د أحمد جلال في سلسلة مقالات مترجمة: تكنولوجيا الزراعة فى الحضارة المصرية القديمة
بقلم الدكتور جوليس جانيك
Agriculture: Origins of Agriculture in Egypt
© Springer-Verlag Berlin Heidelberg 2014
ترجمة: الدكتور أحمد جلال السيد عميد كلية الزراعة عين شمس
الحضارة المصرية من أقدم الحضارات على وجه الكرة الارضية، ولقد ساعدت العبقرية الفنية التي ولدها الحرفيون المصريون، والظروف الرائعة لكثير من غرف الدفن، والمناخ الجاف فى اكتشاف هذه الحضارة ومكنت من أعادة بناء تاريخ التكنولوجيا الزراعية. تعود آثار العصر الحجري الحديث (محاور الصوان، رؤوس الأسهم، المطارق) على طول نهر النيل إلى حوالى 12000 عام.
يوجد سجل مستمر لمدة 6000 سنة عن وجود زراعة فريدة ومثمرة فى مصر القديمة. خلال الفترة من 4000 إلى 3000 قبل الميلاد شكل شعب وادي النيل حكومة شيدت الأهرامات الأولى وأنشأت تكنولوجيا زراعية متقدمة للغاية.
تؤكد الأسماء القديمة لمصر العلاقة بين الأرض والشعب والزراعة. وتشمل الاتى: Ta-meri (الأرض المزروعة بالمجرفة) & Ta Akht (أرض الفيضان والتربة الخصبة) & kmt (التربة السوداء) & Tamhi (أرض شجرة الكتان) & Nht (أرض شجرة التين) & وتعنى Misr البلد الامن والمتحضر، ولقد اشتق أسم مصر من اله الارض Earth Gad “Ge” أو من Agpt ، في اشارة الى الأرض التي تغطيها مياه الفيضانات.
يمكن معرفة تاريخ الزراعة والبستنة فى مصر القديمة من خلال السجلات الأثرية المدعومة بالوثائق المصرية المكتوبة والمنقوشة على جدران المعابد من العصور القديمة. كانت الأنشطة الزراعية موضوعات مفضلة للفنانين الذين رسموا أو قاموا بنحت مشاهد حية من الحياة اليومية التي تزين مقابر الفراعنة.
لم يتم تطوير الزراعة المصرية من فراغ، حيث امتدت حدود مصر فى ذلك الوقت من ليبيا الحالية في الغرب وسوريا في الشمال الشرقي وإثيوبيا والصومال، وربما أجزاء من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في الجنوب.
أدمجت مصر باستمرار التكنولوجيا وكذلك المحاصيل الجديدة من الهلال الخصيب (في الوقت الحاضر إسرائيل والأردن ولبنان وسوريا والعراق) وكذلك أفريقيا. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك اتصالات مع العالم بما في ذلك أفريقيا، وغرب آسيا، وحتى الصين.
تم العثور على خيوط من الحرير على مومياوات الفراعنة يرجع تاريخها إلى حوالي 1000 سنة قبل الميلاد، مما يشير إلى التبادل القديم للتوابل والأقمشة. كما ساهم تدفق المهاجرين والأسرى وكذلك غزوات الآخرين مثل الفرس في عام 525 قبل الميلاد، في إدخال مقدمات جديدة من البلازما الجرثومية germplasm والتكنولوجيا.
ولتفسير المجهول، ابتكر المصريون لاهوتًا معقدًا ومربكًا استوحى من الشمس والسماء وكذلك من كل أشكال الحياة، وشمل لاحقًا مجموعة من الآلهة والإلهات الإنسانية. أدرجت المفاهيم والمعارف المصرية من الحياة النباتية والحيوانية في كل من المعتقدات الدينية والفنية.
وهكذا، تم دمج أوراق البردي، رمز مصر السفلى، واللوتس، رمز مصر العليا، في العديد من لوحات ومشاهد الصيد وعروض الأزهار وكذلك التصاميم المعمارية للأعمدة.
وللمقال بقية