تفاصيل أخطر عملية لنقل الأصول الوراثية من بنك جينات «إيكاردا» من سوريا إلي مناطق آمنة
الصراع في سوريا والإرهاب يقضي علي الأرض والحرث والأخضر واليابس وينشر الرعب والفزع كما ينشر الألم، وتتصاعد الازمة عندما ترتبط بتراث إنساني وعلمي وبحثي يحمي مستقبل الأمن الغذائي في العالم، لذلك فإن مهمة إنقاذ مستقبل العالم الغذائي يبقي قصة نجاح يتناقلها الأبناء والأجداد فتصبح أنشودة عطاء للإنسانية.
لذلك حرصت “أجري توداي” أن تسلط الضوء علي هذه القصة في صورة مبسطة للقارئ لسرد تفاصيل نجاح فريق عمل المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة «إيكاردا» برئاسة الدكتور علي شحادة المشرف على أعمال التوزيع في “إيكاردا”، لإنقاذ المصادر الوراثية لبنك الجينات الرئيسي للمركز في حلب السورية رغم الصراع الدائر في ذلك الوقت حتي إنتهاء المهمة في فبراير عام 2014 ، حيث استكمل المركز نقل نسخة من معظم المصادر الوراثية النباتية المحفوظة في مركزه في حلب إلى قبو البذور العالمي في النروج بغية الحفاظ عليها في ظروف النزاع الدائر في سورية.
وتشمل هذه المعلومات ما يلي:
- بنك الجينات في “إيكاردا”، هو مورد ثمين وفريد للعلماء الزراعيين الذين يبحـــثون عــــن مورثات يمكن استعمالها في برامج التهجين الدولية والوطنية، لتطوير سلالات من المحاصيل تتحمل التحديات المتعلقة بالتغير المناخي والأمراض والآفات والظروف المناخية القاسية.
- بنك المصادر الوراثية في حلب التابع لـ”إيكاردا” كان مقراً لمجموعة ذات أهمية عالمية من السلالات المحلية للحبوب والبقول، كثير منها نادر، تم جمعها في بعثات خاصة على مدى العقود الأربعة الماضية.
- قام فريق بنك «إيكاردا» للمصادر الوراثية الموجودة في حلب منذ العام 1983، الذي يضم 12 عضواً، أسندت إليهم مهمة إكثار البذور وتوثيقها وتوضيبها وشحنها إلى جهات تحتاجها حول العالم. علي مدار عامين من العمل في ظروف استثنائية.
- تم تحضير البذور بدقة وتوثيقها ووضع ملصقات على مستوعباتها تبين محتوياتها. لأن الفهرسة الصحيحة إلزامية لضمان تخزين البذور في الأماكن الصحيحة في قبو البذور العالمي في سفالبارد، بين نحو 20 مليون بذرة من أنحاء العالم.
- تم تنظيم عملية إنقاذ الآلاف من أنواع البقول والبقوليات والأعشاب ، فقد احتاج أيضًا إلى إبقاء المولدات تعمل في تل هدية ، من أجل الحفاظ على بنك الجينات بدرجة حرارة -20 درجة مئوية و 0 درجة مئوية. هذا يتطلب 5000 لتر من الديزل في الأسبوع ، وهو أمر صعب العثور عليه في ظل الصراع الدائر بين الجماعات المسلحة والدولة السورية، يمكن أن يؤدي إيقاف تشغيل المولدات الكهربائية إلى تدمير عقود من العمل. و عدم السماح لهذه الأنواع النادرة بأن تكون ضحية حرب.
- الجهود الحثيثة لفريق العمل ضمنت، وإن ببطء، إكثار ونقل نسخة من معظم الموارد الوراثية النباتية لدى «إيكاردا» إلى قبو البذور العالمي، حيث بلغ مجموعها أكثر من 116000 نوع.
- بدأ بنك المصادر الوراثية في «ايكاردا» عملية حفظ نسخة من مقتنياته في قبو البذور العالمي في سفالبارد قبل نشوء النزاع في سورية، الا أن استكمال هذه العملية تمت في الفترة الاخيرة رغم الصعوبات التي واجهت عملية النقل.
