الأخبارالاقتصادالانتاج

تقرير…إختفاء الموز الأخضر والاصفر والبديل “الأحمر” و”الارجواني”

زراعة الموز بدأت تاريخيا في جنوب شرق آسيا، ثم وجد طريقه إلى أفريقيا قبل 3 آلاف إلى 6 آلاف عام، حيث أصبح طعاما رئيسيا. وفي النهاية، انتقلت أشجار الموز أيضا إلى الأميركيتين، ولكنه لم يكن بالصورة الحالية للموز المتداول في الأسواق ذو اللون الأخضر المتحول إلي اللون الأصفر عند اكتمال إعداده للتسويق  أو ما يطلق عليه موز الـ”كافنديش، والذي لم يعرفه العالم إلا في خمسينيات القرن الماضي، ويسيطر علي 99% من التجارة الدولية للموز، ويتعرض للتهديد بالإختفاء بسبب ظهور عدد من الامراض التي ستؤدي إلي إختفاءه.

ويسلط هذا التهديد الضوء على ضعف التجارة العالمية للموز، القائمة على إنتاج واسع لنوع واحد من الفاكهة، والتنوع بإنتاج أنواع أخرى من الموز ربما تكون أكثر مقاومة للمرض وربما تناسب بصورة أفضل بيئات مختلفة.

يأتي معظم الموز الذي يتم بيعه في أسواق الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا من أميركا اللاتينية. ويشكّل الموز طعاما رئيسيا لنحو 400 مليون شخص ويتناوله نحو مليار شخص حول العالم، حيث يعد الموز من أكثر أنواع الفاكهة استهلاكا في العالم، وله فوائد صحية كثيرة، حيث يحتوي على ثلاثة أنواع من السكر الطبيعي، كما يحتوي على 6 فيتامينات، و11 من المعادن

ورغم ذلك، فإن تنوع الموز ليس واضحا لمعظم الناس في الدول المتقدمة، لأن أكثر من 99 % من سوق الموز يهيمن عليه صنف واحد، وهو النوع الذي يحمل اسم “كافنديش” وهو حلو المذاق ودون بذور وهو الموز الأصفر المميز، ويوجد في العالم أكثر من 1500 صنفا من الموز،

وإضافة إلى ذلك، فإن نحو ألف صنف محفوظة في إجراء يُدعى الحفظ بالتبريد، يتم فيه حفظ الخلايا الجذعية مجمدة في نيتروجين سائل في درجة حرارة سالب 196 درجة مئوية.

يقول روني سوينن، رئيس مختبر الجامعة لتطوير المحاصيل الاستوائية بجامعة لوفن البلجيكية، “من يعرف، إذا كانت هذه المجموعة موجودة في خمسينات القرن الماضي، ربما كنا نأكل حاليا نوعا آخر من الموز، وربما العديد من أنواع الموز”، مضيفا “نعتقد أن هناك الموز الحلو فقط، ولكن هناك الكثير من الأصناف”.

وتضم المجموعة نباتات موز يمكنها أن تنتج ثمارا بقشرة حمراء وقلب برتقالي، أو في حجم التين بقشر صلب أرجواني إلى بني. وهناك أيضا موز للطهي، نشوي وأقل حلاوة؛ وموز مُسْكِر؛ وأنواع من الموز الأكثر حلاوة.

وفي الواقع، لعب التدخل البشري دورا كبيرا في حفظ تنوع الموز الموجود حاليا، فالإنسان زرع البعض من أنواع الموز قبل سبعة آلاف عام.

تقول إينيس فان دين هوي، أمينة المركز الذي يحتوي على أكبر مجوعة من البلازما الجرثومية للموز بجامعة لوفن البلجيكية إن “السلسلة الكاملة مبنية على كافنديش. او الموز الأخضر.

وتضيف، أن نوع “كافنديش هو نوع عملي جدا، متماسك ومتراص ومن ثم يمكن تعبئته وشحنه بسهولة، ويمكن إنضاجه اصطناعيا بالإيثيلين، وبالتالي يمكن حصاده وهو لا يزال أخضر؛ وطعمه الحلو محبوب في أنحاء دول العالم.

وبدأ إنتاج هذا النوع في أواخر خمسينات القرن الماضي، بعد دمار النوع الذي كان مفضلا في السابق “غروس ميشال” نتيجة آفة الذبول الناجمة عن فطر الفيوزاريوم، والتي كان يطلق عليه اسم مرض بنما. وربما يواجه كافنديش الآن نفس المصير بعد ظهور سلالة جديدة للفطر تدمر النباتات في مناطق من آسيا وموزمبيق. ويخشى كثيرون من أنه قد ينتشر على مستوى العالم ويمحو الكافنديش.

إلا أن سوينن يقول إنه لا يوجد مبرر للذعر، مضيفا، “الموز ليس معرّضا للخطر ولن تدمر الآفة الموز.. هذا ليس صحيحا”، وأشار إلى أنه يمكن السيطرة على المرض من خلال الحجر الصحي والتدابير الوقائية، مضيفا إن الأنواع الموجودة في مختبرات الجامعة متوفرة لمن يريد زراعة أصناف أخرى من الموز، كما يمكن تقديم الخبرة لإنتاج فاكهة بجودة عالية.

وتبحث شركات الموز الكبرى عن بدائل جديدة للكافنديش، إلا أن اختبار أنواع جديدة من الموز قد يستغرق سنوات، كما أن الاحتمال يظل قائما بأن المستهلكين، الذين اعتادوا على نوع واحد من الموز، قد لا يحبون المنتج الجديد.

يقول زافير روسل، نائب رئيس التسويق والاستدامة في شركة “دولي”، وهي من أكبر منتجي الموز، إن الشركة تقوم بتسويق موز الجنة والموز الأحمر والموز صغير الحجم والمانزانوس، إضافة إلى الكافنديش.

وأضاف، “لقد نجحنا بالفعل في جلب بدائل كافنديش للسوق ونواصل باستمرار استكشاف خيارات جديدة.

تجدر الإشارة إلى أن مجموعة جامعة لوفن تخضع لرعاية منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، وتديرها منظمة “بيوفرزيتي إنترناشونال” (المنظمة الدولية للتنوع البيولوجي)، وهي منظمة دولية للبحوث الزراعية غير هادفة للربح.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى