د. فاطمة أحمد تكتب : فواكه وخضروات وأطعمة تقوى مناعتك
رئيس شعبة البيئة وزراعات المناطق الجافة
جهاز المناعة هو نظام معقّد متكامل من العمليات الحيوية داخل جسم الإنسان يدافع عن الجسم ضد الكائنات المُعدية والأجسام الغريبة، ويعد أكثر الأجهزة الموجودة في جسم الإنسان تعقيداً، وهو جهاز الدفاع الذي يساعد على الحفاظ على صحة وسلامة الجسم ويحمي الإنسان ويقيه، وذلك من خلال سلسلة من الإجراءات التي تحدث داخل الجسم؛ والتي تُعرف بالإستجابة المناعية. حيث يقع على عاتقه مسؤولية حماية وتأمين الخلايا والأعضاء والأجهزة الداخلية من الأمراض وتخليص الجسم من الأجسام الغريبة كالفيروسات (Viruses)، والبكتيريا (Bacteria)، والطفيليّات (Parasites) والتي تُسبّب الأمراض له، ومن السموم والخلايا السرطانية وغيرها من الأمراض التي تُشكل تهديداً حقيقياً على حياة الإنسان، بحيث يتعرّف هذا الجهاز على مُسببات الأمراض ويبيدها، من خلال التمييز بين خلايا الجسم السليمة، والكائنات الغريبة المُمرضة، لذلك يجب على الإنسان الإهتمام بهذا الجانب.
وتعمل مكونات وأجزاء الجهاز المناعيّ بدقّة وتنسيق عالٍ جداً، عند دخول أحد الأجسام الغريبة إلى داخل الجسم للسيطرة والقضاء عليها، ويُطلق على هذه العمليّة مصطلح ردّة الفعل المناعيّة أو الإستجابة المناعيّة .(Immune response) بالإضافة إلى دور جهاز المناعة في التعرّف على الأجسام الغريبة والضارّة ومقاومتها، وكذلك يعمل على مواجهة خلايا الجسم التي تغيّرت وإضطربت بسبب إصابتها بمرضٍ معيّن كالسرطان (Cancer) ومن الجدير بالذكر أنّ الإنسان قد يُصاب بالأمراض إمّا لوجود خلل في جهاز المناعة وعدم قدرته على أداء وظائفه، وإمّا لتعرّض جهاز المناعة لأحد الميكروبات التي لم يتعرّض لها في السابق، وإمّا لأنّ الميكروب عنيف للغاية.
يتألّف الجهاز المناعيّ(The immune system) في جسم الإنسان من العديد من المجموعات المترابطة من الخلايا، والأعضاء، والأنسجة، وغيرها من المواد الكيميائية والبروتينات المنتشرة في جميع أنحاء الجسم، والتي تعمل جنباً إلى جنب للدّفاع عن الجسم ضدّ الميكروبات والجراثيم المُختلفة. ويتكوّن من الأجسام المضادة (Antibodies) وخلايا الدم البيضاء (White Blood Cells) والتى تعد واحدة من أهم الخلايا في الجهاز المناعي. تُسمّى الخلايا الدفاعيّة المهمّة للجهاز المناعيّ بالخلايا الليمفاويّة (Lymphocytes)، وتوجد في الأعضاء الليمفاويّة الأوليّة وهى نخاع العظم Bone marrow)) المسؤول عن تصنيعها، والغدة الزعترية (Thymus gland)، حيث تنضج وتتمايز بعض هذه الخلايا فيها، كما توجد في الأعضاء الليمفاويّة الثانويّة وهي العُقد اللمفاويّة (Lymph nodes) واللوزتين (Tonsils) والطحال (Spleen)، والجهاز الليمفاويّ (Lymphatic system) فى الغشاء المخاطى للأمعاء، حيث تُمثّل الأعضاء اللّيمفاويّة الثانويّة أماكن عمل الخلايا اللّيمفاويّة في الدفاع عن الجسم.
