الأخبارالعالمالمياهبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د أحمد جلال يكتب: الإدارة الاستراتيجية للمياه في القرن الواحد والعشرين

عميد كلية الزراعة – جامعة عين شمس – مصر

جميع تقارير الأمم المتحدة حول المياه توضح إن الفكرة القائلة بأن المياه وفيرة وإنها تغطي 70٪ من الكوكب هي فكرة خاطئة، حيث إن 2.5٪ فقط من مجموع المياه هي مياه عذبة. وسوف يدعم هذه المورد المحدود حوالى 9.7 مليار نمسة بحلول عام 2050، وبحلول هذه التاريخ سوف يعيش ما يقدر بنحو 3.9 مليار (40% من سكان العالم) في أحواض الأنهار شديدة الضغط.

ليس السكان فقط هم الذين يضغطون على موارد المياه فمن الآن وحتى عام 2050، من المتوقع أن تزيد طلبات المياه بنسبة 400 ٪ في مجال التصنيع، وبنسبة 130٪ للاستخدام المنزلي.

الاستخدام المفرط واضح أيضا: حيث ان تضاعف عدد سكان العالم ثلاث مرات في القرن العشرين، أدى الى زيادة مقدارها ستة أضعاف في استهلاك المياه. ومع انخفاض توافر المياه، ستزداد المنافسة على الوصول إلى هذا المورد المحدود.

حوالى 60% من جميع المياه العذبة السطحية تأتي من أحواض الأنهار المشتركة دولياً وهناك ما يقدر بـ 592 من طبقات المياه الجوفية العابرة للحدود. استمرار التعاون والتنسيق بين الدول أمر حاسم لضمان توفير المياه للاحتياجات البشرية والاقتصادية والبيئية.

على الرغم من توقيع المئات من اتفاقيات المياه الدولية مع مرور الوقت، إلا أن الكيفية التي تتعامل بها البلدان بشكل تعاوني مع ضغوط الموارد المتزايدة حتى لا تؤدي إلى مزيد من النزاعات حول المياه لا تكون واضحة في كثير من الأحيان.

يمكن أن يتفاقم انعدام الأمن المائي بسبب الجفاف. يتأثر المزيد من الناس بالجفاف أكثر من أي نوع آخر من الكوارث. في عام 2016، تضرر ما مجموعه 411 مليون شخص من الكوارث و94٪ منهم مصابون بالجفاف.

الجفاف هو أيضا أكثر الكوارث تكلفة، مع تأثيرات كبيرة على الزراعة بشكل خاص؛ يتسبب الجفاف في خسائر تقدر بـ 6-8 مليار دولار أمريكي في الزراعة في الولايات المتحدة سنويا.

في الصين، أدى الجفاف إلى خسارة سنوية في إنتاج الحبوب بأكثر من 27 مليون طن على مدار العقدين الماضيين؛ ومن الخمسينات إلى بداية هذا القرن، توسعت المساحة السنوية للمحاصيل التي تعاني من الجفاف من 11.6 مليون هكتار إلى 25.1 مليون هكتار، بزيادة قدرها 116٪. إذا تم تأمين المياه للزراعة، فإن مكسب الرفاهية العالمي المحتمل لتقليل المخاطر في عام 2010 سيكون 94 مليار دولار أمريكي.

كما تظهر النتائج أن تعزيز الأمن المائي يمكن أن يساعد في استقرار إنتاج المحاصيل الغذائية والأسعار. في سيناريو الأمن المائي، ينخفض احتمال إنتاج القمح العالمي إلى أقل من 650 مليون طن في السنة من 83٪ إلى 38٪.

 

Back to top button