الأخبارالاقتصادالصحة و البيئةالعالمالمحميات الطبيعيةمتفرقات

د عاطف كامل يكتب:داء الرشاشيات…قاتل الصقور

استاذ وخبير الحياة البرية وحدائق الحيوان- رئيس المركز الإقليمى التدريبى والبحثى فى المحميات الطبيعية بجامعة قناة السويس

الرداد أو داء الرشاشيات مرض خطير يصيب الصقور، وعلاج الرداد ليس سهلاً، فإذا لم يتم علاجه بشكل فعال فإنه يقضى على الصقر، وبما ان الوقاية خير من العلاج فإن العناية الجيدة بالصقور وبمسكنها وأكلها يقلل من فرص اصابتها إلى حد كبير، كما ان الكشف المبكر عن المرض يعطي فرصة أكبر للشفاء.

تصاب الصقور بهذا الداء بسهولة عندما تتعرض للاجهاد أو الضعف أو المرض، وتتعرض الصقور للاجهاد عندما توضع في غرف مظلمة أو رطبة أو حارة أو في غرف سيئة التهوية أو غير صحية أو تحتوي على الغبار، ومن الأسباب الأخرى لاصابة الصقور بالاجهاد عدم تزويدها بالطعام الملائم وبذل جهد مفرط خلال تدريبها..
تصاب الصقور بالرداد بسبب الفطريات الموجودة في الهواء والتربة، وعندما تدخل هذه الفطريات إلى رئتيها وتجويفاتها الهوائية عن طريق التنفس تصيبها بالالتهاب والمرض، يطلق على الفطريات التي غالبا ما تسبب الإصابة بالرداد «الرشاشيات الدخناء»، وتكون تجمعات فطرية تتسبب في انسداد الرئة أو التجويف الهوائي وتصيبها بالالتهاب وتعوق الصقر عن التنفس الطبيعي.

إذا كان عدد هذه الجراثيم مرتفعاً أو إذا كان الصقر مجهداً جداً فقد يؤدي ذلك إلى القضاء على الصقر خلال أيام إلا أن الرداد يحتاج إلى أسابيع أو حتى أشهر لظهور علامات واضحة للمرض.. ويؤدي الرداد إلى فقدان شهية الطيور للطعام والقيء المتكرر، فيفقد الصقر وزنه ويصاب بالوهن تدريجيا مما يعرضه للإصابة بأمراض أخرى بسهولة..

التعرف على المرض

تصاب الصقور بالرداد في أي وقت من العام لذا يجب فحص الصقور بانتظام وقد تدل الأعراض التالية على اصابة الصقر بالرداد ويمكن ان تكون لمرض آخر، فإذا لاحظتم الأعراض التالية عليكم التوجه بالطير إلى الطبيب البيطري بأسرع وقت ممكن..
التنفس غير الطبيعي: من الدلائل التي تشير إلى الاصابة بمراحل متقدمة من مرض الرداد، التنفس بجهد والتنفس العميق والتنفس البطني..
اختبار التنفس:

يمكن اتباع الاختبار التالي للكشف عن مرض الرداد في مراحلة المبكرة..
1. ضع الطير في غرفة باردة وراقبه وهو في حالة استرخاء، راقب معدل تنفسه في الدقيقة فالمعدل الطبيعي يتراوح بين 15و30 مرة في الدقيقة..
2. أجهد الصقر ودعه يطير من نهاية «المنجلة» لمدة 15-20 ثانية..
3. راقب معدل تنفس الطائر لمدة خمس دقائق، فإذا انقضت أربع دقائق دون أن يعود تنفس الطائر إلى معدله الطبيعي، عندها يحتمل أن يكون الصقر مصابا بداء الرداد..

أداء الطيران:

يبدو الصقر المصاب بمرض الرداد خائر القوى عند التحليق والطيران، ومن علامات المرض الأولى كيفية تصفيقه بجناحيه وانحداره في الأوقات التي يجب أن يحافظ الطائر فيها على سرعة طيران ثابتة..
اصابة العضلات بالوهن: فحص عضلات الصدر بانتظام للكشف عن أي ارتخاء في العضلات «فقدان العضلات لصلابتها»..
– القيء المتكرر وفقدان الشهية أو فقدان الوزن تدريجيا بالرغم من تناول غذاء جيد..
– ظهور لون أخضر فاتح في بياض البراز قد يشير إلى اصابة الصقر بالرداد..

الوقاية من المرض

بما ان الاجهاد يعتبر السبب الوحيد الأكثر أهمية في اصابة الصقور بداء الرداد، يتوجب بذل كل جهد ممكن للتحقق من تقليل درجة إجهاد الطائر، والنقاط التالية توضح خطوات مفيدة للمحافظة على صحة الطيور:
1. احفظ الصقر في مسكن مناسب: إذا تم الاحتفاظ بالصقور خلال أشهر الصيف الحارة يتعين حفظها في غرفة مكيفة، وينصح بتنظيف الفلاتر/المرشحات أسبوعياً. كما يجب تهوية الغرفة جيداً والمحافظة على درجة رطوبة منخفضة. كما يجب أن تكون الغرفة خالية من الغبار أو الأوساخ..
2. اشتر الصقر المناسب: اختر الصقر المناسب القادر على البقاء حياً في الأجواء المحلية فالصقور التي تفد من مناطق باردة كصقر الجير، معرضة للإصابة بداء الرداد بسرعة بسبب الصعوبة التي تواجهها في التأقلم مع الطقس الحار والرطب في منطقة الخليج..
3. تعتبر صغار الصقور والصقور المصادرة حديثاً عرضة لأن تكون مصابة بالرداد أو لأن تصاب بداء الرداد أكثر من الصقور التي تلقت العناية السليمة والتي أمضت بعض الوقت في الأسر..
4. عند أو قبل شرائكم للصقر توجهوا به إلى الطبيب البيطري لإخضاعه لفحص صحي شامل..
5. اعتن بالتغذية السليمة للصقر: ان المحافظة على وزن الصقور منخفضاً بتقديم كميات غير كافية من الطعام، أو تغذيتها بطعام سيئ النوعية يزيد من احتمال اصابتها بداء الرداد، ومن الضروريات التي يتوجب مراعاتها دائما أن يكون وزن الصقور عند الطيران ملائماً كما يجب تنويع غذائها بتقديم لحوم لها من نوعية جيدة مع بعض الريش أو الفرو للمساعدة في عملية الهضم..
6. لا تضع طيوراً تتمتع بالصحة مع الطيور المصابة بالرداد في نفس الغرفة: تجنب وضع طيور سليمة مع طيور مصابة بالرداد في نفس الغرفة، وبالرغم من أن الرداد قد لا يكون مرضاً معدياً، فإنه من الحكمة عزلها..
إن علاج مرض الرداد ليس سهلاً، وفي معظم الحالات يتمكن الأطباء البيطريون من معالجة داء الرداد بنجاح، خاصة إذا تم اكتشافه في مراحلة الأولى، لكن العلاج غير مضمون بل أن الصقور التي تستعيد صحتها بعد تلقي العلاج قد تصاب بانتكاسة في المستقبل، اضافة إلى ذلك، فإن داء الرداد قد يصيب الصقور بالاعاقة بسبب قيام الفطريات بإتلاف أنسجة الرئتين والتجويفات الهوائية بشكل دائم..

 

زر الذهاب إلى الأعلى