الأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالات

د فاطمة أحمد تكتب: ثمرة واحدة من التفاح تحقق فوائد غذائية وعلاجية

رئيس شعبة البيئة وزراعات المناطق الجافة

في البدية…لماذا يسمى التفاح “الفاكهة المعجزة”؟

التفاح من الفواكه المتميزة من ناحية توافر العناصر الغذائية، فهو غني جداً بالمواد المضادة للأكسدة “الفلافونويدات” والألياف الغذائية، والفيتامينات. وتساعد المواد المضادّة للأكسدة في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، والسرطان، وإرتفاع ضغط الدم، وتحمي من مرض السكري.

يعتبر التفاح من أهم الفواكه التي تحتوي على نسب جيدة جدا من المغذيات، والتى تشمل الألياف والتي تساعد على الهضم، و كذلك العديد من الفيتامينات و العناصر الغذائية. كما يحتوى التفاح على نسبة عالية من مضادات الأكسدةAntioxidants  ومادة البكتين Pectin والفينولات Phenols كما أن التفاح غنى بفيتامين C كما يحتوى أيضا على مضادات البكتيريا .Antibacterial وتحتوى ثمرة التفاح الكبيرة الحجم على 30% من إجمالى الألياف، وهو الحد الأدنى من النسبة اليومية التى يحتاجها جسم الإنسان.

تحتوي تفاحة متوسطة الحجم  فقط على 95 سعر حراري ويوفر التفاح معظم الفيتامينات B، التي تعتبر ضرورية، والتى تقوم بتحويل البروتينات و الكربوهيدرات و الدهون إلى طاقة. ويحتوى التفاح على فيتامين ك وبعض المعادن التى تعزز عملية الأيض الصحي. ويحتوى على الماغنيسيوم والذى يعزز تحويل الدهون والكربوهيدرات إلى طاقة، بينما يساعد المنجنيز على إستقلاب الكربوهيدرات و البروتينات. كما أن البوتاسيوم بالتفاح له دور مهم في التمثيل الغذائي للكربوهيدرات.

يحتوى التفاح علي تركيز كبير من سكر الفركتوز الذي يتواجد بصورة طبيعية. كما أن تفاحة واحدة تحتوي على أقل من جرام من البروتين.

ومن المعروف أن مضادات الأكسدة Antioxidants هى مواد لها القدرة على تثبيط الجذور الحرة والوقاية من الأمراض مثل الجلطات، الأمراض السرطانية، إرتفاع ضغط الدم، الشيخوخة وزيادة مناعة الجسم ضد الأمراض.

كما يساعد البكتين Pectin الموجود بالتفاح على الوقاية من الأمراض القلبية بواسطة خفض نسبة الكوليسترول فى جسم الإنسان و يساهم أيضا في علاج مرضى السكري حيث أن البكتين يبطئ من عملية إمتصاص السكر من قبل الأمعاء مما يحول دون حصول تقلبات مفاجئة في مستوى سكر الدم. كما يساهم أيضا في إنقاص الوزن فهو يشعر بالشبع ويساعد فى علاج حالات الإمساك لأنه يساعد على عملية الهضم.

ويقى من سرطان الرئة والقولون. ومن المعروف أن الفينولات Phenols تخفض نسبة الكوليسترول الضار LDL الذي يؤدي إلى ضيق وتصلب الشرايين. وزيادة الكوليسترول النافعHDL  ومنع أكسدة الكوليسترول الضار والحماية والوقاية من بعض أنواع السرطانات. كما أن مضادات البكتيريا Antibacterial الموجودة بالتفاح تحارب وتقتل البكتريا التي تسبب تسوس الأسنان.

ويحتوى التفاح على نسبة عالية من فيتامين C الذى يؤدي وظائف عديدة، منها أنه أحد مضادات الأكسدة الواقية للخلايا، والمساهمة في صحة بطانة الجهاز الهضمي، وممرات التنفس في الأنف والحلق والرئتين، يقوي الأوتار والأربطة الضرورية للمفاصل المستقرة والمرنة وبالتالى ضرورى لصحة العظام، مفيد للمقاومة المناعية القوية العدوى، وخاصة الإلتهابات الفيروسية ويساعد أيضا على تكوّن الكولاجين، وتقوية اللثّة والأوعية الدمويّة ويساعد على إمتصاص الحديد والكالسيوم كما يساعد على إلتئام الجروح. و ينبغي أن يحصل الرجال على 90 ملليجرام من فيتامين (C) كل يوم، في حين أن النساء بحاجة إلى ما يقرب من 75 ملليجرام، و تفاحة واحدة كبيرة تحتوي علي 10.3 ملليجرام من فيتامين (C)، أو أكثر من 11% من متطلبات الرجل أو ما يقرب من 14% من حاجة المرأة.

