د محمد الجوهري يكتب: المشاكل المرضية التى تصيب الاسماك فى مصر

باحث اول امراض الاسماك- معهد بحوث الصحة الحيوانية
خلال العقود الاخيرة زادت المساحات المنزرعة من الاسماك فى مصر و من المعروف ان الاسزراع السمكى فى المياة العذبة بمصر يقوم على مياة الصرف الزراعى و هذة المياة تحمل فى طياتها كل المسببات المرضية للاسماك و هو الامر الذى لا يقتصر فقط على المردود الاقتصادى على صحة الاسماك و انتاجيتها بل يتعدى اثارها الضارة الى صحة الانسان المتعامل او المستهلك لهذة الاسماك المصابة المستزرعة على هذة المياة الملوثة و نظرا الى التوجة نحو التكثيف فى الاستزراع السمكى داخل الاحواض مع وجود التربية المشتركة لاكثر من نوع من الاسماك فى نفس الحوض بالاضافة الى عدم اعداد احواض التربية بشكل جيد من صرف, تجفيف و تطهير بين كل دورة تربية و اخرى تظهر المشاكل المرضية التى تواجة الاسماك مما يهدد فى بعض الاحيان الانتاجية من الاسماك التى تعتبرأمل فى سد العجز من البروتين الحيواني
اولا– الامراض الطفيلية:
و التى تمثل نحو 80% من امراض الاسماك سواء كانت طفيليات داخلية او طفيليات خارجية والتى تنتشر نتيجة وجود العوائل الوسيطة من القواقع وديدان العلق و غيرها و ايضا توافر البلانكتون النباتى و الحيوانى و من هذة الطفيليات الخارجية الترايكوداينا الذى اذا وجد باعداد محدودة على خياشيم او جلد الاسماك يكون حافز لزيادة افراز و تجديد المخاط الجلدى و الخيشومى و زيادة مناعة الاسماك و مقاومتها للميكروبات الموجودة فى المياة لكن اذا زادت هذة الطفيليات عن حد معين تسبب الاعراض المرضية وتستوجب التدخل العلاجى بينما اذا وجدت طفيليات مثل الديدان المفلطحة وحيدة العائل باى عدد فان العلاج يكون سريعا هذا بالاضافة الى القشريات الطفيلية و هى شائعة فى المزارع السمكية و المفرخات و تستنزف الجلد و الخياشيم و من هذة القشريات متساويات الارجل, قراد السمك, مجدافيات الارجل و قمل السمك وايضا طفيل الايزوبوداالذى يصيب غالبا اسماك المياة المالحة مثل الدنيس و القاروص وحيث ان الاصابة بهذة الطفيليات تؤدى الى اعراض عديدة مثل فقدان الشهية وانخفاض التحويل الغذائى ونقص الوزن و ظهور الاعراض العصبية على الاسماك والتى تظهر فى صورة اختلال فى حركة الاسماك مع شحوب الخياشيم و فقدانها لوظيفتها مما يؤدى الى صعود الاسماك على سطح مياة الحوض و تجمعها عند مصادر الرى للحصول على الاكسجين اللازم للتنفس مع حك الجلد فى اجناب الحوض للتخلص من هذة الطفيليات لذلك تحدث جروح فى جلد الاسماك مسببة الاصابة بميكروبات اخرى فطرية او بكتيرية ونفوق الاسماك المصابة
ثانيا- الامراض البكتيرية:
و تتواجد المسببات المرضية فى مياة الاستزراع و داخل امعاء الاسماك السليمة ظاهريا و تتعايش الاسماك معها طالما الحالة المناعية للاسماك قوية لكن مع تعرض الاسماك للاجهاد بسبب زيادة الكثافة داخل الحوض, استخدام تغذية غير متوازنة او وجود السموم الفطرية فى الاعلاف مما يؤدى الى نقص المناعة و بالتالى يتكاثر الميكروب فى امعاء الاسماك الى اعداد كبيرة و تفرز سموم بكتيرية (الانتيروتوكسين) مؤديا الى التهابات الغشاء المبطن للامعاء مع فقدان الاسماك للشهية ثم ينتقل الميكروب الى الدم ليفرز سموم اخرى تؤدى الى تكسير خلايا الدم الحمراء و البيضاء و الخلايا المبطنة للاوعية الدموية مؤدية الى الاعراض المرضية و نفوق الاسماك الذى يصل الى 100% فى بعض الاحيان، ومن الميكروبات المسببة للامراض البكتيرية للاسماك الايرومونس هيدروفيلا- السودومونس فلوريسنس- الايدواردسيلا تاردا- الفيبريو والميكروب السبحى (الاستربتوكوكس ) و هو من الاسباب التى ادت الى نفوق شديد بالمزارع السمكية خاصة اسماك البلطى فى السنوات الاخيرة وتكون الاعراض عبارة عن انزفة و تقرحات بالجلد مع تاكل الزعانف و الخياشيم و جحوظ العينين مع استسقاء بالبطن نتيجة الفشل الذى يصيب كل من الكبد و الكلى.
ثالثا- الامراض الفطرية:
و هى غالبا تصيب الاسماك نتيجة الاهمال و عدم الرعاية الصحيحة الجيدة للاحواض و زيادة الرواسب الغذائية مع التغير فى درجات الحرارة لمياة الحوض بالارتفاع او الانخفاض مما يؤدى الى زيادة الضغوط على الاسماك و انخفاض المناعة و اهم الامراض الفطرية التى تصيب الاسماك مرض السابرولجنيا و المعروف باسم زغب القطن وخطورة هذا الفطر انة لا يصيب اسماك التربية فقط لكن يصيب الزريعة و البيض مما يهدد الثروة السمكية ايضا مرض تعفن الخياشيم و الذى يؤدى الى تاكل الخياشيم و نفوق شديد للاسماك المصابة و يحدث فى الاحواض نتيجة تلاشى العناية و التطهير للاحواض و اخيرا مرض الاكثيوفونس و يصيب الخياشيم و العضلات مكونا حويصلات بيضاء عليها
ولتفادى هذة المشاكل المرضية يجب العمل على رفع الحالة المناعية للاسماك من خلال استخدام روافع مناعية و تحسين جودة مياة الاستزراع و المحافظة على القياسات المختلفة لها مع استخدام اعلاف متوازنة خالية من السموم الفطرية بجانب الاعداد الجيد لحوض الاستزراع من صرف, تجفيف و تطهير بين الدورة و الاخرى و عدم استخدام المضادات الحيوية جزافا الا بعد عمل الاختبارات المعملية وبالجرعات المنضبطة تحت اشراف طبى متخصص.