د حسام مغازي يكتب: بحيرات مصر …. آمن مصر الغذائي “بحيرة البرلس 3”
وزير الموارد المائية والري السابق
رئيس قسم هندسة الري والهيدروليكا – هندسة الأسكندرية
تقع بحيرة البرلس في نطاق محافظة محافظة كفر الشيخ وتعد ثاني أكبر البحيرات الطبيعية في مصر بعد بحيرة المنزلة وهذا الأسم يرجع إلي حكم الرومان حيث سميت بحيرة (بارالوس) حينذاك ، وتبلغ مساحتها حوالي 120 ألف فدان وهي من البحيرات الضحلة ويتراوح عمق المياه فيها 0.60 إلي 1.6 متر وتزداد ضحالتها في الناحية الشرقية ، ويبلغ إنتاجها 87 % من إجمالي أنتاج محافظة كفر الشيخ من الأسماك.
وتتصل البحيرة والبحر المتوسط من خلال بوغاز البرلس ، وتتصل بنهر النيل عبر قناة برمبال. وتتغذي البحيرة من خلال عدد 6 مصارف رئيسية و أخري فرعية تزودها بالماء العذب ، وقد أصبحت بيئة صالحة لنمو وتكاثر الأسماك البحرية والنيلية وعانت البحيرة كثيراً من أعمال الردم وإقامة مزارع سميكة غير مرخصة وعانت أيضاً من وجود بؤر للخارجين عن القانون تختفي داخل النمو الهائل للبوص.
وتتعرض البحيرة أيضاً للصيد الجائر وصيد زريعة الأسماك الداخلة للبحيرة من البحر. كل هذه المشاكل أدت إلي تغير هائل في حالة البحيرة البيولوجية وتناقص مساحتها إلي أن وصلت إلي حوالي 75 ألف فدان نتيجة تجفيف أجزاء منها وتحويلها لأراضي زراعية وأراضي للبناء ، وتدهور نوعية مياهه نظراً لما تحملة مياه المصارف الزراعية بمخلفات الصرف الصناعي والصحي الغير معالج لبعض القري.
وزادت كمية مياه الصرف الزراعي الواردة للبحيرة إلي حوالي 500 مليون متر مكعب يومياً. ومع قلة مياه البحر الداخلة وزيادة كميات مياه الصرف الزراعي تغيرت ملوحة مياه البحيرة لتصبح عذبة تقريباً حيث أن مستوي المياه في البحيرة أعلي من نظيره في البحر معظم العام مما أدي لأنتشار نبات الغاب والبوصي و سبب مشاكل لصائدي الأسماك وزيادة نسبة السمك البلطي علي حساب الأسماك البورية.
وتعتبر بحيرة البرلس من أقل البحيرات تلوثاً بعد البردويل وكمية الأملاح الثقيلة في البحيرة عند معدلها الطبيعي. وتعتبر البحيرة من أهم البحيرات علي المستويين القومي والدولي حيث أنها مآوي للطيور المهاجرة من أوروبا ومدرجة ضمن أتفاقية رامسار الدولية كأحدي الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية ومن ثم فهي ذات بعد سياحي مميز. في عام 1998 أصدر الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء الأسبق إعلان بحيرة البرلس كمحمية طبيعية نظراً لموقعها الفريد لتكاثر الطيور المائية وتمثل أحد المسالك الرئيسية لهجرة الطيور.
ويبلغ عدد الصيادين المرخص لهم بالصيد في البحيرة حوالي 21 ألف صياد وحوالي 5000 مركب شراعي ومن أهم الأسماك البوري – القاروص – اللوت – البلطي.
ومن هنا كان من الضروري وضع رؤية خاصة لأدارة البحيرة بعد تحديد أهم المشاكل التي سبق شرحها من خلال محاولة أستعادة مستوي ملوحة مياه البحيرة . وتحسين الجوانب الأقتصادية والأجتماعية للأفراد المقيمين وتطهير البحيرة من ورد النيل الذي يستهلك الأكسجين الذائب في المياه مما يهدد حياه الأسماك والكائنات المائية. ويوجد لدي جهاز التخطيط العمراني التابع لوزارة الأسكان رؤية جيدة للأستخدام الأمثل للبحيرة من ناحية التخطيط السياحي والعمراني للمناطق حول البحيرة ويمكن اللجوء إليه كنواه لنهضة البحيرة ، وقد تم في الآونة الأخيرة جهودات ضخمة لإزالة البوص والترسبات من البحيرة لم تتم من قبل علي مدار العهود الماضية أثناء فترة تولي المهندس إبراهيم محلب رئاسة مجلس الوزراء.
ولتخفيف تلوث بحيرة البرلس الوارد إليها من المصارف يقترح عمل مصرف محيط لأستقبال مياه المصارف وتحويلة بعيداً عن البحيرة إلي البحر المتوسط مع تخفيف تلوث هذه المصارف بالتوسع في شبكة الصرف الصحي بالقري المحيطة لهذه المصارف. ويتميز هذا المقترح بتسهيل دخول مياه البحر المالحة إلي البحيرة كسابق عهدها وإتاحه دخول المزيد من الأسماك الفاخرة التي هجرتها سابقاً جراء دخول مياه المصارف الزراعية ، كما يقترح أيضاً إضافه فتحة أو أكثر تربط البحر بالبحيرة (بوغاز) لتجديد مياه البحر وزيادة الداخل إلي البحيرة.
حفظ الله مصر وشعبها ونيلها من كل سوء