أنواع المناعة الرئيسية: تختلف درجة المناعة (Immunity) من شخص إلى آخر، ولكنّها بشكل عام تزداد مع التقدّم في العمر، حيثُ تنخفض نسبة الإصابة بالأمراض عند الأشخاص البالغين مقارنة بالأطفال، ويعود ذلك إلى أنّ الجهاز المناعيّ للإنسان يقوم بالإحتفاظ بنسخة من الأجسام المضادّة التي ينتجها للقضاء على الأجسام الغريبة التي تهاجمه، ففي حال عودة هذه الأجسام إلى مهاجمة الجسم مرّة أخرى تكون الأجسام المضادّة جاهزة للقضاء عليها، ولهذا السبب توجد بعض الأمراض التي يصاب بها الشخص مرّة واحدة في حياته، مثل مرض جدريّ الماء (Chickenpox). ويمكن أن تُقسم المناعة في جسم الإنسان إلى ثلاثة أنواع رئيسية؛ كالتالى:
- المناعة الفطريّة (Innate immunity): ويُقصد بها المناعة التي تُولد مع الإنسان وتتمثّل بالحواجز الخارجيّة للجسم كالجلد والأغشية المُخاطيّة للحلق والأمعاء.
- المناعة المكتسبة (Acquired immunity) وهي التى يكتسبها الجسم إمّا عن طريق الحصول على التطعيمات أو اللقاحات، وإمّا عن طريق الإصابة بالأمراض. وهي المناعة التي تتطوّر وتتغيّر خلال الحياة مع التعرّض للأمراض والجراثيم، وبالتّالي هذا هو النوع الذي يُمكن تقويته.
- المناعة المباشرة أو المنفعلة (Passive immunity) وهي المناعة التي يحصل عليها الإنسان بشكل مباشر، ومثال ذلك المناعة التي يأخذها الطفل من الأم عن طريق المشيمة خلال فترة الحمل والرضاعة الطبيعيّة بعد الولادة.
أهمية تقوية جهاز المناعة: يعتبر حهاز المناعة هو المدافع الأول عن الجسم ضد الكثير من البكتيريا والفيروسات والجراثيم المسببة للأمراض. ومن أول المخاطر التي يمكن أن يُسببها ضعف جهاز المناعة في الجسم، هي أن جسم الإنسان سيكون معرّضاً بشكل كبير للإصابة بالمرض فور دخوله إليه. ولكن الخبر الأسوأ هو أن جسم الإنسان لن يكون قادراً على الدفاع عن نفسه بطريقة قوية، وهذا يعني أن الشخص الذي أُصيب بالمرض سيبقى مريضاً فترة أطول. فعلى سبيل المثال عندما يُصاب شخصٌ ما يمتلك جهاز مناعة قويّ بالبرد، فإنه لن يبقى على مرضه لأكثر من 3-4 أيام، بينما سيبقى الشخص الذي يمتلك جهاز مناعة ضعيفاً مريضاً مدة قد تصل إلى أسبوعٍ كامل؛ ولهذا السبب من الضروري جداً أن يسعى الإنسان إلى تقوية جهاز المناعة في جسمه بشتى الطرق.
