الأخبارالانتاجالمبيداتبحوث ومنظماتحوارات و مقالات

د هند عبداللاه تكتب: جدلية الزراعه البيئية بين الاستدامة  ومكافحة الجوع

 رئيس بحوث قسم بحوث متبقيات المبيدات وتلوث البيئة

الزراعة والغذاء والصحة هي المكونات الأساسية للتراث البشري. وبالتالي، تلعب الثقافة والتقاليد الغذائية دورًا رئيسيًا  في المجتمع وفي تشكيل السلوك البشري، ومع ذلك ، في كثير من الحالات ، خلقت أنظمتنا الغذائية الحالية انفصالًا عن العادات الغذائية والثقافة.

 وقد ساهم هذا الانفصال في وجود الجوع والسمنة جنبًا إلى جنب ، حيث يعاني حوالي 800 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من الجوع المزمن ويعاني ملياري شخص من نقص المغذيات الدقيقة. وفي الوقت نفسه هناك ارتفاع كبير في السمنة والأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي ؛ 1.9 مليار شخص يعانون من زيادة الوزن أو الإصابة بالسمنة والأمراض غير المعدية (السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري) و هي السبب الأول للوفيات في العالم.

 من هنا جاءت مبادرة رئيس الجمهورية للقضاء على فيروس سى، والكشف عن الأمراض غير السارية، والعديد من المبادرات الاخرى لمحاربة زيادة الوزن والحفاظ على صحة المصرين. ومشروع استصلاح المليون ونصف فدان للحصول على منتجات زراعية متميزة من المحاصيل العالية الجودة المنزرعه تحت ممارسات زراعيه جيده وبالتالى محتوى اقل من الملوثات. حيث يلعب علم البيئة الزراعية دورًا مهمًا في إعادة التوازن بين التقاليد والعادات الغذائية الحديثة، والجمع بينهما بطريقة متناغمة تعزز الإنتاج والاستهلاك الصحيين للأغذية ، ودعم الحق في الغذاء الكافي. بهذه الطريقة، يسعى علم البيئة الزراعية إلى تنمية علاقة صحية بين الناس والغذاء.

لقد تحدثنا فى المقالات السابقة عن المبيدات وصعوبة الاستغناء عنها وكيفية الحد من التلوث بالمبيدات ام اليوم سوف نتناول الموضوع من الوجه الأخرى للحقيقة فهناك الكثيرون المؤيدون لعلم الزراعة الإيكولوجية. حيث لا تزال الزراعة الإيكولوجية ( الزراعة البيئيه ) تكتسب زخما على الصعيد الدولي باعتبارها منهجا فعالا لمواجهة  تغير المناخ والتحديات المترابطة التي يواجهها الأمن الغذائي والتغذية. كما ظلت الزراعة البيئية من المواضيع الساخنة والمهمة للنقاش في البلاد الزراعية، كذلك في مؤتمرات ومنتديات التنمية المستدامة والاقتصاد الاخضر (النظيف).

الزراعة البيئية Agro-ecology  تعرف بانها  تطبيق للمفاهيم والمبادئ البيئية لتصميم وتطوير وادارة أنظمة  الزراعة  المستدامة، بحيث تقوم على إدخال أفكار تتعلق بالبيئة والمجتمع ولا تركز فقط على الانتاج بل على استدامة النظام البيئي واحيانا فإن مفهوم الزراعة البيئية يساء فهمه وتعريفه، فبعض المدافعين عن الزراعات الحديثة يعرفونها بأنها الرجوع الى نظام الزراعة التقليدية القديمة. ولكن تختلف الزراعة البيئية عن طرق الزراعة التقليدية في عدة نقاط  منها، أولاً، الاهتمام بالصيانة في مراحل مبكرة ومتعاقبة وثانياً، الأحادية أو زراعة المحاصيل من نوع واحد وثالثاً، الحراثة بطرق تجنب تعرية التربة ورابعاً، الحفاظ على التنوع البيولوجي الطبيعي.

