محمود فوزي عطا يكتب: وجوه الإخوان وإمامهم

للمرة الثالثة أقرأ كتاب الصديق الكاتب محمود جابر والمعنون بـ”الإخوان يغتالون إمامهم” والذى تناول فيه قضية انحراف الجماعة عن مبادئ البنا وأهمها رفضه لفكرة الحزب والتحزب واعتبارها من المحرمات وأن العمل السياسى والانخراط فى دهاليزه يعد من الممنوعات المحرمة.

ويعتبر جابر أن انخراط الجماعة فى العمل السياسى ورسم الخطط التى تستهدف وصولهم الى سدة حكم مصر هى مخالفة صريحة لتعليمات البنا المؤسس الاول للجماعة.

وإعتبرت الجماعة ذلك أمرا طبيعيا طالما أن البنا أوصى بذلك أى إعتبرت ان الجماعة تخالف إمامها وبعد ما يقرب من عشر سنوات أعيد قراءة الكتاب مؤمنا بفكرة أن إعادة القراءة لكتاب ما بعدفترة فيها من الإفادة ممايجعلنى لا أتبنى فكرة واحدة وقد أراجع كافة أفكارى وقناعاتي الناجمة عن القراءة الأولى وهو ما حدث بالفعل.

لماذا؟

لان البنا كتب ذلك موصيا شيعته بعدم الانخراط فى العمل السياسى او الحزبى فى فترة توهج العمل السياسى إبان الاحتلال البريطانى لمصر وأن تكوين جماعة سياسية سواء كانت فى إطار حزبى أو غير ذلك هو أمر بالقطع ضد مصالح الإنجليز الذين جاءوا بالبنا ليحقق لهم جزء من مخططاتهم الاستعمارية فى لهو الشعب بمشكلات بعيدة عن السياسة والبحث عن الخلاص في الآخرة ودخول جنات النعيم وذلك يتحقق ببناء الفرد المسلم ثم الأسرة ثم المجتمع المسلم وأن جماعته هى جماعة دعوية فقط تدعوا الي الحق وما عداها باطل …..

“حسن البنا” هنا يلعب سياسة وليس دين كما أنه لم يوظف الدين فى السياسة فحسب بل وظفه في الخيانة وأن سيد قطب المجدد فى الفكر الإخواني معلنا أن القوة والقتل والتكفير هم أسلحة شرعية لتحقيق أهداف المؤسس الأول هو في حقيقة الأمر إمتداد طبيعي لأفكار البنا فلم يكن المؤسس ملائكي والمجدد شيطان لكن كلاهما يلعبان سياسة بقوة السلاح وسطوة الدين وماشاهدته مصر في السنوات القليلة الماضية يؤكد أن الجماعة لم تغتال إمامها فهم وإمامهم يخدعون ويقتلون وينهبون ويتآمرون من أجل السلطة …وللحديث بقية