الأخبارالانتاجبحوث ومنظمات

الزراعة المائية في الأردن…تختصر الزمن وتتميز بالجودة وتوفر 60% من المياه

مبادرة “الزراعة بدون تربة” الأردنية تعتمد تتميز بأنها تتبني منظومة لإنتاج شتلات الخيار  كل 19 يوما على أبعد تقدير، بينما تحتاج الزراعة التقليدية لنحو 30 يوما، علاوة على التوفير في العمالة الزراعية، والتقليل من استخدام المبيدات.
وتسعى الأردن من خلال هذه المبادرة إلى تعريف المجتمع بفوائد الزراعة المائية وضرورة إتباعها للحد من شح المياه، من خلال عقد ورش تدريبية نظرية وعملية في هذا المجال، لتدريب أفراد المجتمع المحلي عليها، ولن نجني الأرباح في البداية إلا بعد تعميم تجربتنا”.
وحول الظروف المناخية للزراعة المائية في البيوت البلاستيكية، فهي تعتمد علي الحصول على عملية تمثيل ضوئية مثلى عبر إدارة عملية التنفس المزروعات والتحكم بها، يعد ركيزة أساسية لتأمين الظروف المناخية الملائمة للزراعة المائية ما يمنح أكبر كمية من الإنتاج، مع ضرورة دراسة الظروف البيئية للمحصول قبل زراعته.
“لسلامة الإنتاج وضمان كثافته نتحكم عبر منافذ التهوية بدرجة الحرارة ونسبة الرطوبة داخل البيوت البلاستيكية مع مراعاة التوازن ما بين النمو الخضري والثمري للمزروعات”، مشيرة إلى وجود علاقة متينة بين المحصول ونموه، وبين معدل درجة حرارة البيوت البلاستيكية.
ومبادرة “الزراعة بدون تربة” اطلقها مشروع تعزيز دور الشباب بالقضايا البيئية في المفرق والرمثا، وتنفذه الجمعية العلمية الملكية بدعم من السفارة الأميركية، وفق ما تقول مديرة المشروع في الجمعية العلمية الملكية رنا عارضة.
عارضة توضح، أن فكرة المبادرة وخطتها جاءت بالكامل من فريق شبابي يضم 6 أشخاص متحمسين للعمل والريادة، لتترجم الفكرة إلى واقع يعد يحمل في طياته قصة متميزة من مشاريعنا، وتقول “إن الفريق يمثل أنموذجا حقيقيا في ريادة الأعمال والاعتماد على الذات”.
تقول عارضة إن فريق المبادرة كان مذهلا في تصميمه على إنجاحها، على الرغم من عدم وجود الخبرة الفنية اللازمة لديهم قبل تدشينها، إلا أن الجمعية وفرت لهم دعما فنيا إلى جانب الدعم المادي، كبناء قدراتهم، وتدريبهم على إدارة أنظمة الزراعة المائية، وإعداد المحاليل المغذية، وأوقات الري وطرقها.
وتتابع “الفريق أبدى قدرا عاليا من المسؤولية مواصلا الليل بالنهار” مشيرة إلى أنهم لم يدخروا جهدا ولا مالا في سبي إنجاز طموحهم ليكلل إنجازهم بالنجاح.
تؤكد عارضة على أن الجمعية العلمية الملكية مستمرة في سعيها نحو تعزيز دور المجتمع المدني في التصدي للتحديات البيئية عبر زيادى وتفعيل مشاركة الشباب، وتسخير طاقاتهم لخدمة مجتمعاته.

أحمد مياس مزارع أردني بدأ مشروعه الريادي للزراعة المائية، في صوبتين من البلاستيك في منطقة “الرمثا ” الأردنية، بعد أن عاد من هولندا التي تنشر فيها الزراعة المائية، ليستقر في الرمثا نهائيا، بعد نجاح مشروعه الذي يدر دخلا ممتازا ويوفر فرص عمل وتلقى تقنيته رواجا منقطع النظير في المجتمع المحلي.
ويحتوي البيتان البلاستيكيان على 1300 شتلة خيار يتوقع أن يصل إنتاجها اليومي خلال بضعة أشهر إلى نحو 100 كغم، وفق مياس الذي يقول إنهم لمسوا نجاحا واضحا في زراعة الخيار مائيا ما دفعهم لوضع خطوط عريضة لتوسيع المبادرة قريبا، وتدشين مزارع مائية للفراولة والبندورة، ويشدد “نحن سنتطور، ونوسع مشروعنا، ولن نقف عند هذا الحد”.

