د فاطمة أحمد تكتب: الفوائد الصحية لليود ودوره في نمو الإنسان
رئيس شعبة البيئة وزراعات المناطق الجافة – مركز بحوث الصحراء- مصر
اليود معدن وعنصر أساسى رمادي اللون غني بالعديد من العناصر الغذائية الهامة، وهو عنصر حيوي للنمو والتطور الطبيعي لجسم الإنسان، قادر في القضاء على جميع أنواع الميكروبات، كما أن له العديد من الفوائد الصحية التي تلعب دوراً هاماً في أداء وعمل الغدة الدرقية فبدونه لاتفرز الغدد الدرقية أي هرمونات.
أهم أعراض نقص اليود بالجسم:
من أهم الأعراض التى تظهر من نقص عنصر اليود الإحباط وتغيرات المزاج، قلة وضعف التركيز، الإكتئاب، تضخم أو إضطرابات الغدة الدرقية، زيادة الوزن بصورة غير طبيعية، خشونة الجلد و جفافه، الإمساك، التعب المتكرر، تورم الغدد اللعابية و جفاف الفم وخلل في إنتاج اللعاب و مشاكل هضم الطعام، الآم في العضلات، زيادة خطر التعرض لمشاكل النمو و المشاكل التنموية الأخرى خاصة عند الأطفال و الرضع.
الجرعة اليومية الموصي بها من اليود:
يحتاج جسم الإنسان من 100 إلي 200 ميكروجرام من اليود يوميا، فمثلا تناولك لربع ملعقة صغيرة من الملح المعالج باليود تمد الجسم بحوالي 95 ميكروجرام من اليود. ولقد أشارت وزارة الزراعة الأميريكية، بإن الكمية الموصى بها من اليود تعتمد على العمر والنوع، كالآتي: الأطفال حديثي الولادة إلى 6 أشهر: 110 ميكروجرام، الأطفال الرضع من 7 إلي 12 شهر: 130 ميكروجرام، الأطفال من سن سنة إلي 8 سنوات: 90 ميكروجرام، بينما الأطفال من 9 إلي 13 سنة: 120 ميكروجرام، 14 سنة فيما فوق: 150 ميكروجرام، النساء الحوامل: 220 ميكروجرام بينما النساء المرضعات: 290 ميكروجرام.
الفوائد الصحية لليود:
السيطرة على معدلات الأيض وزيادة مستويات الطاقة بالجسم: وذلك لتحكمه في عمل الغدة الدرقية المسؤولة عن إنتاج الهرمونات وتنظيم وزيادة كفائة عملية التمثيل الغذائي في الجسم وبالتالي زيادة إمتصاص الجسم للمواد الغذائية ومن ثم تحويلها الي طاقة، منع إضطرابات القلب، تنظيم مستويات ضغط الدم، منع زيادة الوزن، ضبط درجة حرارة الجسم وكذلك تحسين إضطرابات النوم. كما يزيد اليود من مستويات الطاقة في الجسم وذلك لفاعليته وكفائته في إستغلال السعرات الحرارية على أكمل وجه دون السماح لتراكم الكثير من الدهون الزائدة داخل الجسم.
يقي من الإصابة بالسرطان ويقوى الجهاز المناعى: لغناه بالمواد المضادة للأكسدة الفعالة في محاربة الجذور الحرة المسببة لنمو الخلايا السرطانية وبالتالي الوقاية من الإصابة بأنواع السرطان المختلفة مثل سرطان الثدى، المعدة أو سرطان الغدة الدرقية. فضلا عن قدرته على تقليص حجم الخلايا السرطانية المبرمجة و موتها و من ثم إستبدالها بخلايا صحية أخرى. ونظرا لغناه بفيتامين C ولقدرته أيضا على تحفيز وزيادة نشاط المواد المضادة للأكسدة في جميع أنحاء الجسم و بالتالي زيادة الوقاية من خطر الإصابة بالأمراض المختلفة كأمراض القلب، السرطان و كذلك أورام الثدي الليفية فهو يقوم بتقوية الجهاز المناعى بالجسم.
