مصر تخطط لتحويل محافظة البحر الأحمر عاصمة لغابات المانجروف لجذب السائحين وحماية الشواطئ
>> المحافظ: نستهدف حماية الشعاب المرجانية… ونقيب الزراعيين: المشروع يحمي الأنواع البحرية المهددة بالأنقراض
إفتتح اليوم الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين نيابة عن اللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر ، ورشة عمل تدريبية لطلاب الجامعات علي اعادة التاهيل البيئي لغابات المانجروف، والتوعية بالأهمية الاقتصادية لأشجار المانجروف والتدريب على استزراع هذه الأشجار، بحضور الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين والدكتور أحمد الخولي إستشاري مشروع زراعة المانجروف في البحر الأحمر، والذي تموله أكاديمية البحث العلمي التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وقال اللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر في كلمته للمشاركين في ورشة العمل، ان المشروع يستهدف في المرحلة القادمة الامتداد والتوسع في استزراع أشجار المانجروف على ساحل البحر الأحمر وحتى مدينة الغردقة، وذلك بدعم مالي من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا للإستفادة منها في إعادة التوازن البيئي في المنطقة، وهو ما دفع المحافظة علي التوسع في زراعة غابات المانجروف علي إمتداد سواحل المحافظة وتحويل البحر الاحمر لتكون عاصمة المانجروف بمصر.
وشدد محافظ البحر الأحمر علي أهمية التوسع في زراعة هذه الأشجار ذات الأهمية الاقتصادية، حيث تلعب دوراً هاماً في دعم إنتاجية الشعاب المرجانية القريبة، موضحا ان غابات المانجروف تعد من أكثر المناطق جذبا للسياحة فهي تحتوي على تنوع هائل من أشجار المانجروف و الحياة البحرية المتنوعة ومنها الطيور، والشعاب المرجانية والحشائش البحرية والأسماك الملونة وأسماك القرش وعروس البحر والدرافيل وغيرها من الكائنات البحرية النادرة.
وأضاف “عبدالله”، ان هذه الميزة النسبية هي التي صنعت قطاع السياحة بمحافظة البحر الأحمر والذي بات النشاط الاقتصادي الأول بالمحافظة وتفوق كثيرا علي صناعة البترول الموجودة بالمنطقة، موضحا إن القيمة التقريبية للأسماك التي تم صيدها والمرتبطة بأشجار المانجروف بقيمة تصل إلي حوالي 130 مليون دولار على ساحل مصر والتي تتزايد سنويا
ومن جانبه قال الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين أن المشروع يساهم في توفير فرص العمل وتشكيل مجتمع عمراني كبير ساهم كثيرا من تقليل حجم البطالة في المحافظة، مضيفا إنه وفقا للاحصائيات المؤكدة تبين أن85% علي الأقل من اجمالي السائحين الأجانب الوافدين من مختلف دول العالم للبحر الأحمر يقومون برحلات غطس من أجل التمتع بالكائنات البحرية الموجودة في منطقة البحر الاحمر.
وأضاف “خليفة”، ان المشروع ساهم في إعادة تأهيل 6 مواقع على ساحل البحر الأحمرمنها ثلاث مناطق في القلعان وحماطة جنوب مرسى علم، وثلاث مواقع جنوب سفاجا، موضحا إنه تم انشاء عدد 2 صوبة لاكثار أشجار المنجروف في سفاجا وحماطة، وتم استزراع 30 ألف شتلة من أشجار الشورة ، وعدد 18 ألف شتلة من أشجار القندل في المواقع المختارة.
ولفت “خليفة”، إلي أن أشجار المانجروف تعد بيئة مناسبة لمعيشة وتغذية وتكاثر الأسماك الإقتصادية والهامة في البحر الأحمر مثل أسماك المرجان ، أسماك البوري ، والسيجان ، والقاصة ، والبياض، وسرطان البحر، والأنشوجة، وسمك النهاش، كما أن بيئة المانجروف المائية تناسب معيشة الأنواع المهددة بالأنقراض كعروس البحر ، السلاحف البحرية ، أسماك الراية، موضحا أن أشجار المانجروف، تلعب دوراً هاماً في دعم إنتاجية الشعاب المرجانية القريبة، والحشائش البحرية التي هي أيضاً مناطق صيد تجارية هامة.
