استاذ مساعد أمراض النبات والمبيدات الحيوية ومدير مركز الزراعة العضوية بمعهد بحوث الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية- جامعة مدينة السادات.

تعتبر الأمراض النيماتودية أحد اهم أسباب خسائر الإنتاج الزراعي المصري بنسب قد تصل إلي 40% فى بعض الأحيان خاصة عند زراعة بعض أنواع الخضر التابعة للعائلة القرعية والعائلة الباذنجنيه Cucurbitaceae  . Solanaceae,

ومما يزيد الأمر تعقيدا هو إنتشار بعض الغير متخصصين فى بعض أنحاء جمهورية مصر العربية وبعض المزارع الكبري والتوصية ببعض أساليب خاطئه علميا لمكافحة هذة الأفة الخطيرة والتوصية ببعض الممارسات الزراعية الخاطئه والتي قد تؤدي إلي تفاقم وتعقيد المشكلة على مرور السنوات .

ولهذا السبب أردت توضيح بعض الطرق العلمية والتطبيقية والتي تناسب الزراعة المصرية خاصة فى بعض المناطق المستصلحة حديثا والتي بها إنتشار كثيف جدا لهذه الآفه الفتاكة للزراعة والتي لها القدرة على التكيف والمعيشة والبقاء فى التربة لعدة سنوات مثل نيماتودا تعقد الجذور “Root-Knot Nematode ”  , حيث توجد بها عدة انواع مختلطة فى التربة المصرية مثل : ” Meloidogyne javanica , M.hapla , M.incognita ”

تستطيع هذه الآفة إصابة عدد كبير من العوائل النباتية تحت الظروف المثلي لحدوث الإصابة وتكون اعراض الاصابة ظهور عقد وانتفاخات على الجذور ويعقب ذلك اصفرار فى المجموع الخضرى وصغر حجمه وقد يذبل النبات عند ارتفاع درجات الحرارة وأحيانا تموت النباتات. وسوف نستعرض بإيجاز دورة حياة نيماتودا تعقد الجذور كنموذج للنيماتودا داخلية التطفل.

تبدأ دورة الحياة بوضع الانثى البالغة لكتلة كيس البيض فى غلاف جيلاتينى معقد التركيب الكيماوى والذى يحافظ على حيوية بيض النيماتودا لفتره طويلة فى الظروف المعاكسة وهذه المرحلة من اهم مراحل مكافحة النيماتودا والتخلص من اعداد كبيرة جدا من النيماتودا قبل فقسها واحداث اصابات جديدة وخسائر جسيمة.

وفى المرحلة الثانية يحدث فقس للبيض ويتحول الى الطور اليرقى الاول داخل البيضة ثم ما يلبث سريعا ان يتطور الى الطور اليرقى الثانى ( وهو الطور المعدى والخطير جدا ) وهو الذى يمكن التغلب غليه لاحقا عن طريق التأثير القاتل لراشح الكمبوست المثبط للنيماتودا وهى نقطة فى غاية الاهمية لمكافحة النيماتودا فى التربة قبل حدوث اى خسائر جسيمة.

ثم يحدث تحول الى الطور اليرقى الثالث والرابع ثم يحدث تطور وتحول الى اناث وذكور وتجدر الاشارة الى ان الذكور لا تسبب اى اصابات او اى خسائر للنبات حيث يقتصر دورها على التلقيح فقط وعند بعض الظروف الخاصة يحدث التكاثر البكرى بدون اللجوء للتزواج وهذه النقطة قد لمستها بنفسى خلال العشرين عاما الماضية وهى نقطة ايضا فى غاية الاهمية ونستطيع منها تغيير اسلوب المكافحة للتغلب على هذا الاعجاز العلمى من النيماتودا للتغلب على المبيدات الكيماوية والتى بسببها تلجأ النيماتودا للتزواج البكرى بدون وجود الذكور للتزواج.

وفى البداية سوف أستعرض بعض الممارسات الزراعية ووسائل المكافحة الخاطئة والتي رأيتها فى بعض المزارع فى ربوع مصر وبعض البلدان فى العالم العربى من المحيط للخليج وهي على النحو التالي : 

توصية بعض الإستشاريين ( الغير متخصيين) بإضافة مركب الفينيك   Phenic acid (حمض الكربوليك (الفينيك) عبارة عن حلقة بنزين متصل بها مجموعة هيدروكسيل (-OH) وصيغته الكيميائية( C6H5OH لمكافحة النيماتودا فى التربة وهو من الأساليب الخاطئه علميا لأنه يدمر المجموع الجذري أولا  ويهيئ النبات للإصابة بشدة أعلي حيث يؤدى ذوبانه فى الماء الى تكوين حمض ضعيف يتفكك إلى أنيون الفينوكسيد Phenoxide  وكاتيون الهيدروجين وهى تسبب سمية شديدة جدا للمجوع الجذرى قبل النيماتودا .