أطعمة تقوي المناعة: ولقد أثبتت الأبحاث العلمية أن تناول المضادات الحيوية بشكل عشوائى وبإستمرار يؤدى إلى ضعف جهاز المناعة، كما يؤدى إلى إنتاج سلالات جديدة من البكتيريا تقاوم المضادات الحيوية. يُعدّ الحصول على نظام غذائيّ صحيّ ومتكامل أحد أهمّ طرق الحفاظ على سلامة الجهاز المناعيّ. تعتبر المحافظة على صحة جهاز المناعة أمراً مهماً جداً، وهناك بعض الأطعمة التي تساعد على تقوية وحماية الجهاز المناعي؛ حيث تعمل بعض تلك الأطعمة على تقليل فرص الإصابة بالأمراض، كما يساعد بعضها الآخر على التعافي بسرعة أكبر في حال الإصابة بالمرض، ومن هذه الأطعمة بعض أنواع الفواكه والخضراوات وبعض الأعشاب والمشروبات والعصائر ومنها مايلى:
- الفواكه:
الحمضيّات: معظم أنواع الحمضيّات تحتوي على كميّات عالية من فيتامين C وهو من مضادات الأكسدة التى تحمى الجسم من الأمراض، ويلجأ الناس إلى تناول هذه الحمضيات خاصة عند الإصابة بالزكام والبرد، ويُعتَقد أنّ هذا الفيتامين يزيد من إنتاج عدد خلايا الدم البيضاء والضرورية لمحاربة الإلتهابات، ممّا يؤدي بدوره إلى تقوية المناعة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الجسم لا يستطيع إنتاج أو تخزين فيتامين C، لذلك يجب الحرص على الحصول على حاجة الجسم من هذا الفيتامين بشكلٍ يوميّ بتناول الأطعمة الغنية به. ومن ومن أكثر الفواكه الحمضية إنتشاراً، الجريب فروت، واليوسفى، والبرتقال، والليمون. ويمكن صنع عصير من البرتقال والجريب فروت حيث يعد كلا من البرتقال والجريب فروت مهمين لفيتامين C وغيرها من الخصائص التي تحمي الخلايا من المواد التي تضر الجسم. يؤدى نقص فيتامين C إلي ضعف المناعة وتأخر إلتئام الجروح وعدم القدرة علي مقاومة ومكافحة الإلتهابات بشكل صحيح وفعال وتحسين الإستجابة المناعية ويعد هذا العصير غني بفيتامينات C، A، B، حمض الفوليك، الزنك.
المانجو: واحدة من أفضل الفواكه المضادة للفيروسات والمهمة لجهاز المناعة، وذلك نظرا لإحتوائها على الفيتامينات التي تحمي الخلايا من التلف وتعزز من الأجسام المضادة التي تحارب الأمراض. ويمكن صنع كوكتيل الفراولة والمانجو والذى يشكل وجبة غذائية طازجة غنية بالعناصر المفيدة للجسم مثل الحديد وحمض الفوليك وفيتامين E وفيتامين C وفيتامين A.
البطيخ: هو من أنواع الفاكهة والتي لها تأثير قوي على جهاز المناعة؛ لأنها غنية بالفيتامينات والمعادن والعديد من العناصر الغذائية والمغذيات الطبيعية الأخرى. ولكن ما يميزه هو غناه باللايكوبين الذي يقدم العديد من الفوائد الصحية للجسم من ضمنها الحد من إلتهاب الجهاز التنفسي. لا يقوي البطيخ الجهاز المناعي فقط بل يعمل علي تخفيف وجع العضلات وهي أحد الأعراض الناتجة عن الإصابة بالبرد.
الكيوى: يحتوى عصير الكيوي علي فيتامين A وفيتامين C وفيتامين E وهي عناصر ضرورية لتقوية الجهاز المناعي كما توفر فاكهة الكيوي الكثير من الألياف والبوتاسيوم الذي يحمي الجسم من أمراض القلب كما يحتوى على العديد من العناصر الضرورية الأخرى لصحة الجسم العامة.
التفاح: يحتوي التفاح على مضادات الأكسدة التي تحارب العديد من الأمراض، كما أنّه يعالج التوتر الذي يعتبر من الأسباب الأساسية وراء مرض نقص المناعة.