فوائد تناول التفاح العلاجية:

فوائد التفاح فى مكافحة السرطان:

زيادة إستهلاك الفواكه والخضراوات وخصوصاً التفاح تزّود الجسم بالمزيد من “الفينولات” التي تبين أن لها دورا هاما في حماية الحمض النووى والحماية من كافة أنواع السرطانات مثل سرطان الثدي. وجد أن التفاح يقوى عمل الرئتين ويقلل من إحتمالات سرطان الرئة.

أكدت التجارب العلمية على إمكانية إستخدام عصير التفاح، البكتين الموجود بالتفاح، وقشر التفاح في قتل  خلايا سرطان الكبد. وتم العثور على  نتائج مؤكدة على دور التفاح في منع وقمع سرطان الثدي، إذ  تعمل مادة الكيريستين الموجودة بالتفاح على إبطال فاعلية الجذور الحرة، وتثبيط عوامل نمو السرطان. كما تم إكتشاف أن الكاروتينات المستخلصة من التفاح تثبط إنتشار الخلايا السرطانية المقاومة للأدوية.

أثبتت الدراسات أن مشتقات بروكسيانيدين المستخلصة من التفاح تعمل على قمع سرطان المريء. كما أن من الطرق التي تمنع بها مكونات التفاح سرطان المعدة هو تثبيطها للجرثومة البوابية، والتى تعد أحد العوامل المعدية الرئيسية المرتبطة بكل من قرحة وسرطان المعدة. كما أن التفاح أيضا له قدرة مباشرة تحفز موت الخلية المبرمج داخل خلايا سرطان المعدة. لذا فإن الإستهلاك المنتظم للتفاح في اليوم قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان الرئة والقولون عن طريق تغيير عملية التمثيل الغذائي للمواد الكيميائية المسببة للسرطان، والنشاط المضاد للأكسدة .

علاج  من النقرس أو الروماتيزم:

تعتبر جميع أنواع التفاح منخفضة في نسبة البورين، حيث أن أصناف التفاح تحتوي على نسبة أقل من 50 ملليجرام من البورين، و ذلك في كل 100 جرام من التفاح، و تحتوى تفاحة من 100 جرام على 14 ملليجرام من مركبات البورين.

عصير التفاح والتفاح المجفف أيضا يحتوي على نسب منخفضة في البورينات ويسمح هذا بمواجهة النقرس وتساعد في علاجه، أو تساعد على عدم تفاقم الحالة. ويعتبر التفاح مضاد لإحتمالات إصابة العظام بالهشاشة لإحتوائه على مادة البورون كما يخفف آلام إلتهاب الأعصاب. يسبب النقرس إنتفاخ وألم المفاصل وذلك بسبب تراكم حمض اليوريك Uric acid، و يتم إنتاج هذا الحمض عند إستهلاك الأطعمة التي تحتوي على مركبات البورين مما يؤدي إلى زيادة في شدة أعراض النقرس.

أظهرت إحدى الدراسات العلمية أن كمية عالية من سكر الفركتوز، بما في ذلك الفركتوز المتواجد في التفاح، قد يسبب إرتفاع مستويات حمض اليوريك، لذلك من المناسب تناول التفاح لعلاج مرض النقرس بإعتدال و بالنسبة الموصى والمسموح بها، و ذلك لعدم تراكم سكر الفركتوز و من ثم إرتفاع نسبة حمض اليوريك. ويوصى لمرضى داء النقرس، بتناول من إثنين إلى أربعة حصص من التفاح يوميا.

ينصح بتناول تفاحة متوسطة الحجم كاملة، أو تناول كوب واحد من شرائح التفاح أو التفاح المفروم، أو كوب واحد من عصير التفاح و 1/2 كوب من التفاح المجفف مع تجنب منتجات التفاح المضاف لها السكر، وهذه النسبة تفي بإحتياجات الجسم، و كذلك من الممكن أن تساعد على مواجهة مرض النقرس.

خفض مستويات الكولسترول السيئ:

أوضحت الدراسات أن تناول التفاح يقلل 23% من معدّل الكولسترول السيئ الذى يتجمع فى شرايين الجسم، ويرفع نسبة الكولسترول الجيد 4% بعد ستة أشهر من المواظبة على تناوله. كما وجد ان أكل ثمرتى تفاح يومياً يقلل من نسب الكوليسترول فى الدم حتى 10% حيث تساهم الألياف في التفاح في السيطرة على نسبة الكوليسترول الضار والتخلص منه حرصا على سلامة القلب.