1- توصية بعض الإستشاريين الغير متخصصين بإستخدام الثوم وفرمة وإضافتة للتربة بكميات كبيرة لمكافحة هذه الأفه الخطيرة وهي وسيلة غير علميه بالمرة للمكافحة وقد تسبب وقف مؤقت فقط لنشاط النيماتودا “Nematode – Static” تصل إلي بضعة أيام قليلة ثم ما تلبث أن تنشط النيمااتودا بدرجة أعلى من السابق وتؤدي إلي تدمير المحصول المنزرع .

2- توصية بعض الناس الغير متخصصين بإضافة الجازولين بمعدلات إسبوعيه وهي تقوم بنفس دور الفينيك والذي يؤدي بالتبعية إلي تدمير المجموع الجذري وتهيئة النبات ” خاصة الحامولة النشطة او الشعيرات الجذرية الدقيقة  ” المجموع الجذري والشعيرات الجذرية المغذية للإصابة وبشدة عالية .

الوسائل الحديثة لمكافحة النيماتودا وبطرق تطبيقية تناسب ظروف الزراعة المصرية والزراعة فى البلدان العربية الشقيقة خاصة تحت نظم الزراعة العضوية ” Organic Agriculture ” , نظم الزراعة الجلوبال جاب ” Global GAP ” والزراعة العضوية Organic Agriculture :

1- الكمبوست الوظيفي المثبط للنيماتودا ” Suppressive Functional Compost ”  :

هو نوع متميز من الكمبوست له دور تثبيطي وتضادى كامل و هام لأنواع النيماتودا فى التربه وكذلك الحشائش واعفان الجذور وهذا هو اخر صيحة فى علم مكافحة أمراض النبات الفعالة والمعتمدة حاليا فى أوروبا وأستراليا والولايات المتحدة الامريكية .ويؤدى استخدام هذا النوع من الكمبوست الى موت نهائى للنيماتودا بشرط استخدامه بالمعدلات المطلوبة والمتوافقة مع شدة الاصابة وله دور هام جدا فى المكافحة الكاملة للفطريات المسببة لآعفان الجذور والكامنة فى التربة Soil-borne plant pathogens خاصة تلك المنتجة للاجسام الحجرية Sclerotia مثل فطريات Sclerotinia sclerotiorum, Sclerotium rolfsii, Macrophomina phaseolina, Rhizoctonia solani, and Botrytis   cinerea.

2-إستخدام مركب ” Growth Plus ” : حيث أنه يحتوي على بعض الميكروبات والخمائر النشطة والتي لها pH  يصل إلي 4 أى شديدة الحامضية لإحتوائة على 8 أحماض عضوية تساعد على خلق ظروف غير مناسبة للنيماتودا للمعيشة وإستكمال دورة حياتها بكفاءة كما أنة يهيئ الظروف المناسبة لكائنات التضاد الحيوي Biocontrol agents للتطفل وإفراز بعض المواد السامة للنيماتودا فى التربة .

2- التعقيم الشمسي للتربة : Solarziation

وفية يتم تعقيم التربة بالإشعاع الشمسي عن طريق فرد  اشرطة بلاستيك على سطح التربة وبالتالي ترتفع درجة حرارة التربة بدرجة تصل إلي 78 درجة مئوية فى بعض الاحيان وبالتالي يتم القضاء على النيماتودا وبذور الحشائش وهى من افضل الوسائل خاصة لو تم الدمج بين استخدام الكمبوست المثبط للنيماتودا والتعقيم الشمسى ويوجد بعض النماذج التطبيقية فى المزارع على الطريق مصر-اسكندرية الصحرواى والتى تؤدى للقضاء نهائيا على نيماتودا تعقد الجذور والحشائش واعفان الجذور فى مدة لا تتجاوز 21 يوم  .

3- إستخدام المبيدات الحيوية : Biopesticides or Bionematicides

وفيها يتم إستخدام بعض المبيدات الحيوية والتي تكون متخصصة فى القضاء على النيماتودا فى كافة أطوارها سواء البيض أو الاطوار اليرقية أو الإناث الكاملة أو كتلة كيس البيض ولابد من استخدام اكثر من مبيد له طريقة مكافحة للطور اليرقى الثانى وكذلك للتطفل على كتلة كيس البيض ومنع فقسه وتطور الاصابة.

ونحن مستعدون لتبادل الخبرات ونقل هذه التكنولوجيا الحديثة لكل الدول العربية المعنية ولكم جزيل الشكر والتقدير.