أول تصريح لممثل “الفاو” في مصر بعد إعلان دخول دودة الحشد الخريفية
>>تنفيذ برنامج لمكافحة دودة الحشد الخريفية بالتعاون مع وزارة الزراعة
>> جادين: العالم يواجه صعوبات في السيطرة عليها… والأعداء الطبيعية “خط دفاع أول”
قال الدكتور حسين جادين ممثل منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” في مصر، ان المنظمة الدولية في انتظار ان تتقدم الحكومة بطلب للمساعدة في مكافحة دودة الحشد الخريفية، خاصة بعد أن أعلنت رسميا عن دخول الحشرة إلي مصر، موضحا ان “الفاو” سترحب بطلب المساعدة لمصر كأحد أولويات المنظمة الدولية لمساعدة الدول في إدارة منظومة مكافحة الآفة الخطيرة التي تهدد الأمن الغذائي العالمي.
وأضاف “جادين”، في تصريحات صحفية لـ”أجري توداي”، ان تم توجيه اعتمادات مالية من المنظمة الدولية لمصر بهدف عمل ورش عمل تدريبية وتوعوية، يشارك في إدارتها متخذي القرار بوزارة الزراعة المصرية بدأت ب3 ورش عمل بالوجه القبلي وسيتم استكمالها بورشة توعوية للعاملين بالمكافحة في الوجه البحري، تليها ورشة عمل جامعة يشارك فيها مديرو مكافحة الآفات ومديريات الزراعة بمختلف المحافظات بالقاهرة، تمهيدا لإعداد خطة متكاملة للمكافحة للسيطرة علي دودة الحشد الخريفية وحماية الزراعة المصرية من مخاطرها.
وأوضح ممثل الفاو في مصر ان منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة تعكف حالياً على دعم تصميم واختبار برنامج إدارة آفات لأصحاب الحيازات الصغيرة في أفريقيا لمكافحة دودة الحشد الخريفية في القارة، وتتمثل أولي الخطوات بالاستفادة من خبرات المزارعين والباحثين في الأمريكيتين في مكافحة الآفة للوصول إلى أفضل الممارسات الموصى بها تمهيدا لتجربتها وتبنيها في الحقول من خلال المدارس الحقلية للمزارعين. علي أن يتم نشرها ومشاركتها مع المزارعين ومنظمات المزارعين والحكومات عبر القارة الأفريقية.
وشدد ممثل الفاو في مصر على أهمية تعدد الأعداد الحيوية الطبيعية) مثل المفترسات العامة كالنمل وإبرة العجوز، بالإضافة للمفترسات المتخصصة وكذلك الكائنات الممرضة للحشرات مثل الفيروسات، البكتريا، والفطريات. وذلك لمواجهة خطورة الفراشات المؤنثة ذات قدرة عالية علي الطيران وسوف تستمر في الانتشار خلال القارة ويمكن أن تتعداها. سوف يستمر تعداد دودة الحشد الخريفية في الزيادة وخاصة في حال توفر نباتات عائلة للتكاثر عليها.
وأشار “جادين”، إلى أن خطوة دودة الحشد الخريفية تكمن في أنها وصلت لأفريقيا غير مصحوبة بأعدائها الطبيعيين مما سمح لها بالزيادة الهائلة في التعداد أكثر حتى من المعدل الطبيعي لها، مقارنة بدودة الحشد الأفريقية التي موطنها الأصلي هو أفريقيا فإنها تُوَاجَه بالعديد من الأعداء الحيوية الطبيعية) المفترسات، المتطفلات، مسببات الأمراض.
وأشار “جادين”، إلي إنه من الصعوبة استئصال دودة الحشد الخريفية من أفريقيا نظراً لأن الفراشات المؤنثة ذات قدرة عالية علي الطيران فإنها بالفعل قد انتشرت عبر القارة الأفريقية وأصابت مختلف المحاصيل) أهمها الذرة الشامية حتى الوقت الحالي (في ملايين الهكتارات من المحاصيل. لذا فمن الصعب إزالتها مع التعداد الكبير والانتشار الواسع.
