د إسماعيل عبدالجليل يكتب: مصرتحتاج مبادرة رئاسية شعارها “8 مليون صحة لأرضنا الزراعية”

فى ندوه الامس بمركز بحوث الصحراء  حول تأثير التغيرات المناخية علي القطاع الزراعي، استعرضت حاله التصحر فى مصر التى تسببت فى اعتلال خصوبه الارض الزراعيه التى نشأت علها حرفه الفلاحه منذ عشره الاف سنه فأصبح عائد انتاجها حاليا يقل بمقدار النصف عن سابق عهدها ..

ارضنا الزراعيه مصابه بمرض اسمه “التصحر” وهو أشد فتكا من فيروس سي الذى يصيب اكبادنا واصبح متاحا علاجه بالعقاقير بينما التصحر هو سرطان خبيث يتحرك بين حبيبات التربه يضعف اداءها خلال سنوات طويله فى غفله المتابعه والفحص الدورى بينما يعايشه الفلاح فى شكواه الدائمه من الاعراض الظاهريه للداء الخبيث من سوء الصرف والملوحه والامراض الفطريه والبكترييه والتى تحشد نفسها لأغتيال ارضه وانتزاع خصوبتها لتصبح تدريجيا عقيمه ولذا يطلق على ظاهره التصحر ” الاغتيال الصامت ” !!
سألنى احد المشاركين بالندوه سؤالا منطقيا ..وماهو الحل ؟؟
فكانت اجابتى الحاضره دون تردد ..الحل هو الرئيس عبد الفتاح السيسي !!

اسرعت بالتفسير وسط دهشه الحاضرين لأجابتى ..هل يعقل ان يضاف لأعباء رئيس الجمهوريه المسئول عن حياه 100 مليون مواطن عبء مكافحه التصحر !!؟؟ نعم هذا هو الواقع بأن الرئيس اصبح هو “المسحراتى ” للنائمين فى الحكومه والغافلين عن اسباب المشاكل الحقيقيه لمواجع الناس وفى مقدمتهم الفلاحين ..

الفلاح يشكو تدهور الارض وعدم كفايه عائدها لتغطيه نفقات حياته فتركها لحرفه اخرى بعد بيعها او تجريفها فيتهم بالأجرام ويطالب الجناه الحقيقين رئيس الجمهوريه بتغليظ العقوبه على الفلاح لهجرته الارض !! ولكنهم للأسف لايصارحونه بالحقائق الخافيه عن اسباب هجره الفلاح واعتزاله مهنه اجداده ومنها التصحر الذى اصاب خصوبه الارض ..

الرئيس لا يعلم بالتأكيد ان هناك لجنه عليا تنسيقيه لمكافحه التصحر برئاسه وزير الزراعه وعضويه عدد كبير من وزراء الجهات المعنيه وانها لم تعقد اجتماعا واحدا منذ اربعه عشره عاما !!!!

الرئيس لا يعلم ان المخصصات الماليه والفنيه للأرشاد الزراعى لا ترقى لعلاج مشاكل الفلاح ومساندته .. الرئيس لا يعلم ان انتاجيه ارضنا تقل بمقدار النصف بينما يقتصر العرض عليه بأضافه مساحات استصلاح جديده واغفال اصلاح حال 8 مليون فدان تعانى مرض التصحر الخبيث الاكثر شراسه من فيروس سى .. اتمنى مبادره رئاسيه اخرى شعارها ” 8 مليون صحه لأرضنا الزراعيه ” لعلها تنقذ صحه الارض والفلاح !