك 10 طائر فى المتر المربع ويؤدى هذا الاسلوب الى خفض تكلفة الحضانة بشكل كبير .
وبعد فان هذه الطريقة تؤدى الى إزالة معوق هام عند بداية اقامة مشروع للدواجن يتمثل فى المبانى والارض كما تؤدى الى زيادة الاستفادة من الصوب الزراعية المنتجة للخضر كما تتيح للمراة الريفية او المزارع الصغير او شباب الخرجيين فرصة جيدة لبداية مشروع للدواجن يسهم فى زيادة مصادر البروتين الحيوانى مما يؤدى الى بنية جيدة للأطفال وللشباب من اجل عزة ورخاء مصرنا العزيزة .