يقول احمد مياس ، أن طريقة الزراعة المائية هذه تتجاوز معضلة شح مياه واستخدام التراب والحاجة لتنظيف محيط المزروعات من الأعشاب الطفيلية، موضحا أن الزراعة المائية تعد طريقة ناجعة لمواجهة معضلة شح المياه، خصوصا في الاردن بصفته ثاني أفقر دولة بالعالم في حصة الفرد من المياه.

 وأضاف مياس هذه التقنية توفر كمية المياه المستخدمة في ري المزروعات التقليدية بنسبة تصل إلى 60 في المائة، وتلغي دور التربة كحاضنة زراعيةمستغربا محدودية مشاريع الزراعة المائية، مضيفا “يبدو أن هذه الفكرة(الزراعة المائية) لم تحضر في أذهان مزارعين كثر في محافظات الشمال، بينما هي الأكثر رواجا بين نظرائهم الهولنديين الذين يستخدمونها منذ سنوات كونها الأنجح بالنسبة لهم”،

 وأوضح مياس “هذا ما دفعني لأكون أكثر إلحاحا في ترجمة الفكرة على أرض الواقع”، مشيرا إلي أن مبادتة بدأت بفكرة فخطة واضحة المعالم، وقدمت للجمعية العلمية الملكية، التي أدركت أهميتها، وقررت تنفيذها، ليستفيد منها اليوم 4 فتيات وشابان، ضمن مشروع تعزيز دور الشباب بالقضايا البيئية في الرمثا والمفرق، مشيرا إلى أنه قبيل تنفيذ المبادرة، أقنع الفريق بزراعة الخيار وفق الزراعة المائية ولاقى اقتراحه ترحابا منهم، واستكملوا تنفيذها، لترى مبادرة “الزراعة بدون تربة” النور في شهر أيلول المنصرم.
يعرض مياس، آلية ري المزروعات بالزراعة المائية “تأخذ المزروعات حاجتها من مياه الخزان التي تعبر إلى الجذور عبر وسيط صلب غير عضوي مكون من حجارة التوف البركانية، تحفظ الرطوبة ولا تمتص المياه، وتعد بديلا عن التراب، ومن ثم يعاد تكرارها أسفل المزروعات بواسطة أنانيب خاصة، وتعود أخيرا معظم المياه إلى الخزان من جديد، وهي دورة متكاملة تحقق وفرا من المياه”.
ويضيف “أن دورنا بات محصورا الآن بسلامة تفقد تدفق المياه إلى المزروعات بين الحين والآخر، فكل شيء يسير وفق نظام آلي، فلا شح مياه بعد اليوم، ولا حاجة للتراب أو التعشيب حول المزروعات”،وبدهشة يضيف مياس “لم أتخيل يوما أن تساؤلات أفراد المجتمع المحلي في الرمثا ستكون بهذا الحجم عن الزراعة المائية، فهم باتوا يسألونني يوميا باهتمام عن أدق تفاصيلها وجدواها”.
ولفت إلي “إن الزراعة المائية تعد شكلا من أشكال الزراعة بدون تربة عبر تنمية الماء كوسيط أساسي لنمو المزروعات ممزوجا بأسمدة تعزز قدرتها على النمو بشكل طبيعي” موضحا “أن تكنولوجيا الزراعة المائية على اختلاف طرقها توفر المياه والأسمدة، وتوجد فرص عمل، ومردودا ماديا، وبيئة ملائمة للتدريب والبحث والتطوير”.

وأضاف المزارع الاردني “أراقب باستمرار المزروعات والمحاصيل للحيلولة دون ظهور أي أمراض فطرية أو سمية ناتجة عن زيادة تركيز بعض العناصر الغذائية”، فيما تشير إلى ضرورة إزالة أي شتلة تصاب بأعفان “حتى لا ينتقل إلى باقي الشتلات وبالتالي خسارة المحصول”، كما يمكن اللجوء لبعض المبيدات الفطرية عند الحاجة.
يعمل الفريق وفق المزارع الاردني، على تحقيق هدف رئيس إلى جانب الحد من شح المياه، ألا وهو تعريف المجتمع المحلي والمزارعين بأهمية استخدام التقنيات الحديثة لترشيد استهلاك المياه.

 

 

Back to top button