- الخضراوات:
الثوم: يساعد الثوم على القضاء على العديد من أنواع العدوى المختلفة، كما يمتلك الثوم خصائص مضادة للبكتيريا، وخصائص مضادة للفيروسات؛ ولذلك فهو قد تساعد على مكافحة العدوى البكتيرية والفيروسية، لذلك فهو عنصر جيد لتقوية الجهاز المناعي بالإضافة إلي أنه يحمي الجسم من بعض المراض مثل أمراض القلب، إرتفاع نسبة الكوليسترول في الدم. وتأتي فائدة الثوم في تعزيز المناعة الذاتية للجسم بسبب إحتوائه على مركبات نشطة ذات تركيز عالٍى من الكبريت مثل مركّب أليسين(Allicin) والذى يحارب ويكافح البكتيريا والعدوى والإلتهابات والذي يُعتقد بأنّه يساعد على تحسين قدرة الخلايا المناعية في مقاومة نزلات البرد والإنفلونزا. يحتوي فص الثوم الواحد على 5 ملليجراماً من الكالسيوم، و12 ملليجراماً من البوتاسيوم، وأكثر من 100 من المركبات الكبريتية القوية التي تقضي على البكتيريا والعدوى. كما توجد بعض الدراسات التي تظهر فاعليّة الثوم في خفض مستوى ضغط الدم، والوقاية من الإصابة بتصلّب الشرايين. وفي الآونة الأخيرة وجدت العديد من الأبحاث والدراسات التى أثبتت أن الثوم يسهم في الوقاية من السرطان لأنه يحتوي على مادة أليسين الذي يبقي الجهاز المناعي في حالة جيدة. كما أشارت إحدى الدراسات أيضا إلى أنّ الأفراد الذين يتناولون أكثر من ستة فصوص من الثوم أسبوعيا يقل لديهم معدل ونسبة الإصابة بسرطان المستقيم والقولون 30% وتقل نسبة إصابتهم بسرطان المعدة 50%. وتجدر الإشارة أنّ الثوم الطازج هو الأكثر فائدة من الثوم المطبوخ أو المجفف، ذلك أنّ الحرارة تقضي على فوائده، مما يؤدي إلى تقليل آثار المضادات الحيوية للثوم، ومن المعروف أن العديد من الأشخاص لا يفضلون تناول الثوم بسبب رائحته غير المحببة، لذلك يمكن الإستفادة من خصائصه عن طريق تناول حبوب الثوم التي يتمّ تصنيعها على شكل كبسولاتٍ.
الخضروات الورقية: تعتبر مصدر غني بحمض الفوليك الذي يلعب دورا هاما في تحسين صحة الجهاز المناعي. فقد وجدت الدراسات بأن الأشخاص الذين يعانون من نقص حمض الفوليك غير قادرين علي إفراز الأجسام المضادة التي لها خصائص محاربة العدوي, ومنها السبانخ حيث تُعزّز مُقاومة الجهاز المناعيّ وذلك لإحتوائه على العديد من مُضادّات الأكسدة ((Antioxidants كما تحتوي السبانخ أيضا على فيتامين C والبيتا كاروتين المهمَّين لمواجهة العدوى، ويُفضل تقليل مدة الطبخ لمنع خسارة فيتامين A وغيره. ويشتهر البقدنوس وهو نبات ورقي أخضر بغناه بعنصر البوتاسيومِ، ويجب أن لا يخلو أي طبق سلطة منه، لما يحتويه من فيتامينات. وثبت أنها تَقوي الكلى وتساعد على إزالة السموم من الجسم وتساعد على شفاء الإلتهابات.
البطاطا: يحتاج جلد الإنسان إلى فيتامين A للحفاظ على صحته وقوته، حيث يعد خط الدفاع الأول ضد البكتيريا والفيروسات ويجب الحفاظ عليه للحفاظ على الصحة العامة، ومن أفضل الطرق للحصول على فيتامين A هي بتناول المواد الغنية بالبيتا كاروتين مثل البطاطا فتحتوي والتي تتحول إلى فيتامين A في الجسم الذي ينتج الأنسجة الضامة التي تدخل في تكوين الجلد الذي يشكل خط الدفاع الأول ضد البكتيريا والفيروسات. ولذلك فإن تناول البطاطا وغيرها من الأغذية الغنية بهذا الفيتامين مثل الجزر، والخضروات الورقية الخضراء الداكنة، والخس، والفلفل الأحمر، والمشمش المجفف، إضافة إلى الأسماك، سيساعد على تعزيز جهاز المناعة، وتقليل خطر الإصابة بالعدوى.