وجدد نقيب الزراعيين مطالبه، بتنفيذ مشروع قومي للتوسع في زراعة غابات المانجروف بإمتداد سواحل البحر الأحمر علي خليج السويس وجنوب سيناء، للمساهمة في زيادة الدخل القومي والإنتاج السمكي والترويج السياحي ومواجهة تآكل هذ السواحل، وحماية الإستثمارات السياحية والمناطق العمرانية بهذه المناطق، فضلا عن تحملها الظروف البيئية غير المناسبة مثل ملوحة المياه والتربة والملوثات الأخرى.
وشدد “خليفة”، علي أهمية تطبيق ضوابط صارمة لتنفيذ المشـروعات السـياحية والمجتمعـات العمرانيـة علـى سـواحل البحار الغير مدروسة، والحد من المخلفات الناتجة عن النشـاطات البحريـة، المرتبطة بحركة السفن، والرعـى الجـائر، ونقص التوعية بأهمية ودور المانجروف، موضحا ان أشجار المانجروف من أكثر المناطق جذبا للسياحة والسياح، فهي تحتوي على أشجار المانجروف البديعة، وكذلك الحياة البحرية المتنوعة (الطيور، السرطانات)، والنظم البيئية الأخرى المجاورة لأشجار المانجروف، والمتكاملة معها مثل (المستنقعات المالحة والشعاب المرجانية والحشائش البحرية )،
ومن جانبه قال الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي أن أشجار المانجروف تقوم بوظيفة حماية السواحل عن طريق الحد من تأكلها بفعل الأمواج والأعاصير وحركة المد والجزر القوية ، وتعد بمثابة خط الدفاع الثاني بعد الشعاب المرجانية، فهي تلعب دوراً حيوياً في حماية الشواطئ من الموجات المتكررة، وتأثير العواصف أو تأثير موجات “تسونامي” علي هذه المناطق.
وأضاف صقر، أن أشجار المانجروف تعمل على تنقية المياه من المعادن الثقيلة ، كما يتميز بقدرة فائقة على امتصاص وتخزين الكربون بمعدل أسرع تجعلها حيوية في مكافحة تغير المناخ، وتوفر أشجار المانجروف مناطق حماية للنحل من الظروف القاسية، مثل الطقس البارد والجفاف و الأمطار الموسمية والفيضانات، موضحا إنه عندما تزهر أشجار المانجروف فان الرحيق الموجود في أزهارها يستخدم لإنتاج العسل ويكون ذو نوعية ممتازة، ونكهة قوية، ولذيذ للغاية، كما تلقي أنواع العسل الناتج عن زهور المانجروف بالإقبال لتميزه بالجودة وخصائصه الصحية الكبيرة وإرتفاع أسعاره مقارنة بالانواع الأخرى من العسل.
ومن جانبه قال الدكتور أحمد الخولي استاذ البيئة بمركز بحوث الصحراء، إن المشروع ساهم في رصد الملوثات والكائنات الدقيقة في بيئة المنجروف، وجاري العمل على معالجة هذه الملوثات بالطرق الحيوية.
وأضاف الخولي،:” يقوم الفريق البحثي للمشروع برصد كمية الكربون الذي تختزنه هذه الأشجار حيث تتميز هذه الأشجار بقدرتها الفائقة على امتصاص وتخزين الكربون بمعدل أسرع من الأنواع النباتية الأخرى مما تجعلها حيوية في مكافحة تغير المناخ.
وأوضح أستاذ البيئة في مركز بحوث الصحراء أن بيئة المانجروف تمثل نظام بيئي متكامل حيث توجد النباتات (الأشجار ، الحشائش البحرية) ، والمغذيات العضوية ، والبكتريا ، والطحالب ، والديدان ، والقشريات ، والجلد شوكيات ، والأسماك الفقارية ، والأسماك اللافقارية ، والثدييات ، والسلاحف البحرية ، والهوام البحرية ، والأصداف ، والطيور ، والزواحف (السحالي) ، والحشرات.
، وأشار الخولي إلي ان النظم البيئية لأشجار المانجروف توفر حيزاً حيوياً لأكثر من 2000 نوع من الأسماك واللافقاريات والنباتات الهوائية في مختلف أنحاء العالم، حيث تدعم مصايد الأسماك التجارية والمعيشية، من خلال عملها كمناطق حضانة لصغار الأسماك، و كمناطق تغذية للأسماك الكبيرة، كما أنها توفر المأوي والحضانة للجمبري، والأنواع البحرية الأخرى، وتعد مورد رزق للآلاف من الصيادين الصغار على السواحل.