تعتمد الزراعة الإيكولوجية، التي تسمى أيضًا العضوية أو البيولوجية، على فرضية أن المحاصيل تستفيد من الموارد الطبيعية، على سبيل المثال، لمحاربة الآفات أو الحفاظ على خصوبة التربة أو زيادتها، وما إلى ذلك، دون اللجوء إلى المواد الكيميائية مثل الأسمدة والمبيدات الحشرية ، المضادات الحيوية ، ودون استخدام أي الكائنات الحية التي تم تعديلها وراثيا. بهذه الطريقة، يتم الحصول على أغذية أكثر طبيعية وصحية ومغذية. بالإضافة إلى ذلك ، فهي تساعد على تحقيق استدامة أكبر للبيئة مما يؤدي إلى الحد الأدنى من التأثير البيئي.

هناك عدة أنواع من الزراعة الإيكولوجية التي تقوم على التوازن واحترام البيئة، مثل الزراعة الحيوية ، الزراعة الطبيعية أو فوكوكا ، الزراعة التآزرية ، الزراعة المسيانية ، الزراعة الدائمة ، إلخ.

وتشمل الزراعة الإيكولوجية ممارسات زراعية مثل الحرث المحدود أو عدم الحرث وزراعة الغطاء النباتي، وإدماج المخلفات النباتية في التربة، والبذر المباشر للنباتات من خلال الغطاء النباتي.

الزراعة المستدامة هى أحد أنواع الزراعة العضوية يتم استلهام قواعدها من الطبيعة فيتم فيها زراعة النباتات جنبا إلى جنب فى نظام متكامل ومتناغم كما فى الطبيعة تماما ويمنع فيها استخدام الكيماويات المصنعة بمختلف أنواعها سواء للتسميد أو لمكافحة الآفات ويستعاض عنها بطرق طبيعية فى التسميد والمكافحة كما يمنع فيها العزيق ويستعاض عنه بطرق طبيعية للحد من الحشائش.

   تتميز الزراعة المستدامة بالمحافظة على البيئة من حيث : الاستغناء عن الأسمدة الكيماوية والمبيدات الكيماوية وبذا توفير تكلفتها. الحصول على منتج حيوى طبيعى ذا مميزات صحية كبيرة .تتميز الزراعة المستدامة بالمقدره على الاستغناء عن الأسمدة الكيماوية والمبيدات الكيماوية وبالتالي توفير تكلفته.- الحصول على منتج حيوى طبيعى ذا مميزات صحية كبيرة ،مجهود أقل فى العناية    نظرا لانعدام العزيق والتسميد الكيماوى- جو أكثر نقاء فى المزرعة وأفضل صحيا لخلوه من الكيماويات المصنعة. الترشيد الكبير فى استخدام المياه عن طريق تخزينها بطرق مبتكره .

المنتجات البيئية أكثر صحة لأنها خالية من النفايات السامة المستمدة من المبيدات الحشرية والمضادات الحيوية والأسمدة الاصطناعية والمواد المضافة والمواد الحافظة، والتي تستخدم في الزراعة الحديثة وكثير منها للقضاء على الحشرات أو الآفات ومكافحة الأمراض ولإضافة اللون (كما هو الحال في حالة التفاح والبرتقال، وما إلى ذلك) حيث تظهر دراسات السمية المختلفة العلاقة بين مبيدات الآفات وبعض الأمراض مثل السرطان والحساسية والربو.

يرى علماء البيئة الزراعية ان الزراعة الحديثة بجميع مدخلاتها أكثر تكلفة من الزراعة البيئية وان الزراعة البيئية على المدى البعيد سوف تكون من مصادر الدخل القومي نظرا لان المنتجات البيئية ستكون الاكثر فى التصدير لخلوها من متبقيات المبيدات.  ان احترام البيئة هي واحدة من مزايا المنتجات البيئية.

تحافظ الزراعة البيئية على البذور للمستقبل، وبالتالي تمنع اختفاء بعض أصناف المحاصيل ذات القيمة الغذائية والثقافية الكبيرة.

الهدف الذى نسعى من اجله جميعا (الزراعة، الصحه و الامن الغذائى) يستحق ان نتعاون ونصبح يدا واحده من خلال الابحاث المشتركه للوصول الى نقطه تجمع ما بين زيادة الانتاج الزراعى عالى الجوده ذو المحتوى الادنى من الملوثات مع رفع مستوى الاقتصاد الزراعى.

  

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى