ننشر أول دراسة تفصيلية عن مشاكل زراعة الزيتون في مصر
>> ضوابط لإستيراد الشتلات… والازمة: 75% من الأشجار لـ”التخليل”…وننتج 30 ألف طن زيت فقط
أعدت وزارة الزراعة، ممثلة في مركز البحوث الزراعية ومعهد بحوث البساتين، أول دراسة فنية متخصصة عن إستراتيجية التوسع في زراعة الزيتون، متضمنة الأصناف المنزرعة في مصر سواء زيتون التخليل أو أصناف إنتاج الزيت، فضلا عن طرق الزراعة سواء الكثيفة أو عالية الكثافه، والاحتياجات المائية للأصناف والمناطق المقترحة للزراعة، وفرص التصدير وطرق تدبير الشتلات واستيراد الشتلات.
وأوضحت دراسة تلقاها الدكتور عزالدين أبوستيت وزير الزراعة وإستصلاح الاراضي، ان إحتياجات البلاد للتوسع في زراعة أصناف الزيتون لأغراض إنتاج الزيت، مشيرا إلي أن 75% من المساحات المنزرعة بالزيتون حاليا من أصناف زيتون التخليل، بإجمالي كمية بلغت 750 ألف طن يستخدم منها للتصدير حوالي 150 ألف طن والباقي 600 ألف طن يستخدم في الاستهلاك المحلي، بالإضافة إلي فاقد يصل إلي 10% من إجمالي الإنتاج.
ولفت التقرير إلي أن إجمالي المساحة غير المثمرة تصل إلي حوالي 25 ألف فدان ومعظمها من أصناف المائدة وإنتاجها في خلال السنوات القادمة يغطي الزيادة في الاستهلاك المحلي والصادرات، مشيرا إلي إنتاج مصر من أصناف الزيت حوالي 30 ألف طن زيت معظمها للاستهلاك المحلي، والصادرات في حدود 6 ألاف طن زيت سنويا.
وكشف التقرير عن ان مصر تعاني من زيادة في الفجوة الزيتية حيث يتم استيراد أكثر من 95 % من الاستهلاك المحلي من زيت الزيتون عموماً، بسبب تنامي الوعي في زيادة استهلاك زيت الزيتون محلياً لأهميته الغذائية والصحية، مشيرا إلي أن مصر تخطط لإستكمال زراعة 100 مليون شجرة زيتون، بدلا من 35 مليون شجرة زيتون حاليا، علي أن تم تنفيذ الخطة بزراعة 65 مليون شتلة خلال 3 سنوات لاستكمال الـ 100 مليون شجرة زيتون، ويتم الاعتماد على تدبير هذه الشتلات من القطاع الخاص والحكومي عن طريق طرح كراسة شروط لتوريد الشتلات.
وأوضح التقرير أن جميع طرق الغرس في مصر هي زراعات كثيفة (100-230 شجرة في الفدان)، وإنه بالنسبة للزراعة عالية الكثافة فيجب تشجيع أي مستثمر يخوض هذه التجربة لتأكيد مدى إمكانية نجاحها في مصر على أن يتم الاعتماد على الأصناف المنتج شتلاتها محلياً.
وأشار التقرير إلي الإرتفاع المستمر في تكاليف الجمع اليدوي للزيتون سنوياً وتشكل هذه التكلفة حاليا 20 % من قيمة بيع المحصول ولها تأثير سلبي على جودة الزيت وعلى النقيض من ذلك فإن الجمع الآلي يعطي جودة زيت عالية مع انخفاض التكاليف.
وفيما يتعلق بالاحتياجات المائية للأصناف وطرق الغرس للزيتون، أكد التقرير إن الاحتياجات المائية متقاربة في أصناف التخليل والزيت في الكمية، رغم ان جدولة الري تختلف بينهما طبقاً للمراحل الفسيولوجية، موضحا أن الاحتياجات المائية تختلف طبقاً لجودة مياه الري ونوع التربة، وتزيد باستخدام المياه المالحة والأراضي الرملية، حيث تقدر الاحتياجات المائية في حدود 3000 إلى 4000 م3 للفدان في العام.
وإقترح التقرير مناطق التوسع في أصناف الزيت وهي شمال ووسط سيناء وطريق الضبعة (يمين ويسار) وطريق العلمين (يمين ويسار) – وادي النطرون – شرق واحة سيوة والجارة، بينما لفت التقرير إلي إنه من المتوقع أن تقل نسبة الزيت بمقدار 2 % في مناطق الواحات البحرية والفرافرة وطريق أسيوط الغربي حتى المنيا نظراً لارتفاع درجة الحرارة وقت تكوين الزيت.
وشدد التقرير علي ان توقعات الاستهلاك والتصدير توضح زيادة الاستهلاك المحلي نتيجة الوعي بالقيمة الغذائية والصحية، بينما تعد فرص التصدير واعدة لزيادة الطلب العالمي على استهلاك الزيت، مشيرا إلي أهمية وضع تشريعات لإخضاع الزيوت المنتجة في مصر للاختبارات الكيميائية وإنشاء أكثر من معمل للاختبارات الحسية تماشيا مع توصيات المجلس الدولي للزيتون.
طرق تدبير الشتلات محليا
وأعد مركز البحوث الزراعية مقترحا لكراسة شروط لتوريد شتلات الزيتون متضمنة التعاقد مع مشاتل إنتاج شتلات الزيتون (حكومة أو قطاع خاص) والمرخص لها بذلك من الإدارة المركزية للبساتين أو الإدارة المركزية لفحص واعتماد التقاوي.
وتتضمن شروط التوريد للأصناف المطلوبة من أنواع كوروناكي (50 %)، كوراتينا (30 %)، مراقي (20 %)، علي أن تكون الكمية المطلوبة طبقاً لاحتياجات المستثمرين، وبدء التسليم بعد عام من تاريخ التعاقد ولمدة عام آخر، بالإضافة إلي ان الشروط تشمل إنه فيما يتعلق بالمشاتل التي سيتم التعاقد معها فستخضع للإشراف الفني والمرور الدوري من قبل الإدارات المعنية بمركز البحوث الزراعية.
ووفقا للشروط يقدم عرض الأسعار على الكميات من 100 : 500 ألف شتلة موزعة على الأصناف المختلفة بالنسبة الموضحة، عل أن يتم الاستلام من أرض المشتل بمعرفة المختصين وبعد الفحص بالشروط الفنية والتي تشمل شتلات مطابقة للصنف المطلوب، والأا يقل طول الشتلات عن 50 سم مرباة على ساق واحدة وسمك الساق على ارتفاع 10 سم من سطح الكيس لا يقل عن 5 مم، وأن تكون الشتلات نامية في أكياس سعت 1 : 1.5 لتر تحتوى على تربة خالية من أي مسببات مرضية، ويكون المجموع الخضري والجذري بحالة صحية جيدة وخالي من أي مسببات مرضية ومن الآفات والحشائش بأنواعها المختلفة، ويتم تفطيم وفرز الشتلات قبل الاستلام بـ 15 يوم على الأقل.