“أكساد” يبحث آليات مواجهة الفقر المائي بتطوير نظم الري بالدول العربية (صور)
>> صالح: المنطقة تهدر 100 مليار متر مكعب من المياه سنويا… والعجز المائي سيرتفع إلي 150 مليارا 2030
إفتتح اليوم السبت الدكتور رفيق صالح المؤتمر السادس لمسؤولي البحوث والارشاد الزراعي في الدول العربية بمشاركة 16 دولة عربية منها سوريا، والذي ينظمه المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد” للنهوض بالتنمية الزراعية في المناطق المستهدفة ضمن مختلف أقطار الدول العربية، فيما أكد المشاركون ضرورة نقل الأساليب العلمية الحديثة لتطوير طرق الري وتخفيف الهدر من الاطار البحثي النظري الى التطبيق العملي لدى المزارعين في مختلف الدول العربية.
وقال الدكتور رفيق صالح مدير المركز، أن المؤتمر يهدف إلي دراسة واقع الري الزراعي في جميع الدول، خاصة وأن المياه المستخدمة في الزراعة يزيد عن 85% من اجمالي الموارد المائية المتاحة المتجددة والتي تبلغ بحدود 260 مليار متر مكعب، مشيرا إلي أهمية دور الارشاد الزراعي بالدول العربية بالتوعية بآليات مواجهة التحديات المائية والفقر المائي بتطوير نظم الري في المنطقة العربية.
وأضاف “صالح”، إنه على ضوء دراسات وأبحاث منظمة اكساد فإن كفاءة الري في المنطقة العربية لا تزيد عن 50% من المياه المستخدمة، وبالتالي فإن الهدر في المياه يتجاوز ال 100 مليار متر مكعب، وهو رقم كبير جداً، ولابد من تعاون الخبراء في جميع الدول العربية للتخفيف من هذا الهدر، خاصة وأن العجز المائي في الدول العربية يتجاوز حالياً 50 مليار متر مكعب، والذي يتوقع زيادته ليصل عام 2030 لحوالي 150 مليار متر مكعب.
وأوضح مدير عام “أكساد”، ان المنطقة تعاني من فجوة غذائية كبيرة تهدد الامن الغذائي العربي وتصل بفاتورة استيراد الغذاء الي ٨٠ مليار دولار سنويا. موضحا ان تحديات تامين الغذاء للسكان وتحقيق الامن الغذائي اكبر التحديات الني تواجه العرب مشيرا الي ان اجمالي الاراضي القابلة للزراعة في الدول العربية لا تتجاوز ١٧٪ من المساحة الاجمالية للمنطقة، وان الاجتماعات سوف تناقش آليات مواجهة تحديات المياه والامن الغذائي بالمنطقة.
وأشار “صالح”، إلي ان اجمالي ما يتم استثماره في الانتاج الزراعي العربي مساحة ١٥٨ مليون فدان من اجمالي ٥٢٩ مليون فدان قابلة للزراعة موضحا ان ٥٠ ٪ من المساحات المنزرعة تعتمد علي الامطار واغلبيتها تعتمد علي زراعة محاصيل الحبوب وبقية المساحات علي الري السطحي والجوفي، خاصة ان مساحة زراعة القمح تشكل ٥٠٪ من المساحات المنزرعة بالمحاصيل في المنطقة العربية باجمالي انتاجية كلية تصل الي ٢٧.٥ مليون طن تكفي ٥٠٪ من الاحتياجات العربية ويتم استيراد الباقي من الخارج.
ولفت صالح إلي ان اجمالي المساحات المنزرعة بالشعير تصل الي ١٤ مليون فدان تنتج ٧ ملايين طن وتغطي ٣٠٪ من احتياجات الدول العربية مشددا علي ان هذه الارقام تضعنا امام تحديات كبيرة تستلزم وضع استراتيجية طموحة لاستغلال الامكانيات المتاحة من خلال دور برنامج القمح الذي ينفذه المركز لاعاقته بالتنمية الزراعية والامن الغذائي في الوطن العربي.
واشار صالح الي انه تم اعتماد ١٩ صنفا من القمح المقاوم للامراض والصدأ الاصفر والعمل علي نشر هذه الاصناف في المنطقة العربية لزيادة انتاجية محصول القمح وتطوير منظومة الارشاد الزراعي العربي وانشاء شبكات للمعلومات العربية لتبادل الخبرات العربية في المراكز اليحثية بمختلف الدول.