البروكلى (القرنبيط الأخضر): يساعد على تعزيز المناعة بسبب إحتوائه على مضادات الأكسدة القويّة مثل مركّب السلفورافين (Sulforaphane)، وإحتوائه أيضا على العديد من الفيتامينات ومنها فيتامينC ، فيتامين A، وفيتامينE ، كما يحتوى على كميات جيدة من فيتامين B1 والألياف، والكالسيوم والبروتين والكبريت وغيرها، ويُنصح بطبخه لأقل مدة ممكنة أو تناوله دون طبخ ويُفضّل تقليل مدّة طهيه قدر الإمكان. كما وجد أيضا أن أنواع الخضار من الفصيلة الصليبية مثل: البروكلي، والقنبيط، والكرنب تشتمل على مواد منشطة، ومضادات الأكسدة، والأملاح المعدنية والفيتامينات التي تقوي الجهاز المناعي.
الجزر : يعد الجزر غنياً بالبيتا كاروتين الذي يدعم الغشاء المخاطي في الجسم ويمنع بالتالي من دخول البكتيريا إلى مجرى الدم والتسبب بمشاكل صحية. ويعتبر عصير الجزر من المشروبات الحلوة التي يقبل عليها البالغين والأطفال بالإضافة إلي ذلك تعزز الجهاز المناعي وتحقق فوائد أخري حيث يحتوي عصير الجزر علي فيتامين C، فيتامين B، البوتاسيوم، الحديد، الصوديوم، الفوسفور، والتي تعمل علي منع الأمراض وتحسين وظائف الكبد وتوفير الإغاثة للجهاز العصبي والقلوية الدموية .
الطماطم: تحتوي على مادة البيتا كاروتين، ومركب بليكوسين، ومادة لايكوبين، وفيتامين C، حيث تحارب هذه العناصر التأثيرات المؤدية لـتكون الجذور الحرة (Free radical) المسببة لأمراض السرطان. ويعد لعصير الطماطم الطازج بدون أي مكونات مضافة له فائدة خاصة في فصل الشتاء خاصة فهو أفضل طريقة لتقوية الجهاز المناعي ومقاومة أمراض كثيرة مثل أمراض القلب وتنظيم حركة الأمعاء، ومن أبرز العناصر الغذائية الموجودة بداخله أيضا فيتامين A والحديد وحمض الفوليك.
الفلفل الرومى الأحمر: يحتوي على ضعف كمية فيتامين C الموجودة بالحمضيات، ويعد غنيا بالبيتا كاروتين (Beta Carotene)، وتجدر الإشارة إلى أنّ فيتامين C والبيتا كاروتين مهمان للحفاظ على صحة الجلد والبشرة والعيون. ومن المعروف أن الجسم لا يستطيع إنتاج أو تخزين فيتامين C؛ لذلك يحتاج الشخص لتناول مصادر هذا الفيتامين بشكل يومي للحفاظ على صحته.
البنجر :لا يعزز البنجر الجهاز المناعي فقط بل يمكن الإستفادة منه بطرق أخري. حيث يحتوى عصير البنجر على مجموعة من العناصر الأساسية الطبيعية ومنها البيتا كاروتين وفيتامين C والكبريت والكالسيوم والحديد والمجنيز والبوتاسيوم والكولين. لذا فإن هذا الشراب يحسن من وظائف الجهاز المناعي، وظائف الدماغ كما يعمل على تنظيف الدم.
- تقوية جهاز المناعة بالأعشاب والمشروبات: هناك بعض أنواع الأعشاب التى تقوى جهاز المناعة ولها تأثير قاتل للميكروبات وتزيد المناعة والتى قد تغني عن تناول المضادات الحيوية بشكل مستمر وعشوائى لأنها تعمل على تقوية جهاز المناعة حيث تعتبر الأعشاب من أهم الوصفات التي يؤخذ بها لعلاج الكثير من الأمراض وذلك لما حققته من سمعة علاجية منذ عشرات السنين، ولا زالت تستعمل كوصفة منزلية لا غنى عنها خصوصا في فصل الشتاء، نذكر منها مايلى:
الكركم (Turmeric): يُعتبر هذا النوع من البهارات ذي اللّون الأصفر الفاقع والطّعم اللّاذع مُضادّاً للإلتهابات، حيث يساعد الكركم على تقوية المناعة بسبب إحتوائه على مادة الكركمين (Curcumin) وهى المادة المسؤولة عن لونه البرتقالي المُصفرّ، ويساعد الكركمين على تعزيز جهاز المناعة في الجسم فهو يكافح العدوى، ويُحسن الصحة العامة لخلايا جسم الإنسان، ويمتلك خواص مضادّة للأكسدة، ومضادّة للإلتهابات، لذلك فقد إستُعمل الكركم لعلاج الجروح، والتخلص من المخاط، وتخفيف الإلتهاب، والقضاء على الحشرات.