الحدّ من خطر الإصابة بالسكري:

التفاح فاكهة لا تسبب زيادة فى الوزن أو التأثير على نسبة الأنسولين لدى مرضى السكري وقد وجد أن الأشخاص الذين يتناولون 3 حصص بالأسبوع من التفاح، والعنب، والزبيب هم أقل عرضة بنسبة 7% للإصابة بالسكري من النوع الثانى، مقارنة بالذين يمتنعون عن تناول الفاكهة وتقتصر مأكولاتهم على الحلويات الغنية بالسكر والدهون المشبعة.

زيادة معدل الأيض وإنقاص الوزن:

يؤدي تناول تفاحة في الصباح إلى تسريع عملية الأيض، و لكن لا تتوقع أن يساعدك ذلك على إنقاص الوزن – فتفاحة واحدة فقط لها تأثير ضئيل. إذا كنت تريد زيادة معدل الأيض، حافظ على تناول التفاح إلى جانب الأطعمة الأخرى الغنية بالبروتين إلى وجبتك الصباحية. ولا تنسى أنه للحفاظ على سرعة عملية الأيض أو ما يطلق عليه التمثيل الغذائي.

ستحتاج إلى تناول الطعام على فترات منتظمة والحفاظ أيضا على إتباع التمارين الرياضية. يساعد تناول التفاح على إنقاص الوزن، طالما أنه جزء من نظام غذائي صحي ذو سعرات حرارية محددة. وجد أن تفاحة متوسطة الحجم  تحتوى على 95 سعر حراري، والتي تناسب حمية منخفضة السعرات الحرارية، سواء في وجبة الإفطار أو كوجبة خفيفة للحفاظ على طاقة الجسم بين الوجبات.

كما تحتوي التفاحة على الكثير من الألياف الغذائية وهى التى تشعر بالإمتلاء، مما يجعل من السهل  تناول الطعام أقل، كما تبطئ الطعام المهضوم أثناء إنتقاله عبر الجهاز الهضمي.

إضطرابات الهضم:

التفاح غني بالألياف النباتية والبكتين، وهما ضروريان للوظيفة المعوية الطبيعية، وخلق بيئة معوية صحية مع البكتيريا الصديقة التي تؤدي العديد من الوظائف الأساسية بما في ذلك مكافحة الإلتهابات وإزالة السموم. ويوصى بتناول التفاح قبل الوجبات للأشخاص الذين يعانون من إضطرابات فى الهضم. كما يمكن  خلط التفاح المبشور مع الزبادى ليكون علاجاً مساعداً فى حالات الإسهال.

يساعد تناول التفاح أيضا على تفتيت حصوات المرارة وينشط الكبد ويعتبر ضرورى لصحة الكبد. وتتكون الألياف في التفاح من ألياف قابلة للذوبان وألياف غير قابلة للذوبان، وكلاهما يلعب دورا في تخفيف الإمساك ويسمح بحدوث الحركة السليمة للأمعاء، والتفاح يحتوي على حوالي 64% من الألياف الغير قابلة للذوبان، و 36% من الألياف القابلة للذوبان.

تعمل الألياف القابلة للذوبان على تماسك المادة الهلامية في الجسم، مما يساعد على الهضم بطريقة بطيئة، وتعزز الألياف الغير قابلة للذوبان في الوقت نفسه، الجزء الأكبر من البراز على التحرك من خلال الجهاز الهضمي.

دائما يفضل أكل التفاح دون تقشير، حيث أن قشرة التفاح تحمل كمية كبيرة من الألياف، فالتفاحة المتوسطة تحتوي على 4.4 جرام من الألياف عندما تكون غير مقشرة، ولكن تقشير التفاحة يقلل من محتوى الألياف فيها ليصل إلى 2.1 جرام فقط.

علاج الإرتجاع المريئي:

مرض الإرتجاع المريئي، هو مشكلة شائعة وسببه هو حدوث إختلال وظيفي في العضلة العاصرة المريئية السفلى والتي تسمح لـحمض المعدة وجزيئات الطعام الأخرى بالعودة مرة أخرى إلى المريء بعد البلع ويمكن أن تتراوح الأعراض من حرقة خفيفة في الصدر بعد تناول الطعام، إلى إرتجاع شديد لجزيئات الطعام مرة أخرى في المريء والفم.

