الأخبارالصحة و البيئةالمناخالمياهالنيلالوطن العربىبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د أسامة سلام يكتب:  مفــــاهيم رمــــــادية للمياه

خبير موارد مائية بهيئة البيئة أبو ظبي

قد يبدو عنوانا غريبا ولكنه ليس كذلك فهذه المقالة سوف تلقي الضوء على مفهومين حديثيين هما مفهوم المياه الرمادية ومفهوم البصمة المائية الرمادية وهذان المفهومان من حيث المبدأ ليس بينهما علاقة سوى كلمة “رمادية” فهما مختلفان تماما.

ورغم ذلك فهناك عدد كبير من العامة وعدد لا بأس به من المتخصصين لديهم لبس في فهمهم وكأنهما مفاهيم رمادية. وسوف أوجز الفرق بينهما باختصار وبتبسيط أرجو ألا يُحدث خللا بالمعنى أو يُسطحه لدى بعض المتخصصين ولنبدأ بتعريف عام للبصمة المائية بأنواعها ومنها بالطبع البصمة المائية الرمادية التي هي موضوع مقالتنا.

يمكن القول بأن البصمة المائية للسلعة هي حجم المياه العذبة المستخدمة في إنتاج السلع والمحاصيل، والذي تقاس على مدى كامل عمليات ومراحل التجهيز والإعداد والإنتاج، وهو مؤشر متعدد الأبعاد، يشمل حجم استهلاك المياه، وحجم ونوع التلوث الناتج عن عمليات الإنتاج أو الزراعة.

البصمة المائية تنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية هي:

البصمة المائية الزرقاء والبصمة المائية الخضراء والبصمة المائية الرمادية حيث تشير البصمة المائية الزرقاء إلى حجم المياه المستهلكة فعليا في كامل مراحل الإنتاج أو الزراعة والتي يكون مصدرها مياه الجوفية أو سطحية.

أما إذا كان مصدر هذه المياه (الأمطار) فتسمى البصمة المائية الخضراء والتي تشير إلى استهلاك مياه الأمطار، مباشرة لإنتاج محاصيل أو تنمية الثروة الحيوانية من خلال المراعي الطبيعية.

أما النوع الثالث وهو البصمة المائية الرمادية والتي نحن بصددها في هذه المقالة فهي تُعرف بأنها حجم المياه العذبة المطلوبة لاستيعاب حمولة الملوثات الناتجة عن عملية الإنتاج سواء لسلعة أو محصول.

وللتوضيح بصورة أكبر: نفترض أن هناك محصولا ما يتم تسميده بــــ 10 وحدات من نوع معين من الأسمدة حيث يمتص المحصول جزء من السماد وفي نفس الوقت يتسرب جزء من السماد أيضا لباطن الأرض, هذا الجزء المتسرب يسبب تلوث للتربة ويحتاج لكمية من المياه العذبة لإزالة أثر هذا التلوث، هذه الكمية هي ما تعرف بالبصمة المائية الرمادية وهي جزء من البصمة المائية الكلية لأي منتج او محصول.

أما المياه الرمادية:

هي المياه التي تأخذ اسمها من لونها يمكن تعريفها طبقا للمعايير الأوربية على أنها مياه منزلية منخفضة التلوث خالية من الغائط أو الروث، كما هو الحال بالمياه الناتجة أثناء الاستحمام ،الاغتسال، غسل اليدين، أو الناتجة أيضا من الغسالة و يتم إقصاء مياه المطبخ من التعريف، بسبب تعرضها للتلوث العضوي من مخلفات الشحوم ونفايات الطعام. ويمكن إعادة تدوير المياه الرمادية من خلال استخدام نظم تدوير المياه لتصبح صالحة لإعادة الاستعمال.

وخلاصة القول فان البصمة المائية الرمادية هي كمية المياه العذبة المطلوبة لإزالة آثار التلوث لأي منتج أو محصول وهي جزء من البصمة المائية الكلية أما المياه الرمادية فهي مياه منزلية منخفضة التلوث ولونها بالفعل رمادي. وإلى لقاء آخر لإلقاء الضوء على عدد آخر من المفاهيم الرمادية في مجال المياه.

 

زر الذهاب إلى الأعلى