كما يساعد تناول الكركم أيضا في علاج بعض الأمراض المختلفة مثل الفصال العظمي(Osteoarthritis) وإلتهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis) والروماتيزم وغيرها، كما يلعب دوراً مهماً في تقليل التلف الذي يلحق بالعضلات عند ممارسة الرياضة. ويحتوي الكركم أيضا علي فيتامين B6 والكثير من المعادن الأخري مثل البوتاسيوم والمنجنيز والحديد والتي تعلب دورا هاما في عمل أجهزة الجسم المختلفة. كما أن البهارات الأخرى مثل الكمون، الزعفران، القرنفل، ورق الزيتون والذى يستعمل منقوعه مثل الشاى تقوى المناعة.
البابونج: يحتوي البابونج على مركبات كيميائية تزيد من إنتاج الخلايا البلعمة والليمفاوية، وهي خلايا دم بيضاء تخلص الجسم من الفطريات، والبكتيريا، والفيروسات، وبالتالي فهو يدعم وظيفة الجهاز المناعي بفعالية. تعد هذه العشبة من أكثر الأعشاب شهرة وجمال وطعم رائع، لما لها من فوائد وإستخدامات عديدة، حيث يمكن تناولها كشراب لتساعد على تهدئة وتسكين الجهاز العصبى لذلك فهو يُستعمل للمساعدة على النوم، كما تساعد على شفاء الجروح وتغذية الجلد. وهي ممتازة للجلد عندما يتم وضعها بشكل موضعي. وتدخل أيضا في صناعة العديد من الصابونِ العشبي والشامبوهات ومستحضرات التجميل الأخرى.
الزنجبيل: يمتلك الزنجبيل خصائص مضادّة للأكسدة، ومضادّة للإلتهابات، ممّا يساهم في التخلّص من بعض الأمراض الإلتهابيّة، مثل إلتهاب الحلق (Sore Throat)، وكذلك وُجد أنّ الزنجبيل يعمل على تخفيف الغثيان، وتظهر بعض الدراسات خصائص الزنجبيل ودوره في التخفيف من الألم المزمن، وخفض نسبة الكوليسترول في الدم. كما يمتلك الزنجبيل أيضا خصائص مضادة للميكروبات؛ والتي قد تساعد على منع نمو العديد من أنواع الميكروبات، مثل: الإشريكية القولونية (E. coli)، والسلمونيلا (Salmonella)،
الميرمية: عرف هذا النبات قديما, وكانت تستخدم لتقوية الذاكرة وتحتوى على نسبة عالية من الكالسيوم والزيوت الطيارة وتعتبر مهدىء وملطف ومضاد للإكتئاب. وتعد مضاد حيوى قوي ضد كثير من أنواع البكتيريا والفيروسات وهناك دراسة ألمانية أثبتت بأن الميرمية تعمل على خفض نسبة السكر فى الدم إذا تم شربها مغلية هذا بالإضافه لفائدتها على الجهاز التنفسى وبإعتبارها مطهرا فعالا للفم والحلق.
