الأخبارالاقتصادالانتاجالصحة و البيئةامراضانتاج حيواني وداجنيبحوث ومنظماتحوارات و مقالات

د ميرفت مصطفي تكتب: وقاية الاعلاف والالبان من السموم الفطرية

 باحثة بمعهد بحوث الصحة الحيوانية – فرع طنطا – مركز البحوث الزراعية – مصر

هناك العديد من العوامل التي تحد من استفادة الحيوان من المواد الغذائية, بعضها مرتبط بالحيوان نفسه (مثل العمر, الجنس, الحالة الصحية) و بعضها مرتبط بالغذاء كوجود مواد سامة تؤدي إلي تقليل الاستفادة من الغذاء و قد تسبب تسمم و نفوق الحيوان مثال الفطريات و ما تفرزه من سموم فطرية.

الفطريات:

عبارة عن كائنات حية ذات نواة و حاملة للجراثيم, تتكاثر جنسيا أو لا جنسيا, خالية من المادة الخضراء, يحتوي جدارها علي السليولوز أو البكتين أو كلاهما معا.

السموم الفطرية (ميكوتوكسينات):

لفظ ميكوتوكين مشتق من جزئيين الأول من كلمة يونانية تسمي ميكس و معناها فطر و الثانية من كلمة لاتينية اسمها توكسيكم و تعني سموم. و تشير كلمة ميكوتوكسينات إلي مجموعة مركبات كيميائية تقوم يافرازها الفطريات كنواتج للتمثيل الغذائي, تؤدي إلي الإصابة بالأمراض أو الموت للإنسان أو الحيوان عند تناولها. أما الأعراض الناتجة عن تناول هذه السموم فيطلق عليها اسم الميكوتوكسيكوزس. هناك العديد من السموم الفطرية التي تتفاوت في تركيبها الكيميائي و تأثيرها السمي مثل حدوث السرطان الكبدي و سرطانات بالكلي و سرطانات بالجهاز العصبي, بالإضافة إلي انخفاض تمثيل البروتين

السموم الفطرية هي مركبات ذات وزن جزيئي منخفض نسبيا تنتجها بعض الفطريات وتضرالحيوانات والإنسان. السموم الفطرية مثل الأفلاتوكسينات ب 1، ب 2، ج 1، ج 2، م 1 و م 2 وأيضا الأوكراتوكسينات والزيرالينون هي مركبات أيض ثانوية سامة تنتجها الفطريات المختلفة مثل الأسبرجلس ، البنسليوم والفيوزاريوم والتي تصيب مجموعة واسعة من الحبوب المخصصة للإستهلاك الآدمي والعلف الحيواني مسببة خسائر اقتصادية كبيرة بالإضافة لتأثيرها على صحة الإنسان والحيوان وماتزال تمثل مشكلة في جميع أنحاء العالم، وتقدر منظمة الأغذية والزراعة التابع للأمم المتحدة (الفاو) أن ما يقارب 25 ٪ من المحاصيل الغذائية في العالم ملوثة بشكل كبير بالسموم الفطرية الأفلاتوكسين ب 1 بسبب سوء التخزين والرطوبة المريفعة، فهو مادة سامة تصيب الكبد وهوالأقوى في خطورتها  وله مجموعة كبيرة ومتنوعة من الآثار البيولوجية مثل السرطنة و التسبب بطفرات وراثيه في البشر والحيوانات .

وتكمن خطورة هذا السم الفطرى ب1 عند امتصاصة داخل جسم الحيوان في سرعة تحولة الي الافلاتوكسين م1 والذي يفرز في اللبن مما يمثل خطورة علي صحة مستهلكي ذلك اللبن أو احد منتجاتة.

ولقد اثبتت الكثير من الدراسات انة قد  تم العثورعلى الأفلاتوكسين م 1 في الحليب و منتجات الألبان التي تم الحصول عليها من الماشية التي تناولت الأعلاف الملوثة بسموم الأفلاتوكسين ب 1  ولقد تبين أن هناك علاقة خطية بين كمية الأفلاتوكسين م 1 في الحليب وكميتة في العلف الذي تستهلكه الأبقار الحلوب.