- نقل أكثر من 80 في المئة من الموارد الوراثية للمحاصيل الزراعية، المخزونة في بنك المصادر الوراثية التابع للمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة «إيكاردا» في مدينة حلب السورية، تم نقل نسخة منها بأمان إلى قبو البذور العالمي في سفالبارد بالنرويج.
- وصول شحنة البذور السابعة الى هذا المخزن القطبي في (مارس) 2014، ليصل إجمالي ما تسلمه قبو البذور العالمي من المركز ما مجموعه 116.484 مادة وراثية نباتية.
- قام فريق «إيكاردا» بإرسال الشحنتين الأخيرتين في (أكتوبر) 2013 و(فبراير) 2014 على رغم الأحداث الدائرة والظروف الصعبة في سورية.
- حماية هذه المواد الوراثية مهمة حيوية للمركز، لأنه أمين على الثروة الوراثية من 128 بلداً، لأنه يضمن معيشة الناس على المدى البعيد
- حفظ نسخ عن المصادر الوراثية النباتية الموجودة في أي بنك وراثي، في بنوك وراثية موثوقة، هو إلا اجراء روتيني تتبعه كل البنوك الوراثية العالمية للحفاظ على مقتنياتها عند حدوث كوارث طبيعية أو نزاعات محلية أو إقليمية.
- هناك حالياً نسخة من 98 في المئة من بذور السلالات الموجودة لدى «إيكاردا» في بنوك موثوقة أخرى للمصادر الوراثية خارج سورية. أما الاثنان في المئة المتبقية فإن نسخة منها مخزنة في مواقع بديلة للمركز في لبنان والمغرب وتونس وتركيا.
- يخزن بنك «إيكاردا» للمصادر الوراثية أكبر مجموعة عالمية من محاصيل الشعير والفول والعدس، إضافة إلى أنواع أصلية من القمح القاسي والقمح الطري.
- هذا البنك يحوي ما يقارب 150 ألف عينة، 65 في المئة منها سلالات محلية فريدة وبرية من الحبوب والبقول والأعلاف.
- تم جمع العينات من مناطق عرفت أقدم ممارسات تدشين المحاصيل في الحضارات البشرية، مثل الهلال الخصيب في غرب آسيا، والمرتفعات الحبشية في إثــيوبيا، ووادي النـيل، ومراكز تنوع اخرى في شمال أفريقيا وآسيا الوسطى والقوقاز.
- اكتسبت عينات المحاصيل في هذه المناطق منذ آلاف السنين مورثات متأقلمة طبيعياً مع الإجهادات البيئية.
- بنك المصادر الوراثية في حلب يحوي كنزاً حقيقياً من بذور المحاصيل المستوطنة في المناطق الجافة حول العالم،
- فقدان مجموعات البذور في النزاعات يمثل خسارة جسيمة. وبذل فريق بنك المصادر الوراثية في «إيكاردا»، جهوداً تتعدى واجبـــاته لضــــمان الحفاظ على هذا الإرث العالمي. لحماية هذا التنوع، لأن أياً من هذه السلالات قد يحمل السمة التي نحتاج إلى تكييفها مع التحديات المستــقبلية المعـــروفــة وغير المعروفة.
- الوضع الحالي لبنك ايكاردا للمصادر الوراثية في سورية، ذي الأهمية العالمية، يوضح جيداً الهدف من قبو البذور العالمي، وهو أن يكون شبكة أمان لمجموعات البذور القيمة». ويخزن في سفالبارد في النرويج حالياً نحو ثلث سلالات المحاصيل الغذائية المهمة في العالم. ويتولى إدارة القبو الصندوق العالمي لتنوع المحاصيل والمركز الشمالي للموارد الجينية وحكومة النروج. وهو بمثابة «تأمين» لدول العالم تحسباً لأي دمار كارثي للمحاصيل.
- جمع المصادر الوراثية للحفاظ على التنوع الحيوي للمحاصيل وضمان الإمدادات الغذائية في المستقبل بات مهماً بشكل خاص لأن تغير المناخ يشكل تهديداً خطيراً للمحاصيل والأمن الغذائي في العالم النامي». وتعمل «إيكاردا» على تحسين الأمن الغذائي في المناطق الجافة من خلال مبادراتها الخاصة بالأبحاث الزراعية من أجل التنمية.