العرقسوس: يقوي مشروب العرقسوس جهاز المناعة وذلك نظرا لأنه يحتوي على أكثر من 10 مركبات فعالة تساعد كلها في تقوية مناعة الجسم. كما يعتبر مضاد للفيروسات ومضاد حيوي يعالج العدوى بالجهاز التنفسي والحساسية ويعالج السعال، كما أنه يزيد المادة المخاطية التي تحمي جدار المعدة وتقلل إفراز الحامض بها ويساعد أيضا على إلتئام قرحة المعدة. ويمكن شرب حبة البركة والعرقسوس حيث يقوى هذا المشروب المناعة ويساعد على الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والسكر والكلى والعيون والجلد.
الشاي الأخضر: على الرغم من أنّ كلاً من الشاي الأخضر والشاي الأحمر يحتويان على المركبات الفلافونويدية (Flavonoids) وهي أحد أنواع مضادّات الأكسدة والتي ترفع مستوى عمل الجهاز المناعيّ، إلا أن الشاي الأخضر يحتوى على مركب الثيانين (L-theanine) وهو من الأحماض الأمينيّة الهامة التي تدخل في بعض العمليّات المناعيّة. ويعد الشاي الأخضر من المشروبات المثالية لتقوية الجهاز المناعي لإحتوائه على مادة (إبيجالوكاتشين جالات) حيث تساعد هذه المادة في محاربة البكتيريا ومنع الفيروسات من مهاجمة الجسم وفقاً لما ذكرته بعض الأبحاث العلمية .
الشاي الأسود: يعتبر الأفراد الذين يشربون خمسة أكواب من الشاي الأسود يومياً لمدة أسبوعين، يتآلف عندهم مضادات للفيروسات عشر مرات أكثر من الآخرين، وتعتبر الأحماض الأمينية الثيانين هي المسؤولة عن هذه الدفعة المناعية.
الشاى المغلى مع الزعتر: فهو يصلح للغرغرة فى حالات إلتهابات الحلق لإحتواء الشاى على مواد متعددة الفينولات Polyphenols لها القدرة على قتل معظم أنواع البكتيريا، كما أن الزعتر به مادة طيارة فينولية هى مادة الثايمولThymol له تأثير يشابه تأثيرات المضادات الحيوية على البكتيريا.
- أفضل العصائر الطبيعية التى تعزز وتقوي الجهاز المناعي:
بعيداً عن الأدوية والعقاقير التقليدية، تحتوي العصائر الطبيعية على الكثير من الفيتامينات والمواد المضادة للأكسدة التي تعين الجسم على مقاومة الأمراض، وتعطيه أيضاً الطاقة اللازمة للحفاظ على الصحة. بالإضافة إلي أن السوائل الزائدة فى العصائر تساعد في الحفاظ علي ترطيب الجسم وتحسين التواصل بين خلايا المناعة ومن هذه المشروبات:
عصير الليمون :الليمون واحد من الفواكه المتواجدة في المنزل بإستمرار وهو غنى بالمواد المضادة للأكسدة وفيتامين C التي تحسن الجهاز المناعي ويوازن مستويات القلوية في الجسم. وينصح بتناول عصير الليمون أو شاي الليمون بإنتظام حتي تصبح أقل عرضة للإصابة بالأمراض.
عصير الزنجبيل والليمون: يمكن أن تبدأ صباحك مع كوب ماء ساخن بداخله الليمون والزنجبيل ويقدم هذا الخليط جرعة هائلة من المواد المضادة للأكسدة وفيتامين C والمركبات التي تعمل علي تقوية الجهاز المناعي .ولعلاج نزلات البرد يجب تناول الليمون دافئا بعد غلى شرائح الليمون مع شرائح الزنجبيل الطازج، حيث أن الزنجبيل له القدرة على قتل الميكروبات وزيادة تدفق الدم للخلايا والأطراف وتقوىة جهاز المناعة. كما أن هذا العصير يقضي على صديد اللوز وإلتهابات الحلق ولزيادة قدرتها المضادة للأكسدة وتنقية الجسم من السموم يمكن إضافة القليل من الكركم أو العسل لهذا الشراب.
الزنجبيل والكمثرى: يساعد الزنجبيل الدافئ على علاج إحتقان الحلق، لأنه يحارب البكتيريا والفيروسات، ويعزز عمل الدورة الدموية، ويخفف الصداع ويمكن إضافة عصير الكمثرى لتحفيز الجسم على إزالة السموم.