طارد للسموم الكيميائية من الجسم: فهو فعال في طرد السموم الكيميائية من الجسم بما في ذلك الفلوريد، الرصاص، الزئبق والسموم البيولوجية الأخرى وذلك بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا. لذا فهو يعتبر ديتوكس طبيعي للجسم لفاعليته في تخليص و تنقية الجسم من مستويات الفلوريد السامة المتراكمة داخل الجسم على مدار الأشهر و السنين السابقة. كما أنه يتحكم في نسبة التعرق و درجة حرارة الجسم لأن المعروف أن التعرق هو إحدى الطرق الطبيعية للتخلص من السموم المتراكمة و السعرات الحرارية الزائدة داخل الجسم، و بالتالي فإن نقص اليود قد يؤثر على تدفق النفايات من خلال مسام الجسم لدى الإنسان.
بديل طبيعي للمضادات الحيوية الكيميائية: فالمضادات الحيوية الكيميائية المنتشرة في الأسواق غالبا ما تقتل كلا من أنواع البكتيريا الجيدة والأخرى السيئة، على العكس فإن اليود لا يضر بأنواع البكتريا المفيدة والتي يحتاجها الجسم.
مفيد للنساء الحوامل والمرضعات: لفاعليته في إتمام نمو ونضخ الأعضاء التناسلية للأجنة، ضمان الحركة والنمو السليم للمولود وزيادة قدراته السماعية والكلامية فضلا عن قدرته على منع إصابة المرأة الحامل بإرتفاع مستويات ضغط الدم أثناء فترة الحمل.
يحمي من مخاطر الإشعاع: فقد إعتاد الأطباء على إستخدامه للمرضى خاصة بعد تعرضهم لجلسات العلاج الإشعاعي، هذا بالإضافة إلي أنه غالبا ما يستخدم في محطات الطاقة النووية للحماية من مخاطر الإشعاع.
مفيد لصحة الدماغ: لقدرته على زيادة كفائة القدرات المعرفية، الذكاء، التذكر ومنع خطر الإصابة بالزهايمر المرتبط بالتقدم في العمر لدى كبار السن.
مفيد لصحة الأظافر، الأسنان والشعر: وذلك لقدرة اليود على زيادة توهج ونضارة البشرة، زيادة نمو ولمعان وكثافة الشعر، منع الإصابة بالصلع إلي جانب قدرته على تبييض الأسنان بشكل طبيعي ومنع تسوسها وأيضا يعمل على تقوية الأظافر ومنعها من خطر الهشاشة.
أهم الأطعمة الغنية باليود:
البطاطس:
البطاطس المخبوزة تعتبر أفضل من المهروسة لقدرتها على الإحتفاظ بمعظم المواد الغذائية الهامة التي تحتوي عليها بما في ذلك الألياف، الفيتامينات. فتناول واحدة متوسطة الحجم من البطاطس المخبوزة تمد الجسم بحوالي 60 ميكروجرام من اليود والذى يساوى 40٪ من القيمة اليومية الموصى بها من اليود كما تمد الجسم بحوالى 161 سعر حراري.
الفاصوليا الخضراء:
تتميز بغناها بفيتامين C، البوتاسيوم والفولات، هذا إلي جانب أن كل نصف كوب من الفاصوليا الخضراء تحتوي على 3 ميكروجرام من اليود، وهذا يكفي 2٪ من القيمة اليومية الموصى بها من اليود ويمد الجسم بحوالى 16 سعر حراري.
الجرجير:
فهو واحد من أفضل مصادر اليود للنباتيين بالإضافة علي إحتوائه على مستويات عالية من المواد المضادة للأكسدة، الفيتامينات و المواد المغذية الأخرى.
الذرة المعلبة:
كل نصف كوب من الذرة المعلبة يمد الجسم ب 14 ميكروجرام من اليود أي ما يعادل 9% من القيمة اليومية الموصي بها من اليود وحوالى 67 سعر حراري.
البرقوق المجفف:
غني بجميع الفيتامينات ومنها A، E، المعادن والألياف الأساسية اللازمة لصحة الجسم، بجانب ذلك فإن تناول 5 ثمرات من البرقوق المجفف تمد الجسم بحوالي 13 ميكروجرام من اليود الذى يعادل 9٪ من القيمة اليومية الموصي بها، 120 سعر حراري.
