د. اسماعيل عبد الجليل يكتب: بلاغ للحكومة ضد لصوص المياه !
فى غرفه مغلقه نهايه الاسبوع الماضى عقد د. محمد عبد العاطى وزير الموارد المائيه والرى اجتماعا بقيادات الوزاره لأستعراض تقريرا عن ايراد نهر النيل للعام الحالى طبقا لرصد علمى دورى يقوم به مركز التنبؤات لقياسات تربط بين درجه حراره المحيط والامطار الساقطه على المنبع والى آخره من الارقام التى تنتهى برساله تلغرافيه موجزه مضمونها المختصر هو” حاله النهر ” التى يستقبلها خبراء الرى كنتيجه الثانويه العامه !! بها وعليها تتفاوت متاعبهم فى تدبير المياه لمستخدميها فى البيوت والمزارع والمصانع الذين اعتادوا الوفره ولا يرتضون بغيرها فى حراره الصيف !! المصريون اعتادوا من النيل الرخاء والوفره ويرفضون الشح والندره !!
فماذا تفعل الوزاره المسئوله أمام حقيقه الرساله العاجله الوارده الاسبوع الماضي من النهر الخالد ومفادها انخفاضا متوقعا فى ايراداته لايقل عن ثلاثين مليار متر مكعب بما يعنى ” موسم جاف ” !. ولقد شاء حسن القدر ان يأتى جفاف النهر طبيعيا قبل استكمال سد النهضه حتى لاتتهم الدوله بالتقصير فى امنها القومى ويتسابق خصومها فى مقترحات المخططات الاستراتيجية لإفساد العلاقات الأخوية مع شركاء النهر والمصير ونحن مقبلون على دوره الالعاب الافريقيه بروح رياضيه !!.
تلقيت الخبر اثناء استعدادى للسفر الى مقر منظمه الاغذيه والزراعه بروما غدا للمشاركه فى احتفاليه دوليه عن التصحر والجفاف والمقرر فى جدول اعمالها محاضره لى يوم الاثنين عن التجربه المصريه فى مواجهه مخاطر الجفاف مما فرض واقعا اضافيا فى محاضرتى القادمه مضمونه :
- ان هناك فارق كبير بين اداره المخاطر Risk management واداره الكوارث Disaster management وهو الفارق بين الاعداد لسيناريوهات الحدث قبل وقوعه ومواجهته بعد وقوعه ونحن للأسف الشديد نفضل التعامل مع البلاء بعد وقوعه بأجراءات لحظيه عشوائيه تتكبد خلالها الحكومه تعويضات ماليه وخسائر ماديه كان يمكن تفاديها باداره المخاطر مبكرا .
- مواجهه الجفاف ليست مسئوليه وزاره الموارد المائيه والرى منفرده بل هى مسئوليه جماعيه تستلزم استنفار كافه اجهزه الحكومه فى المحافظات وفى مقدمتها الادارات المحليه بالأحياء لوقف ظواهر كثيره متصاعده لأهدار مياه الشرب وهو مايجب ان يحظى بمشاركه فعاله للمواطنين بالأخطار عن حالات سرقه المياه واهدارها وهو مادفعنى امس الى التقدم ببلاغ عاجل للواء محمد سلطان رئيس حى النزهه المعروف بهمته ونزاهته عن واقعتين لسرقه المياه فى نادى الشمس الذى تمتد مساحته لأكثر من خمسين فدانا تروى بخراطيم مصدرها مياه الشرب !! بالرغم من ثراء النادى وقدرته على انشاء شبكه رى حديثه توفر تلك الثروه المهدره فى انديه رياضبه كثيره !!
- كما تقدمت له ببلاغ ايضا عن جراج فى مبنى سكنى تحول نشاطه الى مغسله للسيارات تدار بمياه الشرب وبدون عداد تجارى فى نشاط يستثمر مياه رخيصه لتحقيق عائدا ثمينا مقداره اربعين جنيها للسياره فى مده زمنيه لا تتجاوز 15 دقيقه لعشرات السيارات الوافده لهذا الوكر الغائب عن رصد اجهزه الحكومه وغيره العشرات والعشرات دون رادع يوقظ هؤلاء الفاسدون من لصوص المياه، ومطلوب أيضا تدخل فوري من المهندس ممدوح رسلان رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب لاتخاذ إجراءات عاجلة ضد المخالفين.
- ضرورة تبصير المزارعين بإرشادات الممارسات الزراعيه لمواجهه الجفاف المحتمل وتخفيف حدته وآثاره وبالأخص فى مناطق الزراعات المطريه بالساحل الشمالى الشرقى والغربى ولازلت اذكر واقعه عايشتها فى رفع والشيخ زويد عام 2002 عنما تعرضت المنطقه لشح الامطار القائم عليها ارزاق مزارعى الخوخ مما اثار مخاوفهم بشده تضاعف مع اشتداد حراره الصيف وتساقط الثمار تحت وطأه الجفاف فأستدعانى المحافظ آنذاك لقاعه احتشدت بالمزارعين الغاضبين بشده حيث عاصرت للأسف داخل القاعه تضارب نصائح الارشاد الزراعى لهم بتوصيات لا تستند لأى منهج علمى او تطبيقى كشف افتقادنا لسيناريوهات مواجهه المخاطر .
- يجب الاسراع بتشكيل لجنه لأداره المخاطر المحتمله من الخبراء والاعلاميين وممثلى المحليات والاجهزه الامنيه وعدم الاكتفاء باللجنه التنسيقيه لوزارتى الرى والزراعه فالأهدار يتجاوز حدود مهام الوزارتين وقد يتجاوز مقداره مخالفات زراعه الارز !! وياليتنا نحاول حساب الفاقد والمفقود فى الانشطه المختلفه حتى نضع يدنا على مصادر الداء الحقيقيه والخافيه عن ابصارنا حتى الان !.
- سيناريوهات مواجهه مخاطر الجفاف يجب ان تتنوع بأختلاف الظروف البيئيه لكل محافظه والمحاصيل المنزرعه استنادا لحقيقه علميه معروفه وهى انه لاتوجد روشته موحده صالحه لكل الحالات وهو مايستلزم الاسراع بأعداد توصيات المحاصيل الحقليه والخضر الصيفيه .
واخيرا خط ساخن للأبلاغ عن لصوص المياه !!