أمين الأمم المتحدة: البيئة الطبيعية تتدهور ومستويات البحار بسبب المناخ
تستضيف الأمم المتحدة مؤتمري القمة المعنيين بأهداف التنمية المستدامة وبالعمل المتعلق بالمناخ، وكذلك اجتماعات أخرى خلال الأسبوع الرفيع المستوى من الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة في سبتمبر المقبل، بهدف إعادة تنشيط قادة العالم والمجتمع العالمي، لبحث المخاطر التي تهدد كوكب الأرض وخاصة مخاطر التغيرات المناخية والأسباب التي تؤدي إلي ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس: “إن البيئة الطبيعية تتدهور بمعدل ينذر بالخطر حيث أن مستويات مياه البحر آخذة في الارتفاع؛ وهناك تسارع في تحمض المحيطات. وقد كانت السنوات الأربع الأخيرة الأعلى حرارة على الإطلاق؛ ويتعرض مليون نوع من أنواع النبات والحيوان لخطر الانقراض؛ كما إن تدهور الأراضي يستمر بلا هوادة”.
وأضاف جوتيريس إنه لآثار التدهور البيئي تبعاتها السلبية على حياة الناس. وتتسبب الأحوال الجوية المتطرفة والكوارث الطبيعية الأكثر تواترا وشدة وانهيار النظم الإيكولوجية، في زيادة انعدام الأمن الغذائي وتؤدي إلى تدهور أوضاع الناس من حيث سلامتهم وصحتهم، مما يدفع بالعديد من المجتمعات إلى غياهب الفقر والتشرد وتزايد عدم المساواة.
وحذر آخر تقرير أصدرته الأمم المتحدة عن أهداف التنمية المستدامة من أن آثار تغير المناخ وزيادة عدم المساواة بين البلدان وداخلها تقوض التقدم المحرز في تنفيذ خطة التنمية المستدامة، مما يهدد بعكس مسار العديد من المكاسب التي تحققت خلال العقود الماضية والتي أدت إلى تحسين حياة الناس.
وحذر التقرير من تزايد عدم المساواة بين البلدان وداخلها. فثلاثة أرباع الأطفال الذين يعانون من التقزم يعيشون في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى موضحا أن معدل الفقر المدقع أعلى ثلاث مرات في المناطق الريفية منه في المناطق الحضرية ومن المرجح أن يتعرض الشباب للبطالة بمعدلات أعلى من تعرض البالغين لها، ولا يحصل على معاش تقاعدي بسبب الإعاقة إلا ربع الأشخاص ذوي الإعاقة الشديدة؛ ولا تزال النساء والفتيات يواجهن العقبات أمام تحقيق المساواة.
وأضاف التقرير أن عام 2018 هو العام الأعلى حرارة من أي وقت مضى. واستمر في 2018 ارتفاع مستويات تركيز ثاني أكسيد الكربون، مشيرا إلي ارتفاع حموضة المحيطات لتزيد بنسبة 26 في المائة عن مستواها قبل الثورة الصناعية، ومن المتوقع أن ترتفع بنسبة 100 إلى 150 في المائة بحلول عام 2100 إذا استمر معدل الزيادة الحالي لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وأوضح التقرير انخفاض عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع من 36 في المائة في عام 1990 إلى 6.8 في المائة في عام 2018، غير أن وتيرة الحد من الفقر بدأت في التباطؤ، حيث يكافح العالم للاستجابة للحرمان المتجذر والصراعات العنيفة والضعف أمام الكوارث الطبيعية.
وأشار التقرير الأممي إلي عودة عاد معدل الجوع في العالم إلى الارتفاع بعد فترة انخفاض مطول، فيما نبهت منظمة الأمم المتحدة إلى الحاجة الملحة إلى الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية بحيث لا تزيد على 5.1 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
ويوضح التقرير أنه ،على الرغم من التهديدات، هناك فرص ثمينة لتسريع وتائر التقدم من خلال الاستفادة من الروابط المتداخلة بين الأهداف. من ذلك مثلا أن تخفيض انبعاثات غازات الدفيئة يسير جنبا إلى جنب مع خلق فرص العمالة، وبناء مدن أكثر ملاءمة للعيش، وتحسين الصحة والرخاء للجميع.