الأخبارحوارات و مقالات

محمود عطا يكتب: زغاريد ليست كالزعاريد

رئيس الإدارة المركزية للبساتين- وزارة الزراعة

لم تتجاوز الثالثة والعشرين من عمرها دائمة النظر الي صورته المختبئة فى تليفونها عاشت قصة حب مع خطيبها ذلك الشاب الذى تخرج من الكلية الحربية.

تعالت الزغاريد تزين قريته بالبهجة وقرر والده ان تكون حفل خطوبته فى ذات يوم حفل تخرجه والزواج بعد ستة أشهر ولأن العروس معلومة الحسب وأصيلة النسب فخير البر عاجله تزوج منها وقضى أسبوعه الاول من الزواج فى بهجة لاتوصف وسعادة غامرة وحمل حقيبته متوجها إلى كتيبته حاملا معه أحلامه وطموحاته وبعض من كعك الفرح والبسكويت ….

استقبلته جنود سريته وضباط كتيبته بالتهانى وذات ليلة كلفه القائد بمرافقته بالمرور على بعض من خدمات الكمائن الثابتة المرابطة بالقرب من الحدود بمنطقة رفح المصرية وأنهما سيتناولون وجبة العشاء مع أبطال إحدى الكمائن لرفع روحهم المعنوية لم يتردد فى تنفيذ الامر واصطحب معه بعض من علب الشيكولاته لتوزيعها على الجنود لانه حتما سيتلقى منهم التهانى بمناسبة زفافه.

واستمر الضابط الشاب شهرا كاملا يؤدى واجبه باقتدار وبطولة وحب حتى فاجئه القائد بمنحه أجازة لمدة ثلاثة أيام تبدأ غدا لم ينام ليلته رفعت زوجته يديها للسماء قائله اللهم ان كان ألمى مرض فاشفنى وإن كان حملا فارزقنى طفلا يحمل وسامة وطيبة قلب والده.

رفع المؤذن آذان الفجر توضأ ت الزوجة وارتفعت أصوات مدوية تهز أركان رفح وتناثرت الأشلاء وعجز الدمع عن السقوط وتاهت ملامح الشهداء وعاد الضابط الى قريته مزينا بالعلم ومن خلفه زغاريد تشبه زغاريد زفافه فى قوتها وتختلف فى شجونها ومازالت ذات الثالثة والعشرين تنظر فى صور ة لن يعود صاحبها لكنها تنتظر أن تضع حملها الاول والأخير.

 

زر الذهاب إلى الأعلى