الموز:
يحتوي الموز على اليود بجانب إحتوائه على البوتاسيوم، فكل موزة واحدة متوسطة الحجم تعطي الجسم حوالي 3 ميكروجرام من اليود الأساسي والتي تساوي 2٪ من القيمة اليومية الموصي بها من اليود وحوالى 12 سعر حراري.
الفراولة:
كل كوب من الفراولة تمد الجسم بـ 13 ميكروجرام من اليود أي 9٪ مما يحتاجه الشخص العادي يوميا و 46 سعر حراري.
الأناناس:
يتميز بإحتوائه على نسبة عالية من الفيتامينات، المعادن، البروميلين وكذلك الإنزيمات المضادة للإلتهابات الفعالة في علاج إضطراب المناعة الذاتية وخفض مستويات ضغط الدم بالجسم.
اللبن:
يحتوى على كميات عالية من الكالسيوم، فيتامين D والعديد من العناصر الغذائية الهامة الأخرى بما في ذلك اليود. تناول كوب واحد من اللبن يمد الجسم بحوالي 56 ميكروجرام أي حوالي 37٪ من القيمة اليومية الموصي بها من اليود و 98 سعر حراري.
الزبادي:
تناول كوب واحد من الزبادي العادي يوفر للجسم 154 ميكروجرام أي حوالي 58٪ من القيمة اليومية الموصى بها من اليود و 154 سعر حراري.
البيض المسلوق:
يتميز بإحتوائه على كميات عالية من فيتامين A، D، الزنك، الكالسيوم ومضادات الأكسدة، فتناول بيضة واحدة مسلوقة كبيرة الحجم تمد الجسم بحوالى 12 ميكروجرام من اليود والذى يعادل 9٪ من القيمة اليومية الموصي بها من اليود و 78 سعر حراري.
سرطان البحر والجمبرى:
تناول 100جرام من سرطان البحر يمد الجسم بحوالى 100 ميكروجرام من اليود أو 67% من القيمة اليومية الموصى بها من اليود و 98 سعر حراري. كما يعد الجمبرى مصدرا جيدا للبروتين نظرا لغناه بالبروتينات و الكالسيوم فهو يحتوى أيضا على كميات عالية من اليود.
التونة المعلبة في الزيت:
لغناها بالبروتينات، فيتامين D والحديد فضلا عن إحتوائها على كميات أزيد من اليود عن تلك المعلبة في الماء.
الملح المعبأ باليود:
يتكون من عنصرين أساسين هما: الصوديوم و الكلوريد بالإضافة إلي اليود. تناول واحد جرام من الملح يمد الجسم ب 77 ميكروجرام من اليود والتي تساوي 51% من القيمة اليومية الموصي بها ولا يحتوى على أى سعرات حرارية.
الخبز الأبيض:
كل شريحتين من الخبز الأبيض توفر للجسم 45 ميكروجرام من اليود أو 30٪ من القيمة اليومية الموصى بها من اليود وحوالى 132 سعر حراري.
الإحتياطات و التحذيرات من تناول اليود:
الإفراط في تناوله أو إتخاذه بجرعات كبيرة، أكثر من 2000 ملج قد يسبب الإصابة بسرطان الغدة الدرقية الحليمي. كما يجب على النساء الحوامل والمرضعات إتخاذه تحت إشراف الطبيب المختص. كما إن الإفراط في تناوله أو إستخدامه قد يسبب الغثيان، آلام و إضطرابات المعدة، سيلان الأنف، الصداع، وجع الأسنان واللثة، الإسهال، حرقان في الفم وإلتهاب الحلق، زيادة اللعاب، الإكتئاب، مشاكل جلدية والعديد من الآثار الجانبية الأخرى. أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية فقد يسبب تورم الشفاه والوجه، نزيف حاد وكدمات، حمى، آلام المفاصل أو تضخم العقدة الليمفاوية و قد يسبب تفاقم حالات الطفح الجلدي. وفى النهاية لتحسين مستويات اليود طبيعيا ينصح بتناول أكبر قدر من الأغذية العضوية وغسل جميع الفواكه والخضروات قبل تناولها بالماء جيدا. وتجنب إستخدام الأطباق والأكواب البلاستيكية مع التوقف عن شرب المشروبات الغازية وشرب المياه بدلا منها. مع إستخدام منتجات العناية الشخصية الخالية من المواد الكيميائية قدر الإمكان.