>>دراسة علمية تؤكد ان التماسيح ليست سببا في تدني الانتاج السمكي ببحيرة ناصر
شهدت السنوات الأخيرة جدلا كبيرا حول تزايد أعداد التماسيح فى بحيرة ناصر خاصة فى المنطقة الجنوبية للبحيرة، وأنها تهاجم الصيادين، وتمزق شباك الصيد، بالإضافة إلى أنها تستهلك كميات كبيرة من الأسماك، وأنها السبب الرئيسي فى تدهور إنتاج البحيرة.
اقترح البعض أنه لابد من التخلص منها وإبادتها من البحيرة لذلك تم إعداد هذه الدراسة الاستكشافية من أجل كشف الغموض عن جوانبها المختلفة، وإمكانية الاستفادة منها كمجال استثمارى واعد فى مصر أسوة بالدول الرائدة فى هذا المجال.
لكن المفأجاة كانت لدراسة علمية في كلية تكنولوجيا المصايد والأسماك بجامعة أسوان حيث أكدت أن التماسيح ليست هي السبب الرئيسي فى تدني الإنتاج السمكى في بحيرة ناصر كما يشاع لانها لا تستهلك كميات كبيرة من الاسماك كما يشاع .
وكشفت الدراسة الاستكشافية التي أجراها الدكتور محمد شوقي القطان في كلية تكنولوجيا المصايد والأسماك جامعة أسوان عن الوضع الراهن للتماسيح فى بحيرة ناصر وأثرها على المخزون السمكي عن أن الغالبية العظمي من التماسيح ذات أحجام صغيرة ويبلغ عمرها عاما تقريبا ، بينما 10 % منها فقط تماسيح بالغة وأحجام كبيرة، فضلاً على أن 2 % فقط من صغار التماسيح تستطيع أن تصل لحجم 1.5 متر أى أن عددها يقل لا يزيد.
وأضافت الدراسة أن العدد الفعلى للتماسيح في البحيرة يتراوح من 6000 – 30000 تمساح فوق اليابس وفى الماء، موضحة أن التماسيح يمكن أن تمثل مجال استثماري واعد فى مصر من خلال تبني إنشاء مزارع لتربية التماسيح أو متنزهات سياحية، بالإضافة إلى إمكانية الاستفادة من منتجاتها المتعددة كالجلود واللحوم وغيرها فى التجارة والتصدير أسوة بالعديد من دول العالم.
وأكدت الدراسة ان عدد أنواع التماسيح فى العالم 23 نوعاً، ينتشر فى بحيرة ناصر منها ” تمساح النيل ” بطول المنطقة الشاطئية، و يعد ثانى أكبر أنواع التماسيح فى العالم بعد تمساح المياه المالحة، وتم التأكد من ذلك من خلال تحليل البصمة الوراثية DNA للتماسيح ، واتضح من ناحية التغذية أن التماسيح الصغيرة تستهلك بشكل يومي اللافقاريات المائية مثل القشريات والقواقع والحشرات المائية، أما التماسيح اليافعة (1.5 متر) تستهلك وجبة واحدة كل أسبوع حيث تبدأ فى التغذية على الضفادع والأسماك والطيور المائية، أما الأحجام البالغة والكبيرة (4 متر) تستهلك وجبة واحدة كل 2 – 3 أسابيع ومنها الثدييات الكبيرة.
وأضافت أن نسبة الأسماك فى معدة التماسيح الممتلئة تتراوح من 10 – 13 % فقط والغالبية منها أسماك غير اقتصادية، وأن التمثيل الغذائى للتماسيح بطىء جداً، ومدة تفريغ المعدة تأخذ نحو 99 ساعة أى (أكثرمن أربعة أيام) مما يؤكد أنها لا تأكل يومياً، فضلاً على أنها لا تأكل مطلقاً فى فصل الشتاء الذى تقضيه فى التشمس نظراً لعدم نشاط إنزيمات الهضم.
وأوضحت الدراسة أن التماسيح تشغل جزءاً هاماً فى النظام البيئي من خلال تحقيق التوازن البيئي والحفاظ على التنوع البيولوجي للمخزون السمكي فى البحيرة من خلال تغذيتها على مفترسات الأسماك الاقتصادية مثل القراميط والقراقير والفهقة، بالإضافة أنها تتغذي على جثث الحيوانات النافقة، وأن فضلات التماسيح تزيد من المغذيات الذائبة فى الماء والتى تزيد إنتاجية الغذاء الطبيعي الذى يمثل الغذاء الرئيسي للأسماك.