وحدد ممثل الفاو في مصر خطة المكافحة، بالتأكيد على إنه قد تكون هناك حاجة للمبيدات للسيطرة على دودة الحشد الخريفية محلياً. داخل كل دولة وعبر القارة لابد من تحديد المبيدات الكيماوية الأكثر فاعلية، والأقل خطراً، والتي تكون اقتصادية، ويكون من السهل الحصول عليها بالإضافة لسهولة الاستخدام من قبل أصحاب الحيازات الصغيرة دون الحاجة إلى آلات متطورة ويجب العلم أنها ليست مجرد مسألة المبيدات الأكثر فعالية في محطات الأبحاث، بل لابد من تحديد التكاليف والتوصيات المحددة لكل مبيد) العنصر النشط، صورة المستحضر، وكيفية ووقت تطبيق هذه المبيدات وزمان تطبيقها لأصحاب الحيازات الصغيرة.
ولفت “جادين، إلى أن هناك العديد من الكائنات الحية التي يمكن أن تساعد في مكافحة دودة الحشد الخريفية. البعض منها متواجد طبيعياً في أفريقيا مثل المفترسات، المتطفلات العامة وبعض مسببات الأمراض الحشرية (في حين أن البعض الأخر يحتاج إلى إدخاله من الأمريكيتين) المفترسات والمتطفلات المتخصصة وبعض سلالات مسببات الأمراض الحشرية (كما يمكن إستخدام بعض النباتات الطاردة أيضاً.
وأضاف ان منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة تعمل مع الدول الأعضاء من جميع أنحاء العالم لتحديد التوصيات لأفعال المزارعين، بما في ذلك المبيدات الحشرية الفعالة، ولكن مع انخفاض مخاطرها على البشر والبيئة. وسوف يتم تقديم هذه التوصيات على المستوى الوطني.
وأوضح “جادين، ان الذرة هو المحصول الرئيسي الأكثر إصابة وتأثراً بدودة الحشد الخريفية ومن غير المرجح أن يتخلى المزارعون والعائلات عن زراعة محصول الذرة الشامية. ولكن هناك طرق لإدارة دودة الحشد الخريفية في الذرة، كما حدث من قبل في الأمريكيتين.
وأضاف أن دودة الحشد الخريفية تتغذي غالباً على أوراق الذرة ونادراً ما تصيب النورات المؤنثة. وعادةً لا يتم إستخدام تلك النورات المؤنثة المصابة في تغذية الإنسان. وبينما لا يؤثر الضرر المباشر لدودة الحشد الخريفية علي سلامة الغذاء في الذرة ولكن من الممكن أن يتسبب في أن يكون الذرة المصاب أكثر عرضة لوجود السموم الفطرية (الأفلاتوكسينات).
يأتي ذلك بينما شدد تقرير أصدرته منظمة “الفاو” علي أن دودة الحشد الخريفية تصيب أكثر من 80 نوع نباتي وتسبب ضرر بالغ لمحاصيل الحبوب الهامة اقتصاديا مثل الذرة الشامية، الأرز، الذرة الرفيعة وكذلك لمحاصيل الخضر والقطن. الموطن الأصلي لهذه الحشرة هو المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في القارة الأمريكية. ويعتبر الطور اليرقي للحشرة هو الطور الضار. وتقوم الحشرة بالتكاثر بمعدل عدة أجيال في السنة الواحدة وتستطيع الحشرات الكاملة (الفراشات) الطيران لمسافات طويلة تصل إلى 100 كم في الليلة الواحدة.
وأشار التقرير إلي أن هناك العديد من الخبرات والتوصيات لإدارة دودة الحشد الخريفية من القارة الأمريكية وسوف يحتاج المزارعون الأفارقة إلى الاطلاع على هذه المعلومات والمصادر ليتمكنوا من الإدارة المستدامة لدودة الحشد الخريفية، موضحا إنه من المؤكد أن هناك ثروة من خبرات الإدارة والبحوث في القارة الأمريكية يمكن مشاركتها وتجربتها في أفريقيا. وتسعي منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة جاهدة لتطبيق تعاون دول الجنوب لإحضار مثل هذه الخبرات والمعرفة لأفريقيا.