وحيث ان المواصفات القياسية العالمية وجدت أن النسبة المسموح بها فى الحليب ومنتجاتة  لا تتجاوز 0.05%  بينما وفي بعض الدول الأوروبية وهيئة الدستور الغذائي التي تفرض أقصى مستوى من الأفلاتوكسين م 1 في الحليب السائل و منتجات الحليب المجفف أو المعامل بالتصنيع يجب أن لا تتجاوز 25 نانوجرام / كجم  لانة يشكل خطورة كبيرة علي الاطفال وكبار السن  كما انة لايتأثر ابدا أثناء عملية البسترة والمعاملات الحرارية الأخرى .

ورغم ذلك قد اثبتت الكثير من النتائج ان اكثر من 30% من الالبان المفحوصة ملوثة  بالافلاتوكسين م1 كما ان  نسبة الافلاتوكسين م1 في الالبان الملوثة قد تخطت النسب المسموح بها  وهذا الامر في منتهي الخطورة لابد من القاء الضوء عليه لما يسببة من مخاطر صحية للمستهلك

وهناك ايضا احد  السموم الفطرية والذى لا تقل خطورتة عن الافلاتوكسين ب1 وهو الزيراليون والذي تنتجة أنواع الفيوزاريوم وتكمن خطورتة في تأثيرة علي التوازن الهرمونى داخل جسم الحيوان او الانسان كما يعتبر من المركبات المسرطنة عند تناولها سواء من قبل الحيوان او الانسان بالاضافة الي تأثيرها السلبي علي استهلاك العلف ومعدلات هضم العناصر الغذائية ونشاط وتمثيل الكائنات الحية الدقيقة بالكرش والاداء الانتاجي والتناسلي للحيوان

التخلص من السموم الفطرية قبل او اثناء تغذية الحيوان يؤدى الي تحسين النشاط التمثيلى للكائنات الدقيققة بالكرش وبالتالي زيادة معاملات هضم العناصر الغذائية وكذلك زيادة المأكول من المادة الجافة بالاضافة الى تحسين الاداء الانتاجى للحيوان علاوة علي انتاج كمية  جيدة من الالبان من الناحية الاقتصادية وايضا البان خالية من السموم الفطرية مما يحافظ علي صحة مستهلكى الالبان ومنتجاتها .

ولذلك قد اجريت دراسات كثيرة لتقيم قدرة معادن الطين المصرية علي ربط السموم الفطرية الافلاتوكسين ب1 والزيراليون التى قد توجد فى علف الحيوانات الحلابة وتأثيرها علي الامتصاص والافرازفي اللبن وكيفية تأثير هذه المواد الماصه علي استهلاك العلف  ومعاملات الهضم وانتاج اللبن ومتبقيات السمم الفطرية في اللبن  وقد اوضحت الدراسات ان الطين المصرى المونتموريلونيت والبنتونيت له قابلية عالية علي ادمصاص الافلاتوكسين ب1 والزيرالينون كما ان هذة المواد الماصة يمكن استخدامها في الوقاية الكميائية ضد الافلاتوكسين ب1 والزيرالينون في الاعلاف الحيوانية الملوثة عند استخدامها بجرعة منخفضة تصل الي 2 % كنسبه من المركزات في اعلاف الحيوانات الحلابة حيث كانت مفيدة علي الاداء الانتاجي  وليست لها اي  اثار سلبية  وادت الي انخفاض كبير في تركيز الافلاتوكسين م1 فى لبن الحيوانات الحلابه .

و يمكن تلخيص الاجراءات الوقائية كما يلي:

تخزين المواد العلفية في مستودعات مستوفية الشروط المناسبة من حرارة و رطوبة و تهوية.1

عدم تعرض العلف للشمس المباشرة.2

تخزين كميات من العلف تكفي لاستهلاك بضعة أيام فقط.3

  1. إضافة مضادات السموم الفطرىة
  2. تشخيص مرض التسمم الفطري بتحليل الاعلاف دوريا
  3. محاولة البحث عن طرق جديدة لادمصاص السموم الفطرية من الاعلاف وبدون اى اثار جانبية

 

زر الذهاب إلى الأعلى