أخطر تقرير دولي: إنخفاض الحيوانات والطيور البرية والبحرية يهدد الزراعة في المنطقة العربية
لايزال كثيرون لا يدركون حتى الآن أثر انخفاض عدد مهم من الحيوانات البرية والبحرية في مناطق بعيدة عنهم بشكل سلبي على حياتهم اليومية. ومع ذلك فإن الأبحاث العلمية والتجارب الميدانية تؤكد يوما بعد آخر مثل هذه التبعات.
وإذا كانت المنطقة العربية ممرا مهما من الممرات التي تسلكها الطيور المهاجرة على امتداد فصول السنة، فإنه لوحظ أن انخفاض هذه الطيور انعكس مثلا سلبا على المحاصيل الزراعية لأن كثيرا من هذه الطيور تعيش على حشرات وحيوانات مضرة بالمزروعات.
ولو توقفنا مثلا عند المخاطر التي تهدد اليوم القروش في بحار العالم ومحيطاته، لرينا أن تبعاتها الصحية والاقتصادية والاجتماعية السلبية مهمة في المنطقة العربية. فالمعروف أن قناديل البحر عنصر مهم في الوجبة الغذائية لدى القروش. ولكن صيد صغار القروش بشكل جائر وغير مشروع في عدة بحار ومحيطات لصنع حساء منها يُعتقد أنه منشط جنسي في بلدان جنوب شرقي آسيا بشكل خاص ساهم إلى حد كبير في انخفاض أعداد هذه القروش وتزايد قناديل البحر بشكل مهول وعلى نحو أصبح يهدد الصحة البشرية وأوضاع شرائح كثيرة من الناس تعيش على الحركة السياحية في الشواطئ العربية.
وثبت أيضا أن تدهور الأوضاع السكنية والمعيشية بالنسبة إلى الخفافيش في المنطقة العربية وفي مناطق أخرى انعكس سلبا على عملية تكاثرها وبالتالي انعكس سلبا على الخدمات المجانية التي تقوم بها الخفافيش لفائدة الناس. ومن هذه الخدمات التهامُ كميات كبيرة من البعوض الذي ينغص حياة سكان كثير من الأحياء السكنية في المناطق الحضرية والريفية لاسيما خلال الفترة الليلة في فصل الصيف.
ولأن الثروات البحرية العربية كانت تمثل قطاعا واعدا يمكن تطويره لمصلحة التنمية المستدامة في المنطقة العربية، فإنه تأكد مثلا أن صيد الأسماك بشكل جائر أو غير شرعي في مناطق بعيدة كثيرة عن المنطقة العربية أدى إلى تكثيف نشاط الصيد قرب السواحل العربية من قِبل أطراف غير عربية مما أثر سلبا في الثروة السمكية العربية من جهة وفي أوضاع الصيادين العرب الذين يمارسون أنشطتهم بطرق تقليدية، من جهة أخرى.