وشدد مدير “أكساد”، ان المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة قدم خلال المؤتمر خبراته ودراساته حول أساليب التخفيف من الهدر بالإدارة الرشيدة لاستخدام المياه، وتطوير طرق الري المستخدمة، وتنفيذ حقول ارشادية في الدول العربية، وتدريب فنيين عرب على تطوير طرق الري بما يضمن تخفيف الهدر، وزيادة المساحات المروية، كما قدم مجموعة من الباحثين العرب تجارب ناجحة في دولهم حول التخفيف من الهدر.
ومن جانبه قال الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين ومدير مكتب “أكساد” بالقاهرة، إن المركز نجح في القيام بالأبحاث والدراسات التطبيقية في مجالات استنباط الأصناف النباتية المقاومة للجفاف، والسلالات الحيوانية عالية الإنتاجية، والإدارة المتكاملة للموارد المائية، والحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي، ومكافحة التصحر، وتقويم وتنمية الموارد الطبيعية في المناطق الجافة العربية، وتطوير خبرات ومعارف القوى البشرية العاملة في هذه المناطق.
وأضاف خليفة إن المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “اكساد” نفذ العديد من المشروعات بمصر منها ما يتعلق بمكافحة التصحر وإعادة تأهيل الموارد الطبيعية المتدهورة وتنمية المراعي الطبيعية بالساحل الشمالي الغربي لمصر ومشروعات لحصاد مياه الأمطار بمطروح وحفر آبار سطحية لتخزين مياه الأمطار حوالي 900 بئر بمناطق مرسي مطروح وسيدي براني والنجيلة والسلوم .
وأوضح مدير مكتب “اكساد” بالقاهرة، إنه تم تنفيذ مشروع لتثبيت الكثبان الرملية باستخدام مياه الصرف الزراعي بواحة سيوة بالتعاون مع مركز بحوث الصحراء ومشروع لخدمة بساتين النخيل الارضيّة والرأسية بالوادي الجديد بالتعاون مع مركز البحوث الزراعية ومشروع لإنتاج أصناف من القمح متحملة للجفاف بالتعاون مع كلية الزراعة جامعة القاهرة.
وأشار “خليفة”، إلي ان مشروعات حصاد الامطار تستهدف تحسين الأحوال المعيشية للمجتمعات البدوية فى محافظة مطروح مع تركيز خاص على الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية و المساهمة فى رفع مخزون المياه على الأسر البدوية وكذلك المساهمة فى تحسين سهولة الوصول للمياه لاستخدامها فى اغراض الزراعة وتربية الحيوان على مستوى الأسر البدوية والتى من شانها زيادة دخل المربى أو المزارع بالاضافة الى زيادة التوعية الصحية الخاصة بمياه الشرب من خلال حملات توعية صحية والتى تهدف الى تحسين ظروف الصحة العامة لدى المجتمع البدوى وخاصة الأطفال.
يأتي ذلك بينما قال الدكتور نعيم مصيلحي رئيس مركز بحوث الصحراء، ان التغيرات المناخية تشكل أحد أخطر التحديات التي تواجه الأمن المائي العربي وتتطلب برامج عاجلة وآخري طويلة المدي للتعامل مع الظاهرة للتأقلم مع الظواهر السلبية الناتجة عنها منها إستنباط أصناف من المحاصيل أكثر تحملا لإرتفاع درجات الحرارة والملوحة والجفاف.
وأضاف مصيلحي ان هذه التحديات تتطلب التوجه نحو مشروعات حصاد الامطار، وإعادة تأهيل مناطق تجميع المياه والابار الجوفية في مناطق التساقط المطري، مشيرا إلي إنه يجري تنفيذ عدد من المشروعات لإعادة تأهيل الآبار الرومانية، في محافظة مطروح، فضلا عن إعادة تأهيل عدد من الوديان بمحافظة مطروح فى المنطقة الريفية الممتدة من فوكة شرقا إلى السلوم غربا، بحيث يتم إنشاء سدود وخزانات مياه بهذه الوديان لإعادة تأهيل التربة وحصاد كميات أكبر من مياه الأمطار لاستخدامها فى الزراعة تحت إشراف مركز بحوث الصحراء بوزارة الزراعة.