الأخبارالمياهالنيلبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د إسماعيل عبدالجليل يكتب من خارج الصندوق: أسبوع لوقف الهادر والفاقد والمفقود

 تحتفل مصر غدا الاحد تحت رعاية رئيس الجمهوريه بافتتاح إسبوع القاهره الثانى للمياه الذى تحول بنجاح انعقاده الاول الى مناسبه دوليه اضيفت الى اجنده المنظمات الدوليه والجامعات ومراكز البحوث بعلماءه وخبراءه حين يلتقون فى القاهره حول القضيه التى صارت التحدى الاول المشترك لسكان الارض الذين يتضاعفون عددا مع ثبات الموارد المائيه المحدوده المتاحه لأستيفاء احتياجاتهم للمشرب والمآكل والملبس !!

الدلائل تشير الى تزايد اكتشافات الطاقه من البترول والغاز وتناقص متزايد لموارد المياه بشكل تتصاعد معه احتمالات الصراع والحروب المستقبليه القادمه على النعمه الربانيه التى يصنع منها كل شئ حى !! وبالأخص فى ظل فشل المجتمع الدولى حتى الان فى الاتفاق على تعريف لمفهوم الامن المائى بعد محاولات عديده فاشله بسبب تعدد الاهواء وتضارب المصالح !!!

اتمنى هذا العام ان تبادر الجهه المنظمه للأسبوع وهى وزاره الموارد المائيه والرى بمبادره قد تبدو غير تقليديه او معتاده بالرغم ان مغزاها الكبير وقيمتها المعنويه سوف تضيف للأحتفاليه قيمتها المستحقه ورسالتها المستهدفه ..والمبادره هى قطع المياه عن جميع احياء القاهره والمحافظات مع بدء عزف السلام الجمهورى حتى نهايه الجلسه الافتتاحيه !!

السلام الجمهورى قد يوقظ مشاعرنا الوطنيه بينما انقطاع المياه سوف يوقظ ضمائرنا نحو تلك النعمه الربانيه  المهدره !!

ساعات قليله او حتى دقائق نتيح فيها للمياه الاحتجاج على مستهليكيها من الهادر والفاقد والمفقود .. !! انقطاع مؤقت قد يكون سببا فى وصال مستدام !!

انقطاع مؤقت قد يجدد الحب بعد انفصال !!

انقطاع مؤقت قد يكون اعلان مبكر بتوصيات المؤتمر فى مستهل انعقاده وهو الحفاظ على المياه التى تفوق قيمتها الحياتيه كل الموارد الاخرى !!

انقطاع مؤقت ولكنه الناتج النهائى للأحتفاليه لكونه الترجمه الفعليه لتوصيات البحوث والدراسات التى اعتدناها دون تفعيل فى المؤاتمرات المماثله عن الحفاظ على المياه بالرشد والترشيد..

اعلامنا المائى قضى سنوات طويله يروض جمهور المستهلكين فى البيوت والحقول بترشيد المياه وحسن معاملتها بالكلمه الطيبه والنوايا الحسنه التى لم تجد آذانا صاغيه من المستهلكين سوى متعة ترديد الاغانى المصاحبه لحملات الاعلام المائى !!

اكتفينا بمتعه ترديد اغنيه ” الست سنيه تاركه الميه ترخ ترخ من الحنفيه ونحن نخالف نصائحها ونكسر خاطرها حتى ماتت الست سنيه بحسرتها !!

ونعود الان للترحم على روحها وإحياء ذكراها مع أصداء سد النهضه !!

ماتت سنيه بحسرتها فأجتهد اعلامنا المائى فى وسائل وأفكار مبتكره صاغها بعبارات نصح مهذبه مثل ” حافظ عليها تلاقيها ” ، و «كل نقطة بتفرق» و”كلنا شركاء في الماء”، و”أحافظ علي مياه بلادي من أجل مستقبل اولادي……وغيرها.

واجتهد ايضا فى اللجؤ للوعظ الدينى من خلال محطه القرأن الكريم والمساجد والكنائس ثم تصاعدت الجهود مع تزايد الاستهلاك بأجتهادات تطبيقيه بدلا من النصح بالشعارات وما اكثرها فكانت هناك نماذج ارشاديه حقليه مع المزارعين فى الفيوم والمنيا والشرقيه وغيرها من المحافظات لتكريم المزارعين النابهين فى تعظيم العائد من قطره المياه وهى جهود مشكوره ولكن ينقصها مواجهه ومصارحه وسياسات رادعه مع الواقع الحالى ومفاده ان هناك اسرافا متصاعدا فى اهدار المياه واواجز بعض مظاهره الصارخه فى :

  • ارتفاع عدد مراكز غسيل السيارات بمياه الشرب فى جراحات العمارات السكنيه تحت سمع وبصر الاحياء دون رادع .
  • ارتفاع حصه الشركه القابضه من مياه الشرب على حساب الزراعه والصناعه بينما هناك تسرب فى شبكات مرافق التوصيل لا يقل عن 40-60 % يمكن رصده تقديريا من خلال حساب الفارق الكمى بين الضخ والمستخدم .
  • كميه المياه المخصصه للمجتمعات العمرانيه الجديده تم تقديرها على نسبه الاشغال الحاليه التى لاتتجاوز 10 % للمخطط الفعلى لها .. فماذا سوف يكون الحال فى استكمال الاشغال بالمستوى المتدنى حاليا لشبكات مرافق التوصيل ؟؟
  • معظم الانديه الرياضيه الاجتماعيه تستخدم الغمر بمياه الشرب لرى المسطحات الخضراء واشد هنا بمبادره الوزاره فرض غرامه على نادى الصيد بينما هناك غيره الكثير والكثير .
  • استهلاك المياه الباهظ التكلفه فى المؤسسات الحكوميه يفوق احتياجاتها الفعليه نتيجه عدم اجراء الصيانه الدوريه لدورات المياه ومواسير التوصيل والصرف .

واخيرا تحيه واجبه لوزير الرى د محمد عبد العاطى وكل العاملين بأعرق مدرسه للرى فى العالم التى يمكن رصد تاريخها القديم على جدران المعابد الفرعونيه المنقوشه منذ عشره الاف عاما وتاريخها المعاصر على تلك اللوحه التذكاريه لوزراءها السابقين وقد اعتلت رؤسهم الطرابيش الحمراء وسادت وجوههم ملامح الباشوات النبلاء !.

 

زر الذهاب إلى الأعلى