التفاح والجزر والبرتقال :عند تجهيز هذا المزيج يساعد الجسم علي حماية نفسه والمحاربة ضد العدوى ومقاومة الإلتهابات مع التغذية اللازمة للحصول علي الطاقة في الصباح ومن أبرز العناصر الغذائية الموجودة بداخل هذا المزيج الفيتامينات مثل C، B6، A، البوتاسيوم، حمض الفوليك .
البنجر والجزر والزنجبيل :هذا العصير مكون من عناصر تحسن الجهاز المناعي وتقلل من الإصابة بالإلتهابات. لأن الإلتهابات ينتج عنها إستجابة مناعية للعدوي والإصابة بأعراض مثل البرد، الإنفلونزا، السعال، سيلان الأنف وآلام الجسم. ويمكن للأشخاص الذين يعانوا من إلتهاب المفاصل الروماتدويدي شرب هذا العصير لأنه غني بفيتامينات E، C، A، الحديد، الماغنسيوم، البوتاسيوم، الأحماض الدهنية .
البنجر والجزر والكركم :هذا المشروب غني بفيتامينات E، C والعناصر الهامة ومنها الحديد والكالسيوم مما يجعله يعمل كمضاد للإلتهابات كما يعمل أيضا على حماية الجسم من العدوي البكتيرية والفيروسية .
الفراولة والكيوي والنعناع: يحتوي هذا المزيج على العديد من العناصر الغذائية أبرزها الماغنيسيوم والزنك وحمض الفوليك، الفيتامينات مثل C. بالتالي يساعد على زيادة عدد الخلايا بدل التالفة في الجسم، كما يؤدى الكيوي إلى تقوية جهاز المناعة ويحمي من العدوى البكتيرية والإلتهابات.
خليط السبانخ والخس: العصير القائم علي الخضروات الورقية من أفضل العصائر التي يمكن أن يحصل عليها الإنسان لتقوية الجهاز المناعي فهو يقدم عناصر غذائية صحية للجهاز المناعي .يعد هذا الخليط مصدر هام جداً للحديد، ويمكن إضافة البقدونس عليه للحصول على نسبة أعلى من فيتامين B6 الذي يلعب دوراً مهماً في إنتشار الخلايا المناعية ومقاومة الإلتهابات وإنتاج الأجسام المضادة التي تحارب الفيروسات والأمراض.
خل التفاح :يحتوي خل التفاح علي مجموعة كبيرة من الفيتامينات والمعادن التي تعود علي الجسم بالفائدة بما فيها الكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم والفوسفور والكلور والماغنسيوم والكبريت والحديد. وتساهم هذه العناصر جميعاً في تقوية الجهاز المناعي. ويفضل أن يتم تخفيف خل التفاح وتناول محلول خل التفاح المخفف بالماء حتى لا يتسبب بمشاكل بالمعدة .
مشروب التمر الهندي: يفيد في التخفيف من الحموضة الزائدة من الجسم كما يحتوي على عدد من المضادات الحيوية التي تقتل عددا من السلالات البكتيرية. كما يستخدم مشروب التمر الهندي في علاج إرتفاع ضغط الدم وإزالة غازات المعدة و ترطيب الحلق وإلتهابات الجهاز التنفسي.
وأنصح فى نهاية المقال إلى أن تقوية المناعة بالجسم السليم يبدأ من تناول الغذاء الصحي المتوازن، وأن هنالك العديد من الأطعمة التي تقوي جهاز المناعة في جسم الإنسان، ولكن في الوقت نفسه لا يجب إهمال الذهاب إلى الطبيب في حال الإصابة بأي مرض، وتلك الأطعمة ما هي إلا إحدى طرق الوقاية التي تُساعد على جعل جهاز المناعة أكثر قوةً ضد الأمراض.
وسنتطرق فى المقال القادم إن شاء الله الى بعض الأطعمة الأخرى والفيتامينات التى تقوى جهاز المناعة.