كثير من الناس الذين يغيرون من نمط حياتهم ويقومون بتناول وجبات صغيرة، قد يساعدهم هذا على الحد من أعراض إرتجاع المريء، وتشير بعض الدراسات العلمية إلى أن التفاح بإعتباره مادة قلوية، قد يساعد على تقليل حمض المعدة، وبالتالي علاج مشكلة إرتجاع المريء.

التفاح ضرورى لصحة الكلى:  

يوفر التفاح ما يحتاج إليه الجسم من الألياف وعنصر البوتاسيوم والحديد، وهذا يجعله علاج فعال في حالات الأنيميا والإمساك ولكن بدون تقشير، هذا إلى جانب قدرته على توفير السوائل والعناصر اللازمة للمرضى الذين يعانون من قصور في وظائف الكلى. ولكن يتم تقديمه لمرضى الكلى بطريقة خاصة لينال المريض الفائدة الكاملة منه وهي أن نقوم بنزع القشرة الخارجية والبذور الداخلية ثم تقطيعه ووضعه في الماء المغلي وتناوله في الماء وبهذا يكون أكثر فائدة، كما يعد وجود عنصر البوتاسيوم والألياف الغذائية من أهم العوامل لحماية الكلى لمن يريدون الوقاية من مشكلات الكلى لأنهم يساهمون في التخلص من كافة السموم المتراكمة في الكلى وتجمع الحصوات.

تحسين الصحة العصبية:

تناول التفاح له فوائد على الصحة العصبية حيث يحتوي التفاح على مضادات الأكسدة، فهو الأقوى في مساعدة الجسم على التخفيف من تلف الخلايا التي يكون سببها التأكسد وإلتهاب الخلايا العصبية.

تناول التفاح بإنتظام يحمي الخلايا العصبية من آثار التوتر العصبي كما يلعب دوراً هاماً في الحدّ من مخاطر الإضطرابات مثل مرض الزهايمر. وأكدت بعض الدراسات الحديثة أن التفاح الأخضر يعمل على حماية المخ ووظائف الدماغ ويقي الإنسان من الإصابة بمرض الزهايمر لتوفر فيتامين B والمواد المضادة الأكسدة به.

فوائد التفاح للحامل:

أكدت إحدى الدراسات البريطانية، إلى أنّ إستهلاك التفاح بوفرة أثناء فترة الحمل تساعد الجنين على الولادة من دون أن يكون عرضة للربو. وأكد العلماء إنّ الأطفال، الذين تناولت أمهاتهم أثناء فترة الحمل بمعدل من أربع إلى خمس تفاحات كل أسبوع، كانت إحتمالات الإصابة بالربو لديهم منخفضة بنسبة 53% مقارنة بغيرهم، وأوضحوا أن ما يفسر ذلك هو وجود كميات كبيرة من مادة الفلافونويداتFlavonoids  في التفاح.

فوائد أخرى للتفاح:

يحتوى التفاح على عنصر الكالسيوم اللازم للأسنان والعظام لهذا يمنع هشاشة العظام و يقوي اللثة لإحتوائه على حمض الأوكساليك Oxalic acid، كما يسهل إفراز غدة اللعاب ويهدئ السعال. ونظرا لإحتوائه على الألياف الغنية بالبكتريا فيساعد على نضارة البشرة .

شرب عصير التفاح ثلاث مرات يومياً يمنع الفيروسات من دخولها لجسم الإنسان لذا فهو يخلص جسم الإنسان من السموم. كما وجد أن صبغة الكلوروفيل في التفاح الأخضر تساهم في حماية مستوى الإبصار هذا إلى جانب توفر مواد أخرى مثل الزياكسانثين واللوتين.

الفرق بين التفاح الأحمر و التفاح الأخضر:

تكون في اللون وبالتالي في أنواع المواد المضادة للأكسدة،  الفرق بين التفاح الأحمر الحلو والتفاح الأخضر الحامض هو في نسبة كل من السكر والمواد الحمضية، فكلما زادت حلاوة التفاح قلت حموضته، وكلما زادت حموضته قلت كمية السكريات فيه، أما الفوائد ففي جميعها.

لذلك ينصح فى نهاية المقال من توفير فاكهة التفاح لكافة الأعمار فهو الفاكهة الآمنة تماما على صحة المرضى ويقوم بحماية الجسم من الأمراض ويفضل تناوله طازجا أوعصير وخاصة للأطفال لحمايتهم من البكتيريا والفيروسات.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى